الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتصار المقاومة و هزيمة كل أشكال العدو

عصام محمد جميل مروة

2024 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


لسنا في وارد التهليل لإنتصار المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تُجَسد بكل المقاييس مرحلة قيادة معركة طويلة قد تكون من اطول مراحل الصراع العربي الاسرائيلي التي تقدمهُ المقاومة الفلسطينية منذ بذور الحصى اليهودية والصهيونية التي كانت مدعومة من قِبل كبار دول اوروبية وفي اراء كبار الخبراء أن "" السير العميل أرثر بلفور البريطاني الصهيوني الرؤية "" ، لم يكن مستشرقاً عادياً او عابر سبيل . بل كان يعى ما يقوم بهِ في تمرير مشروع منح الأرض الفلسطينية الى مَنْ لا يستحقها او بمعنى ادق واصح أن ممثل العصر الفيكتوري البشع لم يكن يملك اراضي العرب وفلسطين لتصبح املاكاً مكتوبة بصكوك موقعة في اللغة العبرية والأنجليزية وحتى الفرنسية وإستبعاد كل قُصاصة مهمة من صكوك تلك الارض بلغة عربية وبأختام فلسطينية المنشأ والهوية منذ قرون بعيدة .
وتقول التقارير أن العصر العثماني تحت حكم السلاطين قد تم توقع المئات من الوثائق مختومة من الباب العالي عبر والى وحاكم عكا في إستخدام اوراق "" الطابو - اي مراجع تمثل إمتلاك العقارات للعائلات العربية والفلسطينية منذ ما قبل قرون ماضية في العهد المملوكي "" .
لكن ما نشاهدهُ اليوم بعد اليوم الواحد والأربعين بعد المائة . من تلك الحرب التي جسدتها المقاومة الفلسطينية في شد آزر رفع روح المقاومة في كل الاشكال والاساليب المتواضعة ضد الجيش الصهيوني العنصري الذي يقوم بأبشع وأفظع وأشنع المجازر المتكررة الواحدة تلو الأخرى ، واذا ما عددناها يومياً وأحصيناها فسوف تمتلئ الصحف المكتوبة والمسموعة والمرئية حسب ما أعتقِدهُ آنياً انها سوف تُدَوَّن عن بطولة المقاومين الذين يخرجون وهُم عُراة وحُفاة ويبدأون في تقبيل المدافع التي قد تكون رسالة الى قيادة الجيش الذي لا يُقهر !؟. فتقول اصوات القذائف التي يرتعد صدى صوت سقوطها فوق تجمعات الدبابات المدججة بالجنود الذين تتراقص ارجلهم من الخوف والرعب لا سيما أن المناطق والخطوط والصفوف الخلفية تُعتبر إمنة وليس بداخلها "" إرهابيون - و مخربون - ومقاومون "" ، ولكن رجال المقاومة يخرجون من رحم الارض ومن تحت الركام ومن بين الأسطح والغرف المدمرة فتتحول مجدداً الى ساحات بطولة وقتال مع صرخات "" الله اكبر - وايها الشعب المقاوم - والى اهلنا و الى السلسلة الطويلة من قافلة العزة والكرامة الشهداء الذين ينبتون الواناً قزحية تُشبهُ الوان نجيع دماء شهدائنا الابطال - انها اكبر رسائل موقعة بأسم المقاومة رغم الاعلام الصهيوني والعربي والغربي في آنٍ عندما يُسَوِقون عبر ادواتهم أن المقاومة تتلاشي وتبتعد عن تقديم قدراتها لأن تحطيمها ورد كثيراً عبر الاعلام التابع المؤيد لإسرائيل "" .
المقاومة تستلهم كل لحظة وكل يوم وكل تجدد في رفع المعنويات التي تفاجئ كل الذين يُراهنون على أن نهاية المعركة لصالح العدو الصهيوني الغاشم.
فتبدو سرعة التغيير في إثبات المقاومة والحركة المعاكسة على أرض الواقع حيث يبدأ العدو معركتهُ من حيث بدأت عمليات طوفان الاقصى لا سيما ان كل الميادين والمعارك والساحات هي حصار جديد ، وتتوالد الطوفانات لحظة بعد لحظة منذ تاريخ بداية إستخدام الاسلحة البدائية مطلع "" ثورة 1936 - حيث كانت اسلحة رجال المقاومة حينها الخناجر والحِراب وبنادق والغام وقنابل قابلة رصاصها شحيحاً فلذلك كان الفدائي لا يرمى إلا مع مثابرة متأكدة من اصابته للعصابات التي كانت تلاحق الشعب الفلسطيني وتجعلهُ غير قادر على العيش بين الوافدين الجدد من العصابات الصهيونية التي سارعت الى توسيع التوطين وبناء المستعمرات التي تحولت لاحقاً الى مستوطنات يهودية جديدة خرج منها اعضاء جدد من احفاد لهم افكار صهيونية انحيازية في الكنيست الاسرائيلي الذي وضع لوحةً كبيرة على باب ومدخل مقر النواب تقول اللوحة باللغة العبرية واللغات الحية الاخرى أن إسرائيل الكبرى
"" من النهر الى البحر "" .
فلم تظهر الى الان بعد إندلاع الحرب أن هناك قناعة صهيونية كبيرة حول توصلهم الى الاعلان عن إنتصاراتها على رغم مجريات وادوات ضخمة إستخدمتها الآلة العسكرية في التدمير والحرق وإقتلاع و جرف البساتين و إتلاف المحاصيل وجعل قطاع غزة عبارة عن كتلة مَنْ الركام نتيجة اعتقادهم عبر نظريات اسيادهم والحاخامات التي تدعو الى تحصين إسرائيل!؟. تقول كتبهم أن إسرائيل لا يعنيها تحرير المئات من الرهائن الذين تم إختطافهم بعد السابع من اكتوبر الماضي وبداية انفجار الصراع مجدداً . فيقولون أن عمليات القتل المُعمد للأطفال والنساء والرجال وكل اشكال الحياة التي كانت هناك في قطاع غزة ، لكى لا تعود حشود ابناء الشعب الفلسطيني الى بيوتهم ، علينا جعل المنطقة محروقة ولا تصلح حتى لحديقة حيونات .
عودة على بدء فأن المقارنة بين الهزيمة والنصر هناك ادوات واهداف و حالة واقع إستراتيجية على ارض الميدان . غزة محاصرة وتنزف دماء كل لحظة ومع ذلك كيف تستقيم عمليات الاصرار على المهاجمة للجيش المدجج بالعتاد والألات الحديثة والمتطورة لكننا لا نراه في جيش أخر . النصر الذي تستمدهُ المقاومة بعد مناوراتها في الهدنة التي قد يتم إخفاقها لاحقاً وهذا ما علمناه مراراً من قادة الصهاينة الذين يتفوهون بإعلانات عنصرية متعددة في المسير بالحرب الى أخر مدى تستطيع قيادة الجيش الصهيونى خدمة إسرائيل في توسيع رقعة إحتلالها عبر تدمير معبر رفح الحدودي و طرد اهالي قطاع غزة خارج املاكهم وارضهم وإجبارهم مجدداً على العودة الى العيش في معسكرات ومخيمات تحت ادارة دولية خاضعة للمنظمات الصهيونية الإيباك الامريكية . وتقديم كل الامكانيات الضرورية واللوجستية لضمان عودة غزة ان لا تتمادى داخلها المقاومة الفلسطينية الباسلة.
المراحل التي جعلت ادارة الحكومة الاسرائيلية والامريكية في قراءة جدية لِما قد يحدث اذا ما تقرر الهجوم البري في الاسبوعين القادمين بعد ايام عديدة لإطلالة شهر رمضان المبارك الذي يعتبرهُ المسلمون من خصائص الفرائض و الإيمان لديهم . فهمنا الان التساؤل عن ماذا سوف يقول الرئيس جو بايدين كعادته عندما يقدم التهاني بمناسبة حلول الشهر الفضيل و العيد للقادة والزعماء العرب وفي مقدمتهم مصر والسعودية وتركيا وقطر .
المشهد جداً خطير وآيل الى الإنحدار الى الهاوية اذا ما كان الضغط من قبل البيت الابيض في توبيخ قادة إسرائيل على الموافقة السريعة لوقف اطلاق النار فوري قبل الوقوع في المحظور الذي يُفَوَّض نفسهُ ما بين الذي يحق لَهُ انا المنتصر الوحيد في الحرب حتى لو كان مهزوماً .
المنصور الوحيد في تلك الحالة الفلسطيني الذي يُجَرِبُ كل لحظة في إختلاق إختراع جديداً لوسيلة المقاومة طالما هناك واجب وضرورة .
وللحديث بقية.

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 25 - شباط - فبراير/ 2024 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد