الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هواجس في الثقافة مقتطفات 68
آرام كربيت
2024 / 2 / 23الادب والفن
عبد الله بطل روايتي، في الأرض المسرة، عربي من جبل عبد العزيز، تم أخذه إلى الجيش العثماني عنوة.
حارب في بلوفديف، بلغاريا، عاش التحولات الهائلة في هذه الدولة في فترة السلطان عبد الحميد الثاني.
كان هذا البطل صغيرًا وترعرع في تلك البلاد، وفي استنبول شكل صداقة متينة مع عائلة أرمنية، تحب الموسيقى والمسرح والغناء، وشهد الحرب الروسية العثمانية في العام 1878، وكيف دعم الجيش الروسي المستعمرات العثمانية كرومانيا وبلغاريا وصربيا وغيرهم.
كانت الحكومات الأوروبية، الفرنسية خاصة، كدولة مركزية في العالم في هذا القرن مع بريطانيا.
البطل عبد الله كان شاهدًا على كل شيء، كان إنسانًا شهمًا جميلًا طيب القلب وصاحي الضمير، صادقًا أمينًا.
عندما عاد إلى أم مدفع، إلى بيته في تلك القرية القريبة من جبل عبد العزيز في الحسكة بعد أن رأى الويلات في الحرب والانسحاب العثماني تحت القصف، ورأى الموت والقتل، ورأى الحياة الاستنبولية بعد الهزيمة، أراد أن يذهب إلى الخابور في منطقة الشدادة، هناك يلتقي بأصدقاءه الأرمن مذبوحين.
لقد أشادت الرواية بعبد الله ابن أم مدفع، وبقيمه وطيبة قلبه ومبادئه في الحياة.
قرأ الرواية واحد قميء وسطحي، قال عنها أنها طائفية.
الرواية ركزت على النظام الرأسمالي المركزي، وعلى الدولة العثمانية الطرفية في النظام الرأسمالي، الاستبدادية التي أرادت أن تقلد المركز من الخارج، كفرنسا، كارتداء الثياب المعاصرة والطعام والسهرات في المطاعم الفاخرة والفنادق وشرب الخمر والتباهي، ولكن هذه الدولة لم تفكر أن تطور البناء الاجتماعي والسياسي من الداخل، اقصد بناء الدولة والمجتمع بما يتلاءم مع التحولات في العالم في تلك الفترة.
سعت السلطنة على علمنة الدولة من الخارج دون علمانية.
الثقة والتواضع أساس الثقة بالحياة وبالنفس
عندما لا تثق بنفسك لا تستطيع أن تمنح الحب أو الجمال أو القيم العليا للآخر.
على الارجح أنت مدمر وبحاجة لإعادة قراءة نفسك.
عليك أن تبدأ بنفسك، أن تمنحها الأمان، الاحساس بالحق والجمال، أن تنمي القيم والضمير الحي في قلبك وعقلك.
إن الثقة بالنفس يحتاج إلى البناء الداخلي، من جو قلبك، بالعمل، بالعرق والتعب، بالشغل على عقلك وبنية النفسية.
إن التوكل على الغيب، هو ثقة زائفة، ثقة جاءتك من خارجك، أي أنها ليست جزءًا من تكوينك النفسي والعقلي، أنها فوائض لا لزوم له، ولا تمنحك إلا الأمان المزيف.
الحب، هو أهم ركائز الحياة، ومصدر من مصادر الإلهام ودافع قوي للنجاح، زقيمة عليا للثقة بالنفس.
ثم التواضع و الأيمان بالحق في الحياة والحرية، هذه دوافع للبناء.
قول الحقيقة له شروط موضوعية وذاتية
ليس لديك أي سبب لقول الحقيقة.
والدوافع معدومة. وأنت ابن زمانك ومكانك.
وهل هناك إنسان ما لديه القدرة أن يكون صادقًا في ظل نظام مريض، كاذب ومنتج للكذب، ومدمر من يعمل تحت الشمس الساطعة
زمانك وموقعك من عالمك، هو السبب في نكرانك لذاتك، للحقيقة الجلية أمام عينيك، تراها، بيد أنك غير قادر على النطق بها.
لم تصل إلى ذلك الزمن الذي يمنحك القوة والمتانة والمكانة لتكشف عن عريك في الحقيقة.
العراة قلائل جدًا، وربما معدومين على مر الزمن.
الحقيقة، عالم أعرج لا يقوى على حمل جسده، فكيف سيحملك.
إنه يحتاج إلى فضاء أخر وحضارة مغايرة تمامًا.
نضوج الفكر والفلسفة هو نتاج واقع اجتماعي سياسي اقتصادي
انشتاين، سيبنوزا، ماركس، ديكارت، فرويد، نيوتن، سارتر، كامو، والقائمة تطول، مفكرين وفلاسفة وكتاب، وعلماء هم نتاج الواقع الاجتماعي السياسي، نتاج الأرض الخصبة التي هيأت لهؤلاء العظماء أن ينمو عودهم ويخضر ويكبر، وليس بصفتهم يهود أو مسيحيين.
إن التحولات التاريخية التي طرأت على أوروبا في عصر التنوير وما قبله، المخاض الذي نما وتطور في باطن الأرض، هو الجرثومة اليقظة التي انتجت ما نراه ونلمسه.
لو كان انشتاين اليهودي ولد لأب يهودي وأم يهوديه في اليمن لخرج يمني يقاتل مع طرف من أطراف الصراع الحالي، ولتناول القات مع أشقاءه من اليمنيين.
المكان هو المحدد الاساس، المنتج، لنوعية الناس وتكوينهم النفسي والعقلي والحضاري.
في يدي رواية، للروائي الأميركي إرفين د. يالوم في روايته "عندما بكى نيتشه" يؤرخ لتاريخ الفلسفة في أوروبا في النصف الثاني من القرن الـ19، ويحدد سنة 1882، ويعظم من شأن سيبنوزا، ويقول عنه أنه أذكى إنسان على وجه الأرض، لهذا أقول، لو أن سبينوزا كان في أية دولة من العالم المتخلف في العام 1660، تاريخ ولادته ومصيره، هل كان سيكون لدينا سبينوزا عظيم؟
هذا هو السؤال، وكتبت ان البيئة المهيئة هي المنتج، المكان الذي يفجر الطاقات، لأن هذا المكان يوفر لنا الامكانيات اللأزمة للانطلاق.
الفلاسفة والعظماء طفرة في التاريخ، ولا يصح التوقف عندهم وإلا لتوقف التاريخ، بيد أن وجهة نظري تقول أن الشروط الموضوعية هي التي تهيء الظرف الموضوعي لإنتاج مفكرين من نوع ماركس هيجل سبينوزا ديكارت، استند على المقولة الفلسفية لهيجل، التراكم الكمي يودي الى تغير نوعي، لهذا قلت أن المجتمع المنتج للمفكرين، ينطلق من واقع موضوعي هيأ لهم الظرف لينطلقوا. حتى تراكم الخرافات السابقة على سقراط كانت الارض التي مهدت الطريق لمجيئه
أنا أنطلق من فلسفة هيجل، التراكم الكمي يؤدي إلى تغير نوعي، لهذا قلت ان اوروبا كانت ورشة متكاملة في عصر النهضة، وعصر النهضة جاء نتيجة تراكم ثقافات عالمية، صب انجازه في هذا المكان.
الحياة مفتوحة على كل الاحتمالات
لولا نضوج الظروف الموضوعية في أوروبا في عصر النهضة لما رأينا هذا الكم الهائل من العلماء والمفكرين والفلاسفة. النضوج أنتج ورشة كاملة متكاملة لانبثاق البرجوازية، ومفهوم الدولة الحديثة.
لا يمكن أن يولد ماركس في العصر الصليبي.
رواية أرض ثمارها من ذهب
أذكر أني قرأت رواية للروائي البرازيلي جورج أمادو، أسمها، أرض ثمارها من ذهب في العام 1984 يسلط فيها الضوء على زراعة الكاكاو.
عمل التجار على تشجيع المزارعين على زراعة الكاكاو.
أغروهم ماليًا عندما رفعوا أسعار المحاصيل عاليًا مما أدى إلى ارتفع منسوب الدخل لدى الجميع.
هذا الارتفاع دفع المزارعين إلى زراعة المزيد من شتلات الكاكاو، وشراء معاصر جديدة وأراضي جديدة، وفلل ومحلات كبيرة وصغيرة.
هذا المال المتدفق على جيوب الجهلاء دفعهم للسفر إلى العاصمة أو المدن الكبيرة، للتسكع في البارات والمراقص والخمارات، وفي احضان الغواني وبائعات الهوى والشرب وصالات القمار والفجور والفسرفق والرقص
المهم في الأمر، بعد عدة سنوات من النجاح الكبير للمزارعين، أتفق التجار على خفض أسعار الكاكاو إلى الربع، واستمر هذا لعدة سنوات، مما أدى إلى هبوط القدرة الشرائية للمزارعين.
إذا ما العمل؟ وكيف يمكنهم ترميم الواقع الجديد بعد أن أرتفع مستوى معيشتهم ومكانتهم الاجتماعية وتعودهم على البذخ والجخ والسفر واللعب بالمصاري؟
فمن تعلم على المستوى العالي من العيش، والعيش في عالم الرفاهية والبذخ، لا يمكنه النزول مرة ثانية إلى مستوى الفقراء والمحتاجين بعد الكسل والتعود على التنبلة؟
بدأوا ببيع المحاصيل والثمار على أمهم. ثم باعوا المعاصر والفلل والسيارات الفارهة. وفي الأخير باعوا أراضيهم ليسددوا الديون المتراكمة عليهم.
نزل الشباب التافهة إلى الشوارع كشحاذين. وقسم كبير منهم انتحر لعدم قدرته على تحمل التغيير المفاجئ.
لدينا في الحياة الكثير من القصص المشابهة التي يمكن أن يقوم بها تجار السياسة والدول الكبيرة.
إن النزول أصعب نفسيًا واجتماعيًا بكثير من الطلوع.
الولاء المخادع
ما زال ولاء الكثير من العرب، لتركيا عمومًا ولأردوغان خاصة.
لم أكن أعرف هذه الظاهرة سابقًا. واليوم، بعد الثورة تمامًا اشعر بالألم الشديد والمرارة والخذلان عندما أرى هذا السقوط الكبير للكثير من الأحزاب السياسية والشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة، ولقطاع كبير من المثقفين والناس العاديين.
كيف يمكنك أن تبني دولة ومجتمع متماسك، بوجود النسبة الكبيرة من الناس لدينا موزعي الولاء المجاني للدين الغريب، وللدول الأخرى.
لم أسمع سابقًا أن تركيا أو الزعماء الأتراك، بالرغم من أنهم غرباء على هذه البلاد، أنهم فرطوا بحبة تراب من أرضهم من أجل الأخرين.
بالعكس تمامًا، لقد أبادوا قوميات كاملة من أجل وجودهم في المكان الذي احتواهم، كالأرمن واليونانيين.
أقف مستغربًا من العرب، لتشتت انتماءهم، وبيع نفوسهم ووطنهم وأراضيهم ودينهم ومستقبلهم لدول أخرى دون أي خجل أو عيب، أو وازع من ضمير، ودون مقابل.
حتى الخيانة لها ثمن، أنتم تبيعون أنفسكم دون ثمن.
أنتم عار على أنفسكم وأرضكم يا حثالة.
طبيب سوري في السويد
التقيت صدفة بأحد الأطباء السوريين القادمين إلى السويد في السنوات القليلة الماضية للإقامة فيها .
حديثه لم يكن موجهًا لي، أنا كنت ضيفًا على المكان، كان ينتظر دوره لإصلاح سيارته.
هذا الرجل لم يكن يعرفني ولم يسبق له أن رأني، ولم يعرف اسمي ولم أعرف اسمه ولم اسأل عن اسمه، من جملة ما سمعت:
ـ يا أخي كنًا مبسوطين في سوريا، سعداء. تدخل أحدهم وقال:
ـ كيف؟
ـ يا أخي كنّا متأقلمين مع الفساد. لم يكن الفساد مشكلة لأغلب الناس في البلد. أدفع الباب على أكبر مسؤول وأدخل عليه كالأمبرطور، وكنت موضع تقدير وترحيب واحترام.
ـ كيف، ولماذا تفعل هذا، ولماذا هذا الاستقبال الأسطوري؟
ـ أدفع رشوة. أغلب الناس يدفعون ويدخلون. الرشوة هي لتسيير عملك بسرعة. اين المشكلة في الرشوة؟ يلعن الثورة والساعة التي قامت.
تحول الفاسد والمرتشي والدوني والكذاب والمنافق إلى موضع ترحيب وتقدير من قبل السلطة الحاكمة، وكلو بثمنه، ولكل إنسان ملف وإضبارة لدى أجهزة المخابرات التي تسهر على الفساد وبيع الذمم، في حال تكلم أو أقدم أي إنسان على خطوة غير مرحب بها، في هذه الحالة، ستفتح الإضبارة ويقدم للمحكمة الشكلانية ويزج في السجن بناء على توصية من السلطة.
أغلب العلاقات أصبحت مصلحية، وتسير وفق حسابات جانبية، أي علاقات زبونية رخيصة، يتشارك فيها أكبر مسؤول في الدولة مع المواطن، من رئيس الدولة مرورًا بأعلى منصب في جهاز أو أجهزة المخابرات مرورًا بالوزراء والمدراء إلى أن تصل إلى جميع الفعاليات الحكومية.
الفساد في ظل النذل حافظ الاسد نهج حكم وسياسة.
لإن الفاسد إنسان إنسان مخلخل، ضعيف مكسور من الداخل ويسهل السيطرة عليه.
هؤلاء الفاسدون، القسم الكبير منهم وصل إلى أوروبا، هؤلاء الحثالة يقدمون على الفعل نفسه في الدوائر الحكومية الأوروبية. يفعلون كل الموبقات والاوساخ للدفاع عن ذواتهم المريضة المشوهة الكريهة.
هناك الكثير من النساء، من هؤلاء، يبيعن أجسادهن الرخيصة مقابل هدية صغيرة جدًا، لأنها لا تصل إلى الأوكانزم إلا بعد أن تقبض على ثمن ذلها واحتقار كرامتها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس