الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سنتان على الحرب الإمبريالية في أوكرانيا – تجربة الشيوعيين واستنتاجاتهم

الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)

2024 / 2 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مساهمة الحزب الشيوعي اليوناني في مؤتمر النشاط الشيوعي الأوروبي الذي عقد في إسطنبول يوم السبت 17 فبراير، بمناسبة الذكرى الثانية للحرب الإمبريالية في أوكرانيا ، تحت عنوان "سنتان على الحرب الإمبريالية في أوكرانيا: تجربة واستنتاجات الشيوعيين."

عامين من قتل الناس " حتى يمتلئ طبق الاسياد "

أيها الرفاق الأعزاء،

منذ اللحظة الأولى، أشار الحزب الشيوعي اليوناني إلى أن الصراع العسكري الذي اندلع في أوكرانيا قبل عامين، والذي تسبب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وبؤس الملايين، كان مجرد البداية الرسمية للحرب التي كانت لا بد أن تحدث، حيث انفجر برميل البارود المخزون منذ زمن.

بعد الإطاحة بالاشتراكية، وتفكك الاتحاد السوفييتي، في سياق عملية الثورة المضادة، تشكلت الطبقات البرجوازية، أي الرأسماليين الذين ظهروا في سياق إعادة الرأسمالية، وسرقوا ثمار عمل الشعب السوفييتي الموحد التي تم الحصول عليها بشق الأنفس.. إن حكومات زيلينسكي في أوكرانيا، المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وحكومة بوتين في روسيا، المدعومة من المعسكر الإمبريالي الأوراسي الناشئ بقيادة الصين، تمثل هؤلاء الرأسماليين.

في قلب الصراع العسكري يكمن تقسيم الثروة المعدنية والطاقة والأراضي والقوى العاملة وخطوط الأنابيب وطرق نقل السلع وموطئ القدم الجيوسياسية وحصص السوق.

أحد عناصر هذا الصراع هو تقسيم الأسواق ومناطق النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي واستراتيجيتهم "التوسع الأوروبي الأطلسي" من ناحية، ومن ناحية أخرى الاستراتيجية الرأسمالية للاتحاد الروسي بسبب خططه الاستغلالية ضد الشعوب، بهدف تعزيز تحالفه الإمبريالي (الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، منظمة معاهدة الأمن الجماعي) في منطقة الاتحاد السوفييتي السابق.

وقد شرح الحزب الشيوعي اليوناني بالتفصيل أسباب إراقة الدماء هذه، رافضاً الذرائع التي تستخدمها كتلة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي للدفاع عن "سيادة أوكرانيا"، أو "حقها في اختيار حلفائها" أو "الديمقراطية ضد الاستبداد"، فضلاً عن الذرائع التي تستخدمها القيادة الروسية لتبرير الغزو العسكري غير المقبول لأوكرانيا، مثل شن "حرب ضد الفاشية"، أو "الدفاع عن الشعب الناطق بالروسية"، أو "لا عسكرة أوكرانيا".

بعض الاستنتاجات التي يجب على الحركة الشيوعية استخلاصها من الحرب

إن الأزمة الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية، التي تجلت في صفوف الحركة الشيوعية العالمية منذ عقود، تكثفت حول المسألة بالغة الأهمية المتعلقة بموقف الشيوعيين والشعوب من الحرب الإمبريالية.

وهكذا، فمن ناحية، برزت الأحزاب الشيوعية التي خاضت معركة تنوير الشعوب وتنظيم نضالها ضد الحرب الإمبريالية. ومن المعالم المهمة في هذا الاتجاه هو البيان المشترك الصادر في 26 فبراير 2022 بمبادرة من الحزب الشيوعي اليوناني، والحزب الشيوعي المكسيكي، والحزب الشيوعي لعمال إسبانيا، والحزب الشيوعي التركي، والذي وقعه أكثر من 70 حزبا و منظمة شباب/شابات شيوعية من جميع أنحاء العالم . لقد حدد البيان المشترك بشكل صحيح طبيعة الحرب الإمبريالية وشدد على الحاجة إلى “تعزيز المعيار الطبقي لتحليل التطورات، ورسم طريقنا المستقل ضد الاحتكارات والطبقات البرجوازية، من أجل الإطاحة بالرأسمالية، من أجل تعزيز الصراع الطبقي ضد الحرب الإمبريالية، من أجل الاشتراكية، الذي يظل مهمة انية وضرورية أكثر من أي وقت مضى .

ومن ناحية أخرى، ينبغي أن نشير إلى أن الأحزاب الشيوعية لم تكن جميعها على مستوى الحدث. وقد تبنى عدد قليل منها خط الإمبريالية الأوروبية الأطلسية، على سبيل المثال من خلال التصويت لصالح الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا في البرلمان الأوروبي من خلال ما يسمى بالجناح اليساري لليسار المتحد الأوروبي-اليسار الأخضر النوردي GUE/NGL والأحزاب "اليسارية" مثل سيريزا، بوديموس، دي لينكه، إلخ. عارضت أحزاب شيوعية أخرى الحرب قولاً، لكنها شاركت عملياً في حكومات الدول الأعضاء في الناتو التي تدعمها وتشارك فيها، مثل الحزب الشيوعي الإسباني.

وقبلت أحزاب شيوعية أخرى الذرائع التي قدمتها البرجوازية الروسية، التي تدعي أنها تخوض "نضالا ضد الفاشية". اليوم، عندما تعيد الأحزاب البرجوازية الرئيسية في ألمانيا صياغة حجج القيادة الروسية وتنظيم مظاهرات "مناهضة للفاشية" في ألمانيا، نرى الأحزاب ترد وتسلط الضوء على نفاق منظمي هذه المسيرات. ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأحزاب، يبدو الخط ضبابيًا عندما يتعلق الأمر بالذرائع "المناهضة للفاشية" التي تستخدمها روسيا البرجوازية كغطاء للحرب الإمبريالية.

لقد برزت منظمة عالمية جديدة كرأس حربة ضد المقاربة الطبقية للتطورات العالمية والأحزاب الشيوعية القائمة على الماركسية اللينينية، تحت الاسم المنافق "البرنامج العالمي لمناهضة الإمبريالية" (WAP). إن WAP، الذي تقوده القوى الاشتراكية الديمقراطية وبعض الأحزاب الشيوعية أو المجموعات التي ليس لها تأثير على الطبقة العاملة في بلدانها، قد انحاز بشكل واضح إلى أحد معسكري اللصوص الإمبريالية.

أما اليوم، فقد أصبحت الحركة الشيوعية أكثر خبرة. هناك العديد من الأحزاب الشيوعية التي استخلصت استنتاجات من التاريخ ورفضت تشكيل "جبهات مختلفة مناهضة للفاشية" مع القوى البرجوازية، مشددة على أن النضال ضد الفاشية يجب أن لا ينفصل عن النضال ضد المصفوفة الرأسمالية التي تولدها.

في سياق المواجهة الأيديولوجية والسياسية الشرسة، التي اشتدت بعد اندلاع الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، توقف عمل المبادرة الشيوعية الأوروبية ECI في البداية، ومع مرور الوقت تم حلها. وبديلاً لها، تم إنشاء شكل إقليمي جديد للتعاون، وهو النشاط الشيوعي الأوروبي (ECA). ما يدعو إلى الأمل هو أن ECA، من ناحية، تأخذ في الاعتبار كلاً من التجربة الإيجابية والسلبية للمبادرة الشيوعية الأوروبية، ومن ناحية أخرى، تعتمد على إطار أيديولوجي وسياسي أكثر شمولاً وتماسكًا. وهكذا، فإن كل أولئك الذين اعتقدوا أن الأحزاب الشيوعية والعمالية في أوروبا لن تكون قادرة على إقامة شكل جديد من التعاون في الوقت المناسب، لاتباعها نفس المسار التخريبي والغادر لمصالح العمال الذي اتبعته الأممية الثانية في عهد الحرب العالمية الإمبريالية الأولى، قد ثبت خطئهم .

لقد كثفت الأحزاب الشيوعية المستندة على الماركسية اللينينية والأممية البروليتارية نضالها ضد الإمبريالية.

لقد تم دحض تلك القوى التي تدعي أن النهج الطبقي للأحزاب الشيوعية التي رفضت الانحياز إلى احدى معسكري الحرب الإمبريالية من شأنه أن يؤدي بها إلى تعليق نضالها ضد الآخر، أي ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. لقد حدث العكس تماماً. وهذا أمر معبر للغاية في حالة اليونان.

خلال هذين العامين اللذين احتدمت فيهما الحرب الإمبريالية، قاد الحزب الشيوعي اليوناني النضال ضد الكتلة الإمبريالية الأوروبية الأطلسية في اليونان. و نظم تحركات مهمة ضد الحرب، على سبيل المثال خارج القواعد الأمريكية في ألكسندروبوليس، سودا، لاريسا وستيفانوفيكيو. و ساند نشاطات النقابات العمالية والمنظمات الجماهيرية في البلاد، وكذلك الحركة المناهضة للحرب والمعادية للإمبريالية. وأغلق الطرق والسكك الحديدية والموانئ التي تستخدمها قوات حلف شمال الأطلسي. لقد كان الشيوعيون في طليعة النضال ضد الإمبريالية ولهذا السبب تعرضوا لهجوم من قبل آليات قمع الدولة البرجوازية، على سبيل المثال، في ميناء سالونيك في 6 أبريل 2023، عندما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الإضراب الاحتجاجي، تم اعتقال وسحب أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، والمجلس المركزي لاتحاد الشباب الشيوعي KNE ، وصحفي "ريزوسباستيس" والنقابيين إلى المحكمة. كان الحزب الشيوعي اليوناني هو الحزب السياسي الوحيد الذي لم يحضر جلسة البرلمان اليوناني خلال خطاب زيلينسكي و احد النازيين الجدد اليوناني المولد من كتيبة آزوف. وصوت ضد اتفاق توسيع القواعد الأمريكية والإنفاق العسكري لحلف شمال الأطلسي في البرلمان اليوناني. في البرلمان الأوروبي، عندما دعم حزب الجمهورية الجديدة وحزب سيريزا والباسوك واليمين المتطرف، جنبًا إلى جنب مع أحزاب "اليسار" الأوروبي، جنون الترويج للحرب للإمبرياليين الأوروبيين ودعوا إلى زيادة هائلة في الدعم العسكري لحكومة زيلينسكي الرجعية، صوت الحزب الشيوعي اليوناني ضدها وندد بها أمام الشعب. عارض الحزب الشيوعي اليوناني وأدان نشر المعدات الحربية التابعة للقوات المسلحة اليونانية في أوكرانيا وتدريب الجنود الأوكرانيين.

وفي الوقت نفسه، وفي الأشهر الأخيرة، كان الحزب الشيوعي اليوناني في طليعة المظاهرات الشعبية الحاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها على يد الدولة الإسرائيلية المحتلة؛ ضد تورط البلاد في الخطط الأوروبية الأطلسية لنشر القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر، جنباً إلى جنب مع قوات الاتحاد الأوروبي، والتي عرضت الحكومة اليونانية من أجلها أن يكون مقرها الرئيسي في لاريسا بوسط اليونان. المنافسة في المنطقة تشتد، وهناك حشد عسكري كبير، والعمليات الأوروبية الأطلسية والهجمات الصاروخية التي تشن في اليمن باسم مواجهة الحوثيين وحماية الأمن البحري تؤدي إلى تصاعد التوترات، وخطر اندلاع حريق عسكري قائم في ازدياد. إن الحاجة إلى إنهاء المذبحة في غزة والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية أصبحت أكثر إلحاحاً، وتشكل أيضاً عاملاً لتهدئة التوترات في المنطقة.

حول موازين القوى في النظام الإمبريالي الدولي

أيها الرفاق الأعزاء،

واسمحوا لنا أن نبدي بعض الملاحظات الموجزة. مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب، نرى أن الهجوم المضاد الأوكراني، على الرغم من دعم حلف شمال الأطلسي، لم يسفر عن أي نتائج جوهرية. وتدور رحى حرب الخنادق وحرب الاستنزاف على الخطوط الأمامية ويتم اختبار أنظمة الأسلحة الحديثة. ولا تزال روسيا تسيطر على 20% من أراضي أوكرانيا، التي فقدت بالفعل أكثر من 40% من إمكاناتها الصناعية الوطنية ونحو 15% من ناتجها المحلي الإجمالي قبل الحرب. كما فقدت القدرة على الوصول إلى ما تزيد قيمته على 12 تريليون دولار من المواد الخام، بما في ذلك 63% من احتياطياتها من الفحم و42% من معادنها، وفقاً للتقديرات الروسية.

في ظل هذه الظروف، تعرب هيئة الأركان الأوروبية الأطلسية عن قلقها بشأن مسار الحرب. وتنشأ مشاكل فيما يتعلق باستمرار المساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا، وهناك دعوات إلى ضرورة فتح محادثات مع روسيا بشأن "التنازل عن الأراضي الأوكرانية"، وهو ما تنفيه حكومة زيلينسكي حاليا. لا يمكن استبعاد احتمال حدوث اضطرابات في المشهد السياسي الأوكراني.
على العكس من ذلك، فإن البرجوازية الروسية، بعد أن قمعت – على الأقل في الوقت الحالي – "تمردًا" داخليًا داخل صفوفها، مثل "قضية بريغوزين" وجيشه من المرتزقة، حصلت على أفضلية نسبية على الجبهة فيما يتعلق العمليات البرية والجوية لقواتها المسلحة، فضلا عن مخزون كاف من الأسلحة. ومن الناحية الاقتصادية، خلال الحرب وعلى الرغم من العقوبات، فقد تفوقت على ألمانيا من حيث حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحقيقي، حيث ارتفعت من المركز السادس إلى المركز الخامس .

وتدحض هذه التطورات ادعاءات بعض القوى التي تزعم أن روسيا دولة رأسمالية "ضعيفة" و"تابعة"، و"محطة وقود العالم" في مكان ما على "هامش" الرأسمالية. وهي تؤكد تقييم الحزب الشيوعي اليوناني بأن روسيا تحتل أحد أهم المواقع في "الهرم" الإمبريالي الحالي للاعتماد المتبادل غير المتكافئ بين الدول الرأسمالية، كدالة لجميع إمكاناتها الهامة (الاقتصادية والسياسية والعسكرية).

إن الحرب تجعل من الصعب، ولكن ليس من المستحيل، على الإمبرياليين أن يتعاونوا اقتصاديا

النقطة الثانية هي أننا نتحدث عن حرب من نوع آخر «غريب». وفي الوقت نفسه الذي يُذبح فيه آلاف الأشخاص في المعارك، لا يزال الرأسماليون على جانبي الحرب يحافظون على تعاون قوي، وإن كان محدودًا مقارنة بما كان عليه قبل فبراير 2022.

على سبيل المثال، تواصل روسيا بيع اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة وفرنسا لاستخدامه في منشآتهما النووية. ويغطي جزءا كبيرا من احتياجات المفاعلات النووية الأمريكية البالغ عددها 92 مفاعلا، حتى تضاعف الكميات في عام 2023 مقارنة بعام 2022.

وتتعاون الولايات المتحدة مع روسيا في برنامج ناسا الفضائي، في حين تواصل شركة "جازبروم" الروسية إرسال الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط الأنابيب في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، الأمر الذي أسعد المساهمين الرأسماليين. من جانبها، تواصل شركة “شيفرون” الأميركية تحميل النفط الذي تستخرجه من كازاخستان في ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، والذي يصل إليه عبر خط أنابيب طوله 1500 كيلومتر يمر عبر أراضي كازاخستان وروسيا. ومن خلال خط الأنابيب هذا يتم طرح ثلثي النفط المستخرج في كازاخستان إلى السوق العالمية.

وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال المواد الخام الروسية وغيرها من السلع يتم توجيهها عبر "أطراف ثالثة" إلى ما يسمى الغرب الجماعي، كما تسمي روسيا البلدان التي تفرض الحظر التجاري ضدها.

ومن ناحية أخرى، فإن المنتجات المصنوعة في "الغرب الجماعي" تباع إلى روسيا من خلال ما يسمى بالجنوب العالمي، وهو الاسم الذي يطلق الآن على البلدان التي لا تطبق الحظر المفروض على روسيا، بما في ذلك الصين والهند و تركيا وغيرها التي ليست بالطبع في نصف الكرة الجنوبي للأرض.

كما وقعت حوادث مضحكة-مأساوية في التجارة بين الجانبين. في يناير من العام الماضي، اكتشفت سلطات الجمارك الروسية قطارًا يحمل حاويات محملة بزي الجيش الأوكراني وأعادته إلى الصين، وكان في طريقه إلى بولندا عبر روسيا. من المسلم به أن الشحنات المخصصة لاحتياجات الجانب المتحارب ربما تكون قد مرت أو تمر عبر الأراضي الروسية. ووقعت حوادث مماثلة في أوكرانيا أيضا.

وفي الوقت نفسه الذي تحصد فيه الحرب الإمبريالية آلاف الأرواح، معظمها من الشباب في أوكرانيا وروسيا، فإن ما سبق يوضح أن أرباح القلة، التي تزداد ثراء على جانبي الحرب، آخذة في الازدياد.

بينما يعاني الشعب، يقسم الرأسماليون "الفطيرة"

وتتعلق النقطة الثالثة بحقيقة مفادها أنه على الرغم من أن أوكرانيا لا تزال عالقة في اضطرابات الحرب، فإن عملية "إعادة إعمارها" قد بدأت بالفعل من قبل الجانبين المتحاربين. على الجانب الأوكراني، تتولى المؤسسات الاحتكارية التابعة لأقوى القوى الإمبريالية، مثل ألمانيا، "مهمة" "تنسيق" عملية استثمار رأس المال من أجل "إعادة الإعمار". ومن خلال العديد من المنظمات المالية، مثل بنك الاستثمار الأوروبي، يقومون بتمويل مشاريع في أوكرانيا تبلغ قيمتها مليارات اليوروهات في البنية التحتية للنقل، والطاقة، وإمدادات المياه، والمدارس، والمستشفيات، وما إلى ذلك. ان تكلفة "إعادة إعمار" أوكرانيا ستكون هائلة، والاحتكارات الأوروبية تطالب بـ "ضمانات" من الجانب الأوكراني.

وبالمثل، في الأراضي التي تحتلها روسيا، والتي لا يمكن الاستهانة بها حيث يعيش 11 مليون شخص هناك (2.2 في لوغانسك، 4 في دونيتسك، 1.5 في زابوريزهيا، 1 في خيرسون و2.5 في شبه جزيرة القرم)، هناك مئات المصانع أيضًا. كالثروات المعدنية الضخمة والأراضي الخصبة. هناك أيضًا تسير عملية "إعادة الإعمار" جنبًا إلى جنب مع تقسيم المصانع وغيرها من الوحدات الصناعية والإنتاجية بين الرأسماليين. يحل الرأسماليون الروس محل الرأسماليين الأوكرانيين، في حين أن العمال الذين لم يتم تجنيدهم وليسوا في الجبهة، سيستمرون في الكدح المضني حتى يتمكن أرباب العمل من جني الأرباح.

ما ورد أعلاه يظهر أن الولايات المتحدة لا "تجر الاتحاد الأوروبي إلى هذه الحرب"، وأن القادة الأوروبيين ليسوا "دمى في يد الولايات المتحدة"، كما تدعي القيادة الروسية. تعمل المجموعات الرأسمالية الأوروبية وفقًا لمصالحها الخاصة، والتي يتم الترويج لها جيدًا في ظل ظروف الحرب، مثل أرباح الاحتكارات "الخضراء"، وملاك السفن اليونانيين، وما إلى ذلك.
وبطبيعة الحال، ليس الهدف من الغزو الروسي غير المقبول لأوكرانيا هو "عالم عادل ومتعدد الأقطاب"، كما تزعم العديد من الدوائر الانتهازية.

في إحدى قصائده، يقارن الشاعر الشيوعي اليوناني الكبير كوستاس فارناليس، بطريقة مجازية، بين الحمار والإنسان المستعبد، الخاضع، المطيع، الذي يقول، من بين أمور أخرى، " أخيرًا، عندما اندلعت الحرب، حملوا الرشاشات دون انقطاع، ليُقتل الناس ويمتلئ طبق سيدي ». هذه هي الطبيعة الحقيقية للحرب الإمبريالية في أوكرانيا.

يجب على الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، بقيادة الأحزاب الشيوعية والعمالية، تكثيف جهودها ضد تورط بلدانها في المخططات والحروب الإمبريالية. ويجب عليهم الجمع بين هذا النضال والنضال من أجل الحقوق الانية للعمال والشعوب، وتحدي هيمنة الرأسمالية وإحداث انقطاع في النظام، مما سيؤدي إلى الإطاحة بها وبناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي الجديد؛ مجتمع سيضع حداً للاستغلال والحروب. إن النشاط الشيوعي الاوروبي والأحزاب التي تتألف منها مدعوة إلى لعب دور قيادي في هذه القضية.

‏eurcomact.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من