الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة أن نسائنا أكثر سعادة من نساء الغرب

ابراهيم سليمان

2006 / 11 / 30
كتابات ساخرة


من الأشياء التي استقرت في الأذهان وصارت مسلمه في بلادنا عند النساء قبل الرجال مقولة أن نساء الغرب يعشن حياة لا سعادة فيها وأنهن مستغلات من الرجل وأنهن لا كرامة لهن على عكس نسائنا المكرمات السعيدات ..
هل هذا صحيح ؟
هذا طبعا تدجيل وتظليل وضحك على الناس وبيع الأوهام .. الحقيقة التي لا يريد مروجي هذه الأسطورة أن يعرفها الناس هي أن نسائنا مهانات مقموعات لا كرامة لهن ولا قيمه لهن في كل مجالات الحياة وأنهن مصدر للخدمة المجانية في البيوت ومصدر لإشباع الغريزة الحيوانية فقط .. فنظرة إلى مقدار الإهانات التي تتعرض لها المرآة السعودية إذا خرجت من دارها إلى ألبقاله لشراء مستلزمات بيتها ..أو إذا خرجت لوحدها بصحبة طفل لم يبلغ ( الحلم ) إلى أي مكان سواء سوق أو مستشفى أو مدرسة .. تبين مقدار العز الذي ترفل فيه ..! بينما في الغرب لا يتجرأ احد أن يمس أو يتلفظ على أي امرأة تسير في الطريق بكلمة ..
هل سافر مروجي هذه الأسطورة يوما إلى تلك البلاد التي يرتادها السعوديين صيفا ..؟
هل ذهبوا إلى الشاطىء ..؟ لينظروا إلى العفاف العربي متسربلا بالسواد والصمت والحزن ووهم ألحشمه في نفس الوقت والمكان الذي يكون زوجها ( حامي الحمى ) يبحلق ويمتع بصره وكل حواسه المادية والمعنوية .. ولا أنسى منظرا شاهدته في إحدى بلاد شرق أسيا لزوجين من بلادنا كنت التقي بهما مصادفة هنا وهناك كان الزوج في منتهى الحداثة الظاهرة عليه حليق أنيق كل يوم بلباس شورت او برمودا وقد لبس الكاب وعلق الكاميرا التي يصور بها كل شيء تقريبا .. لم انخدع بحداثته الظاهريه لأني اعرف ربعنا وتحقق ظني عندما شاهدته في المطعم وهو يضع الحواجز ( التي وفرها الفندق فقط لزبائنه من بلادنا ) لكي لا ترى زوجته ..! كنت أراه عند المسبح وأتعجب من صبر امرأته وهو يتفنن في استعراض مهاراته في السباحة والرطانة والضحك مع نزلاء ونزيلات الفندق .. بينما هي جالسة تكتفي بملاحقته وقد اختفت تحت الأستار السوداء .. العجيب أني التقيت به يوما في بهو الفندق وهو في حالة عراك مع احد النزلاء من بلادنا لأنه شك انه يصور زوجته المحجبه أصلا ..!! أي سعادة تحياها هذه الزوجة .. أين متعة السفر أصلا .. ؟!
هل زار مروجو هذه الأسطورة المحكمة يوما ..؟ وسمعوا صوتها الخفيض المرتجف الخائف المقموع وهي ترد على صوت القاضي الذي يتفحصها بعينيه باحثا عن ما يخالف الشرع في لباسها وهو يتلذذ .. هل يعلمون كم من النساء يحرمن من الميراث فقط لأنهن نساء هل يعلمون كم من النساء المعلقات لا متزوجات ولا مطلقات ؟؟

بل أن خالقي ومروجي الأسطورة حول سعادة نساءنا يقولون : انظروا إليها في الغرب تتخلى عن اسمها .. وتنادى باسم زوجها ..! ولم يعلموا أنهم هنا يسمونها العنزة.. أو أكرمكم الله .. أو .. ( هيش ) .. وهي لفظة يقولها الرعاة للبهائم .. ولا يجرؤن على مناداتها باسمها أمام الناس .. فقط من تحضر وتمدن يناديها بأم فلان .. وفلان هذا هو اسم والده هو ! أو ابنه البكر الذكر ..! ربما انخدع مروجي الأسطورة بالنقد الذاتي الذي تمارسه الحضارة الغربية لنفسها .. وجعلهم هذا فرحين لأنهم يحصلون بسهوله على مصادر نقد الحياة الغربية ..
ألا يعلمون ويشاهدون الفرق ..؟ المرأة الغربية تتكلم و تصرح وتقول وتنشر بحريه لا يحدها إلا القانون .. بينما هنا الصمت والسكوت التاريخي .. الذي جعل الآلام تدفن وكأنها غير موجودة .. فيزيد وهم السعادة رسوخا والاعتقاد أن الصمت هو تعبير عن الرضا كما في الاعتقاد الشائع أيضا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-