الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تبخر والى الابد ، مشروع الدويْلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


" النظام البوليسي المزاجي لا يزال يعرقل صفحة Word " .
مرة أخرى . هل تبخر مشروع الدويْلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، والى الابد ؟ . بل هل تصويت الكنيست Knesset ، على اعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي Netanyahu ، وBenny Gantez برفض انشاء دويْلة فلسطينية ولو منزوعة السلاح من جانب واحد ، كيفما كانت القوة التي تقف من وراءه .. ويجب الإشارة الى ان Knesset ، صوت بأغلبية ساحقة على اعلان رئيس الوزراء الرافض للدولة الفلسطينية ، ب 99 صوت من اصل 120 ، في حين كانت أصوات المعارضة لا تتجاوز تسعة ( 9 ) أعضاء ، والمقصود بالمعارضة هنا ليس معارضة البرلمان للحكومة ، بل المقصود هو عدد الأشخاص التي صوتت ضد اعلان Netanyahu ، من دون ان تنسب الى المعارضة السياسية الإسرائيلية .. لان هذه صوتت لفائدة اعلان Netanyahu / Gantes ، ضد أي مشروع لإقامة دويْلة فلسطينية ، ولو منزوعة السلاح ، أحادية الجانب . بل ان أي تفكير في انشاء حل الدولتين ، رغم ان الدويْلة الفلسطينية ستكون مجرد دويلة منزوعة السلاح ، ومنزوعة الإرادة السياسية عند التقرير في المسائل والقضايا الاستراتيجية التي تهم المنطقة ، من دون المرور من الحكومة الإسرائيلية ، او الدولة الإسرائيلية . أي لا يمكن تصور إقامة دويلة فلسطينية ، من خارج الحكومة الإسرائيلية ، ومن دون شروط مسبقة ، للتحكم الإسرائيلي في طبيعة ونوعية الدويْلة المفترضة .. وتصويت Knesset الإسرائيلي على هذا المنع ضد إقامة دُويْلة فلسطينية من دون المرور بالسلطة التقريرية الإسرائيلية التي يتحكم فيها البوليس والمخابرات المختلفة من " الموساد " Le Mossad ، و " الشاباك " ، والجيش ، هو رسالة موجهة الى المجتمع الدولي ، وبالأخص أصدقاء الدولة العبرية ، كالاتحاد الأوروبي الذي له وجه ظاهر مع الدّويْلة الفلسطينية ، ووجه خفي حقيقي يتبنى ومن دون تفصيل ، القضايا الاستراتيجية اليهودية .. ، وبعض العرب التي طبعت مع الدولة الصهيونية ، من دون مقابل ، وتشعر بالخجل من القرارات الإسرائيلية التي تستفزهم ، خاصة وعود الحكومة الإسرائيلية لهم ، بان الحل " الديمقراطي " ، سيكون الآلية لفض النزاع التي تحول من نزاع عربي إسرائيلي ، الى نزاع فلسطيني إسرائيلي .. وهو ما مكن تل ابيب بالاستفراد بالطرف الفلسطيني الضعيف ، واعتماد الجرجرة ، جرجرت ( المفاوضات ) واللقاءات الى حين يملّ ( المفاوض ) الفلسطيني الذي اضحى وحيدا ( يفاوض ) ، وهو يجهل كل الجهل مشروع دولة إسرائيل الكبرى والعظمى ، الذي يتعدى انشاء دولة إسرائيل التي تم حسمها ، خاصة عند اعتراف الأنظمة السياسية العربية بها ، الى إسرائيل الحضارة والاصل اليهودي ، بإرثه الماضوي والعصري في نفس الآن ، للوصول الى اكمال بناء ارض الميعاد التي ليس لها الآن جيران معروفين ، وليست لها ارض وحدود لا تزال استراتيجية ارض الميعاد ، تبحث عنها ، لشعب الله المختار الذي لا ولن يُقهر ابدا .. وهذا دلالته ، ومع تطور الاحداث باتجاه تأزيمي مهدد للوجود اليهودي الإسرائيلي ، كانهزام حماس ألتي قدمت خدمة بإرهابها لإسرائيل ، خدمات لم تكن متوقعة ، بحيث وبعد السابع ( 7 ) من أكتوبر الفائت ، تحول مسار ( المفاوضات ) بين السلطة الفلسطينية التي قدمت وتقدم الخدمات المتنوعة لدولة إسرائيل ، خاصة الخدمات البوليسية التي برع فيها محمد دحلان ، والرجوب ، ومحمود عباس .. الخ ... ويبدع فيها اليوم حسين الشيخ ومحمود عباس ، مقابل حماية إسرائيل لهم ، ومقابل الدولار الذي تعطيه لهم في شكل ضرائب ومقاصة .. أي رشوة للعمل تحت السلطة الإسرائيلية .. وهنا نسجل هجوم سلطة رام الله ، على حماس الاخوانية الإرهابية ، ويجمع الجميع على إرهاب السابع ( 7 ) من أكتوبر ، حسم بالمطلق في بقاء الأوضاع كما كانت قبل جريمة السابع من أكتوبر . فذهب آلاف الضحايا من الفلسطينيين المدنيين شهداء ، بسبب حماقة حماس التي أصبحت خارج غزة ، والجيش الإسرائيلي وسط غزة ، ولن يخرج منها الاّ وقد تم ترتيب الأوضاع من الناحية البوليسية والأمنية ، كما تريد إسرائيل ، لا كما يريد غيرها من مؤيدي حماقة حماس ..
ففي هذا الانتصار الذي حققه الجيش الإسرائيلي ، في صراعه مع حماس الاخوانية ، والجهاد التكفيرية ، والحركات الاسلاموية العنيفة ، وتراجع ( منظمات التحرير الفلسطينية ) ، التي يقودها اليوم من نفدوا اغتيال عرفات ، والقاتل معروف ، والفاعل اعرف منه ، سيخرج Knesset الإسرائيلي بقرار يمنع المنع التام مجرد التفكير في خلق الدّويْلة ، فبأحرى التفكير ، والشروع في العمل لإنشاء دويلة فلسطينية ، لن تنال النور ابدا ، لأنها وبعد انغماسها في الدولار الذي تمنحه لها تل ابيب ، ودولار الخليج العربي ، تحولت قيادة رام الله الى معضلة تنظيمية وسياسية ، في وجه الحركات الفلسطينية الراديكالية ، واصبحت تقوم بالأعمال البوليسية لصالح إسرائيل الدولة ، أي يشتغلون كموظفين عند الدولة الأمنية المخابراتية اليهودية . فوزيرة الخارجية السابقة ، وهي من الأطر الرفيعة المستوى في الدولة الإسرائيلية ، اعترفت باختلائها بمحمود عباس ، وبقريع ، بياسر عبدربه منصور .. أي استعملتهم كمخبرين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، بحيث لم يتراجعوا قيد انملة في تقديم سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، الى الامن الإسرائيلي . كما قدموا اطرا كثيرة من مناضلين ليسوا أعضاء بمنظمات ( التحرير ) الفلسطينية .. فمن يقف وراء اغتيال الرموز الفلسطينية المناهضة لوجود الدولة الإسرائيلية ، وبعد خروجهم من صلاة الفجر ..
ان ما قامت به حماس الاخوانية ، وكأنّ إسرائيل من شجعتها على جريمة السابع ( 7 ) من أكتوبر ، قضى نهائيا بحلم الدّوْيلة حتى المنزوعة السلاح ، وصوت Knesset بأغلبية ساحقة 99، صوت من اصل 120 ، برفض أي مشروع يخدم تنزيل الدوْيلة الفلسطينية ، مقابل تسعة معارضين لإعلان / Gants Netanyahu ، وهم معارضون للإعلان ، وليسوا بمعارضين سياسيين لحكومة Netanyahu . ان المعارضة السياسية لحكومة Netanyahu ، وتشكلها أحزاب المعارضة ، صوتت لصالح الإعلان ، لا ضده .. وبالطبع فقد لعبت حماقة حماس الاخوانية بجريمة السابع من أكتوبر ( 7 ) ، الدور الكبير في جعل أحزاب الحكومة ، وأحزاب المعارضة ، تلتقي في رفض إقامة دويْلة فلسطينية ، لان جرائم السابع من أكتوبر، لا تزال تفعل فيهم ، رغم انها خدمت المشروع الإسرائيلي الحضاري ، اليهودي ، التوراتي ، الزبوري ، الحاخامي ... في توحيد الصف اليهودي ، لمواجهة اخطار الإسلام السياسي العنيف ..
الآن وبعد تصويت Knesset ب 99 صوت ، على اعلان Netanyahu ، والتصويت كان بأغلبية ساحقة من اصل 120 صوت ، ومعارضة تسعة اشخاص للإعلان وليس للحكومة ، يكون التصويت المذكور ، قد اقبر والى الابد مشروع قيام الدويْلة الفلسطينية حتى منزوعة السلاح .. وتكون إسرائيل ، قد ربحت النزال الذي كان فخا مدروسا سقطت فيه ( منظمة التحرير الفلسطينية ) عند قبولها وضع السلاح ، والتخلي عن المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين ، بل كل فلسطين من النهر الى البحر . ورغم ان هذا الشعار كان للمزايدة السياسية للتنظيمات الفلسطينية ، وكان مزايدة من القيادة لربح تضامن الشارع العربي ، وربح تعاطف ، وأكرر تعاطف الحاكم العربي ، لضمان تدفق سيولة الدولار الذي ارجع القيادة تعيش في النعيم ، وتملك الدولار بالابناك الأوروبية .. فان الانتصار كان لأوفاق مؤتمر مدريد في 1982 ، وبعد فشل مؤتمر مدريد بعد اكثر من عشر سنوات من المفاوضات من اجل المفاوضات . وكان اللقاءات استراتيجية عند استعمال سلاح الوقت لإفراغ الطرف ( المفاوض ) من ادواته ، بغية انهاكه ، سينتقل الجميع وبخطة مدروسة لم تكن تخرج عن أوافق مؤتمر مدريد ، ولتسقط قيادة رام الله ، في اكبر فخ قضى حتى على ذاك الامل الذي خلقه مؤتمر مدريد الفاشل في سنة 1982 ، وليدخل الجميع الى اوفاق اكثر خطورة من اوفاق مدريد Madrid ، هي اوفاق مؤتمر Oslo ، الذي تخلت فيه القيادة الفلسطينية عن مشروع الدولة وليس مشروع الدويْلة . فكان للمفاوض الإسرائيلي ، ومعروف ان إسرائيل من الدول الكبرى التي تملك مفاوضين من مستوى رفيع وراقي ، دور انهاك ( المفاوض) الفلسطيني ( قريع ) الذي فضحته وزيرة الخارجية ، تسيبي ليفني ، بالنوم معها ، كما محمود عباس ، وياسر عبد ربه منصور ... واخرون كثر ، وحتى من حماس التي انشأتها إسرائيل لمواجهة المنظمات الفلسطينية الشيوعية والماركسية والقومية ... الخ . ولينتهي فخ مؤتمر Oslo بالانتصار الساحق للمفاوض الإسرائيلي ، وللدولة الإسرائيلية ، وتبخر ما تبقى من حلم الدويْلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، عندما صوت Knesset الاسرائيلي على رفض انشاء الدويْلة الفلسطينية المنزوعة السلاح ، يوم الأربعاء الفائت 19 / 02 / 2024 .. فالقول بالمفاوضات ، ومع إسرائيل ، للبحث في مشروع الدويلة الفلسطينية ، لن يكون ابدا ، لان إسرائيل التي لا تزال لم تستكمل جمع ارض الميعاد ذات الحدود الغير معروفة ، والجيران الغير معروفين ، لبناء حضارة شعب الله المختار ، لن تقبل ابدا ، لا بإنشاء الدويْلة الفلسطينية ، ولو منزوعة السلاح ، لان ( المفاوض ) الفلسطيني عندما يفكر بعكس الحقائق ، ويدخل المفاوضات وهو متجرد من السلاح الذي هو معرفة التاريخ ، ومعرفة الطرف الذي يجلس للإملاء وليس للمفاوضات ... يكون قد سقط في فخ سلاح الوقت الذي راهن عليه المفاوض الإسرائيلي ، المتفاني في خدمة دولة إسرائيل .. وطبعا مثل الرفض التام والمطلق لقبول دويْلة تتنافى معتقداتها مع الحضارة والارث الأيديولوجي اليهودي ، فان التفكير وانتظار مشروع العودة ، ضمن دولة حضارية ، صهيونية ، يهودية ، توراتية ، زبورية ، حاخامية ، تلمودية حضارية ، أي ضمن الإرث الأيديولوجي " العلمانية " ، والارث " العقائدي " .. سيكون خارج التغطية . بل ان من يجهل حضارة الطرف المقابل في المفاوضات ، سيكون بمن يجهل اصل ومادة المفاوضات ، لان عند الانطلاق من الحضارة ، لتفسير وفهم العالم ، فان المفاوضات وبالمعنى في القانون الدولي ، وفي العلاقات الدولية ، محكوم عليها ان تنصر للدولة الارثية الحضارية ، خاصة عندما تساندها اقوى الدول المتحكمة في اصدار القرارات الدولية ..
في إسرائيل هناك شعب واحد الذي هو شعب الله المختار ، أي الوحدة اليهودية ، وليس هناك ما يُعْرف بالشعوب وبالشعوبية .. فالقومية الإسرائيلية هي قومية يهودية لن تسمح بإنشاء دويْلة فلسطينية ليست يهودية ، ولن تسمح بحق العودة تحت أي تأثير او ضغط كان .. فمصيبة الفلسطيني انه يجهل مع من يعيش ، ومع من يتفاوض ..
ومن دون التحكم في معرفة اصل الحضارة اليهودية ، يستحيل هزيمة إسرائيل التي لا تزال تبحث عن حدود ارض الميعاد ، وتنظيم شعب الله المختار .. كما كانت الحضارة اليهودية منذ اكثر من 3000 سنة ..
إسرائيل بمثقفيها ، وبديمقراطيتها ، وبشعبها وليس شعوبها ... انتصرت .. وكيف لا تنتصر ومن كان ( يفاوض ) ، كانت تختلي به وزيرة الخارجية الإسرائيلية " تسيبي ليفني " .. وبشهادتها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل