الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 70

آرام كربيت

2024 / 2 / 24
الادب والفن


الحرب
الحرب القائمة في أي مكان من هذا العالم، ليس على أمتلاك الأرض أو الجغرافية كما يظن أو يعتقد السذج أو التاريخ والمكان.
كما إنها ليست من أجل الحياة أو دمارها.
إنها حرب موضوعية، ضرورية لاستمرار بقاء سوق النخاسة الدولي.
ويجب أن تستمر إلى أن يصل صناع قرارها إلى التخمة أو الاستفراغ.
إذا كانت هذه الحياة لا تستقيم إلا بالحرب، فبئس هذه الحياة، وبئس هؤلاء الناس الذين يريدون تحويلها إلى انقاض من أجل بقاءهم وتسيدهم.
وهناك الأغبياء، الناس أو الحشرات، الذين يرمون مواليدهم الجدد في أتون هذه الحياة الباردة كما ترمى الفضلات في المجارير.
إنها فائض الوحشية والتغول يقدم عليها أصحاب القرار السياسي الدولي والمالي.

المجد يقابله خضوع
إذا أردت أن تصعد إلى المجد الأبلق، هذا سهل، عليك أن تمشي مع التيار، ليس مهمًا نوع التيار، المهم أن تسير في ركابه.
أنهم يعلمون أنك تريده، وأنك مستجاب قبل تستجيب، قبل أن تنطلق إليهم وأنت مسرور وسعيد، وإن السير باتجاههم رغبة دفينة في أعماق قبل أن تقبل، وفق منطق السالب والموجب، عمليًا هو تزاوج بين مفهومين ، أنا أريد وأنت تريد، فلا تخجل، أخلع ثيابك وتعال، ستحصل على ما تريده ونريده، سندخل فيك بالكامل، ولن نبخل في الدخول فيك، فقط أن تقدم نفسك.
دائمًا السالب والوجب مستمران، أحدهما مكمل للآخر، التداخل بينهما موضوعي وذاتي.
إنها حكمة مستمرة عبر الزمن

نقنع أنفسنا أننا مظلومين، فرصة للهرب من مسؤولية البقاء
ننطلق في علاقتنا مع الآخرين من موقع أننا مظلومين، تقبلونا على هذا الاساس.

إبادة الأرمن في ذمة السياسة، والسياسة لا ذمة لها
ذبح الأرمن وإبادتهم أصبح في ذمة التاريخ، والتاريخ لا ذمة له.
والتاريخ هو الأبن البار للسياسة.
والسياسة لا ذمة لها، ولا ضمير وصدق ولا حق ولا وطن ولا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ.
والبشر أولاد السياسة والتاريخ، أي لا ذمة لهما.
وكل طفل يولد في هذا العالم السياسي يسير أو يجري أو يركض بسرعة البرق أو الضوء إلى مجرور السياسة.
أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء السياسة، والسياسة لا تطيق من لا يمشي في ركابها

كتبت هذا النص قبل سنتين، مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية
كان بالأمكان تجنب هذه الحرب الظالمة على أوكرانيا بالدبلوماسية.
لكنها الولايات المتحدة، تقتات على دماء الأخرين وتسكر.
أنها تفعل الأزمات وتغذيها وتعتاش عليها.
اليوم أوكرانيا ستموت وتتلاشى من على الخارطة، وسيتشتت شعبها ويتوه في الغابات والبراري في ظل البرد والعراء من اجل لا شيء سوى ان رئيسها إنسان ضعيف وخاضع ولم يستطيع ان يجنب بلاده ويلات الحرب.
بوتين هدد، وأظن أنه جاد أنه سيستخدم السلاح النووي إذا اقتربت أية دولة منه.
منذ خمسة وسبعين سنة والولايات المتحدة تكيل لروسيا العداء والكراهية، وتريد أن تنهيها من على الخارطة، متكئة على بيئتها الاستراتيجية البعيدة عن الصراعات، مستخدمة الإعلام كبديل عن التدخل المباشر في الحروب.
رأي أن يقبل الرئيس الأوكراني الاستسلام، يسلمها لروسيا سلميًا، لأن نتائج المعركة محسومة سلفًا، حتى لا يدمر هذا البلد الجميل وشعبه

الإنسان لا هوية له
أزمة الإنسان أنه دون هوية، إنه في بحث دائم عن ماهيته.
إنه في صراع دائم عن تحديد هويته، من هو، وماذا يريد من وجوده.
إنه كائن مسكين، يعاني من خواء، لا ذات له، ولا توصيف.
البحث عن الذات سببه له جرحًا غائرًا في ذاته.
الإنسان ذات قلقة، وسيبقى كذلك، وهذا القلق والحيرة ستؤدي به إلى نهايته.
الإنسان قلق على وجوده، لا يعرف بالضبط مصدر قلقه، يريد الشيء ولا يريده، يبحث عن قمم وهمية ترضي ذائقته الذاتيه، بيد أنه لا يعرف بالضبط ماهية ذائقته. ماذا هو الإنسان بالضبط، ليس حيوانًا كتوصيف، ولا توصيف دقيق له. أستطيع أن أصفه أنه كائن اهتزازي، مهتز بشكل دائري، يتحرك دون توقف، يريد أن يصل إلى شيء مجهول ويعلم أنه لن يصل. من استرخى واستسلم ليس بإنسان.

المزاج قبل القراءة يختلف عنه بعد القراءة
تكون في مزاج رائق، تقرأ، تبدأ الكلمات تأخذك إلى ذاتها، يبدأ الحزن والألم يشدك إلى نفسه كأنه سيالة كهربائية صادمة وموجعة.
الكتب الفكرية التي تتوغل في داخل هذه المنظومة العالمية هي الأقسى والأمر والأكثر ألمًا من أي كتاب أخر.
إنها تعري الواقع، واقع هذه الحياة التي تبدو على السطح أنها جميلة وعادية، لكن بمجرد أن تتوغل في داخل الكلمات والأسطر والصفحات تكتشف أن السطح مخادع وكاذب.
التوغل في الجذور، إلى أن تصل إلى أصغر شرش في الواقع السياسي العالمي، ستعرف، وتعرف أكثر فأكثر عندما تأخذك المعرفة إلى معرفة عالمك وموقعك، وموقع الناس والبسطاء فيه.

قال لي صديقًا لي، أسمه لبن الضيعة، كنتُ أتناول القهوة كالآخرين قبل أن أقرأ تلك الرواية, أرض ثمارها من ذهب ...
لكنّ جهود ( جورج أمادو ) في أن يفلق قلبي كحبة بن مكتنزة ..
ويحشوه بالقهوة البرازيلية باءت بالفشل ..
وجرت رياح التأثير بما لا تشتهيه سفنه ...!!!
كيف ؟
قلتُ لكم كانَ ( أمادو ) ينفذ إلى أعماق شخوصه من عمال وأحجار و شجر بارعاً في حفر صورة العمال البائسين ..، من بياض قلوبهم إلى سواد جلودهم التي أتت عليها الشموس وهم يقطفون ثمار البن ، ويعالجونها بأنفاسهم المتقطعة ..
ونزفهم المتواصل كحرائق الندى ..
إلى أن يصل بنا ( أمادو ) إلى شركات تسوق الموسم في أغلفة فاخرة لأثرياء العالم .. وتجني الأرباح الفاحشة، بينما يئنّ العمال تحتَ وطأة المرض والجوع والموت ..
ولأنني قرأتُ كلّ ذلك - من قبل - حيث كانت أجنحة الفراش -آنذاك - تقدر أن تسيّل دمي، فقد تقمصتُ الحالة تماماً وبلغ مني الحزن مبلغا .. مما جعلني أنفرُ من القهوة التي غدا شربها - في نظري - تكريساً لبؤس العاملين .. كان ذلك – وأنا في المرحلة الثانوية – آخر عهدي بالقهوة ، مالم أجبر على تناولها في بيت صديق يقدمها لي دون أن يستشيرني ، أو ليس لديه ما يقدمه سواها ..
وبالمقابل أزداد شرهي لشرب الشاي، وما زلتُ وفياً لأوراقه الهندية العطرة .. منتظراً أن يكتبَ أديب هندي رواية بعنوان ( أرض ثمارها من شاي ) كي أكفّ عن شرب الشاي، كما فعلتُ مع غريمته القهوة ..
ولكن هل ثمة من يكتب في الهند بعد رحل عنها رابندارات طاغور ؟
ترى هل الكتابُ يغيرُ عاداتكم وملابسكم ولون أعينكم كما يفعلُ بي ؟
عندما أقرُأ كتاباً أو جزءاً من كتاب أكونُ على قيده وحده إلى حين .. ويعلق بعض طعمه على لساني لذيذا كشاي بالنعناع ... وما إن أذهب إلى عملي – في الصباح – حتى أنثر ذلك الطعم على ألسنة الزملاء مع رشة من بهار الضجيج والصخب، فأخلق حواراً بالرغم من تعبير بعضهم عن ضجر ما اثناء لقاءنا( أما زلت تقرأ يا رجل )
وتلك العادة السيئة اكتسبتها هي الأخرى أثناء مرحلة الدراسة الجامعية ... إذ كنا مجموعة من الأصدقاء المهتمين بالشأن الثقافي ( أو هكذا خُيّلَ لنا ) .. نتفق على قراءة رواية جديدة أو مجموعة قصصية، ونادراً مجموعة شعرية ... وحين ننهي الكتاب جميعاً نجتمع في بيت أحدنا ، ونناقش مقروءنا من جل نواحيه .. كنا نختلف ونتعصب لأرائنا الفجة وننفعل كفيضان نهر نيء ..
ولكن الشاي الذي يدارُ بيننا كان يغسلنا بدءاً من أعماقنا لنكون انقياء كما أمرنا نيتشه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا