الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انعكاس الخطاب السياسي في رواية -المغتصبون-(1) لسمير ساسي(2)

فتحي البوكاري
كاتب

(Boukari Fethi)

2024 / 2 / 25
الادب والفن


(القسم الأول)
بعد مرور ما يقرب من عشرين عاما من ظهور "البرزخ"، أولى روايات سمير ساسي وأشهرها، التي نشرها أوّل مرّة في لندن سنة 2003، ثمّ في تونس سنة 2011 تحت عنوان آخر وهو "برج الرومي، أبواب الموت"، بعد رفع منع النشر عنها، ما يزال المؤلّف ينبش بمتعة في ذات الحفرة، ولم يتزحزح عنها قيد أنملة، فهو حتى الآن، لا يزال يبحث في ذات الحقل الأدبي، كشكل من أشكال المقاومة ضد الثقافة الاستعمارية المتجذرة بعمق في جذوع النظام التونسي، وعلى وجه التحديد ضد المبادئ التوجيهية للسلطات المتعاقبة منذ فجر الدولة الوطنيّة الساعية، بالإعتماد على ما لديها من قوّة، ناعمة ومتوحّشة، إلى إدامة هيمنة المستعمر المقنّع واستمرار وجوده لفترة طويلة، فهي قوّة ناعمة تنظم أنماط التفكير والوطنيّة لغالبية المجتمع التونسي بواسطة الإقناع في داخل مؤسسات التعليم والفنون والأسرة، وهي قوّة متوحّشة يتم فيها الإغتصاب الفكري بواسطة مؤسسات القضاء والجيش والشرطة والسجون.
من خلال رواياته اقتحم سمير ساسي، واقع مجتمعه المستسلم للقمع، متّخذا نهجًا شاقًا لجهده، فالتقط في عمله الأول، الذي كانت فيه حياته المصدر الرئيسي للإلهام، تفاصيل التعذيب الذي طال الإسلاميين في عهد زين العابدين بن علي طيلة وجوده في السلطة التي اغتصبها اعتصابا لنحو ثلاثة وعشرين عاما، وتطرّق في روايته الثانية "خيوط الظلام" إلى مسألة إهمال السلطة لمسؤولياتها في خدمة مصالح المواطنين في عهد الحبيب بورقيبة الذي أطيح بحكمه بعد فترة دامت أزيد من ثلاثة عقود. ثمّ عاد مرّة أخرى إلى سنوات الجمر أيّام حكم ابن علي، وخاض، في روايته الثالثة "بيت العناكش"، في مسألة التحرش بسجينات التيّار الإسلامي المفرج عنهن والخاضعات للمراقبة الإدارية وما تعرّضن له من تعذيب واغتصاب وإهمال صحّي في السجون. أمّا في روايته الأخيرة "جنون رجل عظيم"، وهي الرواية التي أعقبت روايته "المغتصبون" موضوع بحثنا، فيكفي أن أشير إلى أنّ مضمون التصدير مقتطف من مقولة لعبد الرحمان منيف مؤلف "شرق المتوسّط" الرواية الشهيرة في أدب السجون: "السجن والاستبداد في البلاد العربية يضعانك على مشارف الجنون" حتّى نفهم الغرض منها.
وإذا كانت الأعمال الأدبيّة لا تولد من فراغ، كما يقال، وإنّما يتم إنتاجها بناءً على قضايا ملهمة حدثت أو تحدث في المجتمع، اجتماعية كانت، أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسة، لكونها انعكاسًا لواقع المؤلف الاجتماعي وشكلا من أشكال تأمله وتفاعله معه، فماذا بخصوص كتابات سمير الساسي الأخرى في غير الحقل الأدبي، أطروحة دكتوراه: "مشروعية السلطة في الفكر السياسي الإسلامي المواطنة بين الديني والسياسي عند برهان غليون"، وكتابه الأكاديمي:"الدعاء والسياسة تحرير الفضاء العام في الإسلام"؟ إنّ تضمين لفظة السياسة نجدها في العناوين على مرأى العين، وكأنّه لا يوجد سوى شيء واحد جذّاب ومثير للاهتمام يستحقّ تسليط الضوء عليه ومراكمة الكتابة فيه، موضوع واحد علاقة الحاكم بالمحكوم. وأمام هذه الحقيقة، يمكننا القول دون تردد، إنّ جملة كتابات سمير ساسي الأدبية تندرج، حتّى تاريخ كتابة هذا البحث، ضمن نوع واحد وهو "الأدب والسياسة"، وما أدب السجون إلّا جزء يسير يتواجد داخله.
فما الذي يجعله متعلقا بهذه التيمة إلى هذه الدرجة؟ هل هي الإيديولوجيا وإنتماؤه إلى المعارضة السياسية الإسلامية؟ أم هو الألم الساكن في قلبه قد لازمه دون أن يفارقه، منذ أن كان فتى يرتدي الزي الطلابي إذ أنّه لا يقف إلى جانب الجماعة المضطهدة مراقبا فقط وملاحظا، بل مشاركا أيضا، بصفته سجين إسلامي سياسي قضى عشر سنوات في الإعتقال بتهمة الانتماء لحزب سياسي، وكل أساليب ووسائل التعذيب القاسي والتجاوزات غير الإنسانيّة قد مورست عليه فعليا ونسجت نسجا في ذاكرته، وكل الانتهاكات الوحشية قد لامسها من قريب؟ أم أنّ حجم المعاناة واستمرارها كانت أضخم من أن يتناوله عمل واحد، خاصة بعد أن اتّهم بالارهاب في زمن ظنّ فيه المواطن التونسي أنّه قد تحرّر من كل القيود.
يقول سمير ساسي متحدّثا عن كتابه برج الرومي: "الأجواء داخل السجن كانت تفرض علي أن أضع تفاصيلها، ليقف القارئ على حجم المعاناة وحتى تظل هذه التجربة المريرة راسخة في الذاكرة وترتقي إلى مصاف التجارب الإنسانية"، من الممكن أن يعني ذلك أنّ التكرار بشكل دوري إصرار ورغبة ملحة في إصلاح مجتمع سلبي متضرر من الاستبداد، بتثقيفه ورفع درجات وعيه، فضلا عن كونه تعبيرات من جراحه عن عدم الاستسلام للأنظمة المتسلّطة الفاسدة والواقع الرديء.
لهذه الأسباب مجمّعة، سنطرق نافذة "المغتصبون" وكلّنا وعي وإدراك بوجود انعكاس لخطاب سياسي في هذا العمل ومشاغبة سياسية فيه، وقبل أن نجليه، علينا أن نعيد التأكيد بأنّ هذه الرواية مثل سابقاتها تندرج ضمن نوع "الأدب والسياسة" وتحديدا في جنس "الرواية السياسية"، ولكن لا ينبغي أن نغفل عن كون التصاق سمير ساسي بهذه التيمة هو من الإلتزام الأدبي الذي اقترحه جان بول سارتر في كتابه "ما الأدب؟" كشرط للكاتب، وهو أن يكون فاعلا في مجتمعه يشارك الأحداث التي تجري فيه دون تحفظ، ويساهم مع شعبه في تحقيق الحلم المشترك، بما في ذلك من عناصر المخاطرة التي يخوضها المؤلف وتلزمه بتحمل عواقبها. لقد فعل ذلك جورج أورويل (George Orwell) ألقى الضوء بشكل كبير على العديد من القضايا المتعلقة بالحياة السياسية للإنسان في "مزرعة الحيوان" و "1984". وهو معروف على نطاق واسع بآرائه ومواقفه ضد الحكومات المستبدة، قضى حياته كلها يتحدث عن الطغاة.
فما المقصود بالسياسة؟
هناك من يرى أنّ الأدب السياسي هو الأدب الذي يتخذ من جدلية العلاقة بين الحاكم والمحكوم موضوعا له، والذي يتجلّى في موضوعات شتّى تشتبك بالواقع السياسي مثل إساءة استخدام السلطة والفساد السياسي والممارسات الحزبية وحقوق المواطنة والحق في العمل وغير ذلك من الموضوعات التي تدخل في صميم العلاقة بين الإدارة السياسية للدولة والمواطن. وبعض الدراسات تقدّم الروايات السياسية كمثال للأدب المكتوب حول والاستبداد والقمع وكل ما يتعلق بالسلطة والدولة ومؤسساتها.
ويعرّف الكاتب والمؤرخ الأمريكي إيرفينغ هاو (Irving Howe) "الرواية السياسية" بأنها "رواية تلعب فيها الأفكار السياسية دورًا مهيمنًا أو يكون فيها الوسط السياسي هو الإطار المهيمن".
ويقول ستيندال في كتابه "تشارترهاوس بارما": "السياسة في العمل الأدبي تشبه طلقة مسدس في منتصف حفل موسيقي، شيء صاخب ومبتذل ولكنه شيء لا يمكن رفض انتباه المرء إليه. "
ويكتب ريتشارد سنايدر (Richard Snyder): "تعتبر الرواية السياسية مهمة لطالب الأدب باعتبارها جانبا من جوانب فن الرواية، تماما كما هي الرواية النفسية أو الرواية الاقتصادية. ولكنه مهم في سياق أكبر أيضًا. إن القارئ الذي يريد تسجيلاً حياً للأحداث الماضية، أو نظرة ثاقبة لطبيعة الكائنات السياسية، أو التنبؤ بما ينتظرنا، يمكنه أن يجد ذلك في الرواية السياسية. وباعتبارها شكلاً فنيًا وأداة تحليلية، فإن الرواية السياسية، الآن كما كانت دائمًا، تقدم للقارئ وسيلة لفهم جوانب مهمة من المجتمع المعقد الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى سجل لكيفية تطوره."(3) ويضيف في مكان آخر: " هنا تُفهم الرواية السياسية على أنها كتاب يصف أو يفسر أو يحلل الظواهر السياسية بشكل مباشر."(4)
ويمتد تاريخ الأدب المتشابكة جذوره مع السياسة إلى آلاف السنين. نجد آثاره في قصة سنوسرت (سيزوستريس، Sésostris) الأول ابن أمنمحات الأول، ثانى ملوك الأسرة الثانية عشر على حكم مصر (1971-1926ق.م) المضمّنة ببردية مصرية بمكتوبة بالهيروغليفية. ومن القرن الثالث عشر، روايات كريتيان دي تروا (Chrétien de Troyes) ، ومنها رواية "لانسلوت"(5)، حيث يذكر مارتن أوريل، مؤرخ العصور الوسطى، في دراسته فكرة السياسة في الرواية الأرثرية (1175-1225م)(6) أنّه حوالي عام 1200، في قلاع الطبقة الأرستقراطية الغربية وفي عديد الأمسيات، كانت الروايات تقرأ بصوت عالٍ على الملك آرثر وفرسانه.
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، ظهرت المقاومة السردية في شكلها الروائي الحديث كأداة انتقاد للأنظمة والأيديولوجيات، وكأداة للتحليل النقدي للمجتمع. "كوخ العم توم" لهارييت بيتشر ستو (Harriet Beecher Stowe)، "كونينغسبي" لبنجامين دزرائيلي (Benjamin Disraeli)، "الآباء والأبناء" لإيفان تورجنيف (Ivan Turgenev)، "فيليكس هولت الراديكالي" لجورج إليوت (George Eliot) الاسم الأدبي لماري آن إيفانس، "الشرط الإنساني" لأندريه مالرو (André Malraux)، "الأميرة كاساماسيما" لهنري جيمس (Henry James)، "تحت عيون غربية" لجوزيف كونراد (Joseph Conrad)، "ظلام في الظهيرة" لآرثر كيسلر (Arthur Koestler)، "مقاطعة كولومبيا" لجون دوس باسوس (John Dos Passos)، "الهواء المضطرب" لإروين شو (Irwin Shaw)، "لمن تقرع الأجراس" لإرنست همنغواي (Ernest Hemingway)، "مهمة الأحمق" و"طوب بلا قش" لألبيون تورجي (Albion Tourgée)، "العقب الحديدية" لجاك لندن (Jack London)، "فساد الوظيفة" لهاملين غارلاند (Hamlin Garland)، "شجرة البرقوق" لديفيد جراهام فيليبس (David Graham Phillips)، "الشاطئ البربري" لنورمان ميلر (Norman Mailer)، "رحلة إلى الهند" لإدوارد فورستر (Edward Forster)، "عالم جديد شجاع" لألدوس هكسلي (Aldous Huxley)، "إبك البلد الحبيب" لآلان باتون (Alan Paton)، "البيت والعالم" للشاعر البنغالي روبندرونات طاغور، "الفناء الملعون" لإيفو أندريتش (Ivo Andrić)، "مكيافيللي الجديد" لهربرت ويلز (H. Wells)، "أن تكون حاجًا" لجويس كاري (Joya Sherrill)، "كل رجال الملك" لروبرت بن وارن (Robert Penn Warren)، "الممتثل" لألبرتو مورافيا (Alberto Moravia)، "الجنة لا تدفع أرباحًا" لريتشارد كوفمان (Richard Kauffmann)، "وكيل رئاسي" لأبتون سنكلير (Upton Sinclair)، "نجمة" لكاتب ياسين، وفي الرواية الحديثة يكفي أن نذكر "نار الدار" للكاتبة البريطانية ذات الأصول الباكستانية كاملة ناهيد شمسي. وقد ظهرت الدراسات النقدية الأدبية المكرسة لهذا الصنف من الأدب في منتصف القرن العشرين في سنوات الأولى بعد الحرب العالمية الثانية.
أمّا الروايات السياسية التونسية فهي تقدم بانوراما لمجرى التحوّلات السياسية والإجتماعية بداية من مرحلة الإستعمار إلى وقتنا الراهن. كانت رواية "طوماس" لسليمان الجادوي (1881-1951)، هي أول رواية سياسية، غلب عليها "النقد الصريح للسياسة الاستعمارية المنتهجة في القطاع التربوي والدعوة إلى مواجهة المحتل"(7). كما أن روايته السياسية الأخرى "دي كرنيار"(8) تندرج أيضا ضمن نفس الاتّجاه النضالي.
فإذا استثنينا من هذه الورقة الروايات السياسية التي تستعمل الرمز لإزالة الغموض عن العلاقة المتباعدة بين النص والواقع، وكذلك تلك التي تغوص في أغوار التاريخ، وهي كثيرة، وجدنا أن روايات ما بعد الإستقلال تعيش حلم اليقظة، يوتوبيا الدولة الوطنية الوليدة، "ومن الضحايا"، "حليمة" و"التوت المر" لمحمد عروسي المطوي، "حبّ وثورة" لعبد الرحمان عمار (ابن الواحة) ، "المنعرج" لمصطفى الفارسي، و"يوم من أيام زمرا" لمحمد صالح الجابري، "الزيتون لا يموت" لعبد القادر بالحاج نصر، روايات تعبر عن ارتباطها بالدولة القومية وتخدم سياستها في التحديث وفق سرديتها في تشكيل الهوية الوطنية والتعبير عن حياتها الفكرية ووحدتها الوطنية. لقد لونت الهوية الوطنية والجماعية نطاقًا هائلاً من أنماط كتابة فترة ما بعد الاستقلال مباشرة. ولكن الروايات عمليّات تخيّلية، والممارسات السياسية الحقيقية المرتبطة بالدولة وزعيمها الحبيب بورقيبة واقعية ومضلّة. كانت لدى الرئيس إيديولوجية معينة يريد أن يجعلها مهيمنة بالاعتماد على الأفكار الغربية، من خلال سياسات تحديث الدولة ومن خلال اتهام النخبة المناضلة بالخيانة السياسية للمجتمع، سعى إلى سيادة مجموعة اجتماعية وهيمنتها الإقتصادية والثقافية على المجموعة الوطنية وإخضاعها أو تصفيتها بقوّة السلاح، تركت تلك الهجمات أضرارا جسدية ونفسية على المجتمع.
وإذ تغيرت التوجهات السياسية لصالح فكرة المستعمر إلى حدّ محاكمة وإغتيال الرموز الوطنية الرافضة رفضا صريحا للبنود التي تحتوي عليها وثيقة الاستقلال، وتواترت الهزات السياسية كالخميس الأسود، تغيرت معها التوجهات الأدبية ومضامينها السياسية، فروايات مثل "ليلة السنوات العشر" لمحمد صالح الجابري، و"من حقه أن يحلم" لمحمد الهادي بن صالح، حاسمة في اعترافها بالحقائق المرّة، لم يعد لنضالات الشعب وسلاح المجاهدين ما يمكن تمجيده بعد أن أعلن بورقيبة بأنّ سلاح أولئك الفلاقة صدئ غير قادر على إخراج دبابة واحدة للمستعمر، وأنّه هو من أخرجهم بواسطة ذكائه وحكمته السياسية. لم يكن الجنود، إذن، هم مصدر خلاص بلدهم من الاحتلال، لقد كان بورقيبة وحده، فهل حقا تخلصوا من المستعمر أم هي مجرد حيلة وخداع ولون آخر منه؟ وما هو المقابل؟ هل باع الوطن وأعاد إحلال نفس المستعمر بشكل جديد مقابل سلطة زائفة؟
لقد أظهرت سياساته التعليمية والإقتصادية والثقافية المنحازة إلى النموذج الاستعماري أنّها عقيمة، لم تثمر سوى التدهور والتخلف الحضاري، ولعل الأهم من ذلك أنّ عمليات تنقيبه وتشخيصه مظاهر التخلف الموروثة عن عهد الاستعمار لغاية مقاومتها والقضاء عليها قد انتهت به إلى الاجتثاث الكلي لجذور ومقوّمات هوية التونسي، وأظهرته كحارس خلفي للاحتلال، ممّا أسفر عن موت الدولة الوطنيّة وقيامة الدولة الأمنيّة. وليس من المستغرب أن نرى الروايات السياسية القادرة على إدانة الواقع بشكل صريح وواضح وليس فقط بشكل مجازي، في ظل تلك الأوضاع وفي ظلّ الرقابة على ما ينشر، ترتدي طاقية الإخفاء وتختفي من المشهد الأدبي إلى حلول الثورة على مغتصب السلطة، إلّا القليل منها(9). حيث لا يمكن التعبير عن أي انتقاد أو الإشارة إلى أي انحراف سياسي.
في السنوات التي أعقبت الثورة، نشر العديد منها في فترة قياسية، نذكر منها: "الخنساء في سجن النساء" لعز الدين جميل، "الغبراء والخلاف" للمنصف الوسلاتي، "صباط الظلام" و"حربوب: بصمات على جدار الزمن" لمحمد التومي، "اليد الصغيرة لا تكذب" لعبد الحميد الجلاصي، "الحبس كذّاب والحي يروّح: ورقات من دفارت اليسار في الزمن البورقيبي" لفتحي بن الحاج يحيى، "سارق الطماطم أو زادني الحبس عمرًا" للصادق بن مهني، "كريستال" في حلتها العربية لجلبار نقاش، "كسر شر، ما لم ينشر بملفات الهيئة" لكاتب هذه السطور وأخيرا وليس آخر، رواية "المغتصبون" لسمير ساسي موضوع هذه القراءة.
في التنبيه حدّد المؤلف بنفسه زمن الحكاية وتاريخها، وهي كما أخبرنا بذلك حادثة تقع في تسعينيات القرن الماضي، أي في فترة حكم "مغتصب السلطة" بعد الحبيب بورقيبة، والشخصيات المهمة هم أفراد عائلة تونسية تتكوّن من أب وأم وأطفالهما الثلاثة دون أن يسميهم. ولكن ما قاله الكاتب بالإجمال فصّله السارد العليم، كلّي المعرفة.
-------------
الهوامش:
(1) العنوان يكتب ويقرأ بفتح الصاد وكسرها ليحيل على اتحاد الفاعل والمفعول به وافتراقهما في الآن نفسه، ط1 ماي 2023، ميسلون للثقافة والترجمة والنشر 2022.
(2) باحث جامعي وروائي وإعلامي تونسي من مواليد 1967 بمدينة قفصة بالجنوب التونسي حاصل على الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربية من جامعة تونس 1. عضو مخبر البحث "الظاهرة الدينية في تونس" بجامعة منوبة. من مؤلفاته "مشروعية السلطة في الفكر السياسي الإسلامي المواطنة بين الديني والسياسي عند برهان غليون"، "برج الرومي أبواب الموت" (رواية 2011)، "خيوط الظلام" (رواية 2010)، "بيت العناكش" (رواية)، "سفر في ذاكرة المدينة" (مجموعة شعرية)، "الدعاء والسياسة تحرير الفضاء العام في الإسلام"، (ميسلون للثقافة والترجمة والنشر 2022)
(3) Snyder, Richard Carlton Roots of Political Behavior: Introduction to Government and Politics. P10.
(4) المرجع السابق.
(5) لانسلوت Lancelot ou le Chevalier de la charrette، رواية نثرية من القرن الثالث عشرمن تأليف كريتيان دي تروا (Chrétien de Troyes).
(6) مارتن أوريل، أسطورة الملك آرثر، 550-1250 (2007)، بيرين، 2018، ص. 337-489.Martin Aurell, La) Legende du roi Arthur, PERRIN مارتن أوريل (من مواليد 23 فبراير 1958 في برشلونة)، هو مؤرخ من العصور الوسطى من أصل إسباني متخصص في بلانتاجينيتس. حصل على الجنسية الفرنسية عام 1992. La Légende du roi Arthur, Paris, Perrin, 2007, Prix Bordin 2008 de l Académie des in-script-ions et belles-lettres)
(7) نشرها بجريدة مرشد الأمة سنة 1910، راجع ملف الرواية التونسية في الموسوعة التونسية المفتوحة- من انجاز بيت الحكمة متاحة على الأنترنيت. مع الإشارة إلى أنّ روايتي يوسف عبد العاطي "غروب الشرق" و"ريح الوقت" قد نسبتا في هذا الملف لغير صاحبهما.
(8) نُشرت منها فصول قليلة بجريدة "أبو نوّاس"، انظر المصدر السابق.
(9) نشر كاتب هذه السطور، عام 2009، رواية "العوالق" وهي تعالج قضية المراقبة الإدارية للمناضلين الاسلاميين، ومنعت رواية "البرزخ" لسمير ساسي من النشر في تونس.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا