الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمير الظلام ... حميدان

خالد بطراوي

2024 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


سأبدأ مقالتي هذه مقتبسا مقولة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه التي تقول "حين سكت أهل الحق عن الباطل ، توهم أهل الباطل أنهم على حق”.
تماما هو حالنا أيها الأحبة في عالمنا العربي، فقد جفّت أقلام أصحاب فكر التنوير، أمام غزارة إنتاج أقلام أصحاب الفكر الظلامي.
وليس المقصود بالقلام فقط ... الكتابة، وإنما على كافة الأصعدة، وعلى هدي المثل الشعبي القائل " سمحنالوا ... دخل هو وحمارو"، فإن هذا بالضبط ما حصل وعلى إمتداد سنوات عندما تقوقع أصحاب فكر التنوير داخل شرنقتهم وسمحوا لأصحاب الفكر الظلامي بأن يصولوا ويجولوا، فحلّ بنا ما حلّ من ويلات ونزاعات وإقتتال داخلي وتهديد للسلم الأهلي في معظم البلدان العربية، نجم عنه إزدياد للهجرة الطوعية والقسرية.
ظهرت الجماعات الدينية التكفيرية وبضمنها الدواعش وإنتشرت بفكرها الظلامي تحت إدعاء تمسكها وتطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية والإسلام بريء منها، وفي المقابل إلتزم أصحاب الفكر التنويري ... الصمت.
ظهرت "البطانة الصالحة" ورموز الأنظمة كشريحة من شرائح البرجوازية التي تدافع عن مصالحها أيضا تحت مسميات وحجج دينية تقضي "بإطاعة أولي الأمر" مسقطين بذلك أحد أهم المبادىء الذي يقول " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .... وإلتزم أصحاب الفكر التنويري أيضا الصمت.
إنتشرت وبوتائر سريعة في عالمنا العربي ثقافة الإستهلاك لكل ما هبّ ودّب من سلع مستوردة عبر شريحة المستوردين " الكمبرادور" وغرقنا في الإنصياع لغطرسة قطاع الخدمات من بنوك وتكنولوجيا وإتصالات وغيرها على حساب تنمية قطاع الإنتاج ليتحول إقتصاد بلادنا الى إقتصاد تابع إستهلاكي ... وإلتزم أصحاب الفكر التنويري أيضا ... الصمت.
جرى تسخير ماكنة الإعلام نحو كل شيء يكرس الفكر الظلامي في بلادنا ويتصدى لأية محاولة لإطلالة ولو بسيطة لفكر التنوير .... وإلتزم أصحاب هذا الفكر ... أيضا الصمت.
ما فائدة أن تحمل فكرا تنويريا وتتحوصل به لنفسك؟ حتى أنك لا تنشره بين أفراد عائلتك؟ ما فائدة أن تتحاور مع صاحب فكر تنويري في الغرف المغلقة ولا تخرجان ... أنت وهو .. على الملأ لتقولا وجهة نظركما وتتصديا لدعاة الفكر الظلامي؟ ما فائدة كل الدراسات والأبحاث التنويرية التي تبقى حبيسة الأدراج وأطر النخبة؟
قالوا لفرعون ... مين فرعنك؟ فأجاب .. ما لقيت حدا يردني.
تماما هي ذي المعادلة، إنكفأ أصحاب الفكر التنويري على أنفسهم وفي شرنقتهم ... فظن أصحاب الفكر الظلامي ... أنهم على حق.
تلك مسؤولية تاريخية على عاتق اصحاب ثقافة التنوير بأن ينفض كل فرد من بينهم الغبار عن أسماله وينهض ليسهم في التصدي للفكر الظلامي حتى ولو "بشق تمرة" وإلا بقي الميدان ... لأمير الظلام ... حميدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون