الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الذاكرة العربية - الدين

بهاء الدين الصالحي

2024 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


جاء مفهوم الدين لدى العرب بعيدا عن فكره العقل الاسلامي بل جاء من باب الصراع السياسي كخلفيه مكمله للشكل السياسي فقط ولعل الاستقراء التاريخي دليل على ذلك الاتهام من خلال فتنه القران التي قامت في عهد المأمون وانتهت في عهد المتوكل وقتل على اثرها دماء ذكيه لو عاشت لتغير وجه العالم الاسلامي حتى الان ولكن الحرب التي اديرت في القرن العشرين وما قبله منذ نهايات عهد الدولة العثمانية حيث رفعت شعارات السيف والقران في نهاية عهد عبد الحميد واستعمله الاسلام السياسي كشعار له فيما بعد وهنا رفع رايه غياب الحوار مع الاخر وكان ذلك المجتمع قد فقد دينه ويحيا جاهليه معاصره وهنا محاوله خلق بديل لوسطيه الازهر الشريف بتاريخه الذي تم تقزيمه من الدول الوطنية التي بدات مع مشروع المغامر محمد علي حيث جاء اصطدامه مع الدين الشعبي ممثلا في عمر مكرم ممثل الطرق الصوفية بمالها من سلطان اجتماعي وقت ذاك، وبذلك نحصر نقطه بحثنا حول ازدواجيه المؤسسات الدينية الحاكمة للشارع العربي من حوار وصراع ما بين الاسلام السياسي والاسلام الرسمي وذلك على مستوى تفاعلات والصور المختلفة لكليهما، فالأزهر وجامعه الزيتونة وام القرى وجامع القرويين في المغرب في مواجهه جماعه الاسلام السياسي الام في مصر وتفريعاتها التي نشأت عنها مثل جماعه النهضة في تونس وجماعات التكفير والهجرة وبوكو حرام المنتشرة عبر افريقيا والقاعدة ولعل فكره الكهنوتية التنظيمية لدى الاسلام السياسي ومغالبه نسبه المجهول على نسبه المعلوم في تلك التنظيمات علاوة على عمق المستوى التمويلي مع الاصطدام مع الدولة المصرية والتونسية والجزائرية تحديد من خلال الاضرار عبر تجاره العملة في ظل الاندماج النوعي في دائرة الاقتصاد الدولاري كنوع من عدم التوازن الناتج عن عدم القدرة على امتلاك البديل الفكري لمفهوم الدين المتمرس خلفه الاسلام السياسي وذلك بحكم الطبيعة التوفيقية للنظم السياسية التي أفرزت تلك النظم عبر تجربتها السياسية الرائدة مثل الاتحاد الاشتراكي في مصر والاحزاب المصنوعة بعد ذلك والتي تسقط بسقوط الأنظمة، ولعل تجارب دور الافتاء في الدول العربية وتوظيفها لصالح التوجهات الحكومية هناك خاصه مع غياب الفوارق القانونية ما بين الدولة والحكومة، بفعل تغلغل مفهوم السلطة داخل تلك الدول مما يسقط هيبه الدين لدى الشعوب خاصه مع تناقض الفتاوى بالنسبة لشخص واحد او مؤسسه واحده، ولعل ماسي الافتاء كثيره عبر التاريخ الاسلامي القديم والحديث والاوسط ولقد سفك من دماء المسلمين من عثمان ومماليك بسبب فتوى يحاسب عليها صاحبها في النار حتى الان وخيانة الملعون لمغامر قتل شر قتلة على هذه من تقرب لهم، وهنا نحن بين مأساتين اولاهما غياب الوحدة الاجتماعية بدليل ظهور الخونة في الصفوف الوطنية وكذلك دور الافتاء كرجال دين خدعوا لرغبه سيف السلطان خوفا على حياتهم.
وتبقى المسالة الاهم هل نمتلك مؤسسات فكر قادره على توحيد المفهوم الديني ولكن تلك المؤسسات عاجزه عن التحرر اصلا من فكره الاستقطاب التاريخي ما بين سنه وشيعه، وتبقى العتبة الاهم هل تستطيع القضية الوطنية طرح فكره تتجاوز عن الاختلاف الديني ويبقى هنا معطى رئيسي حول صور تكون الدولة الوطنية وفكره المشروع الاجتماعي المؤدي لتنظيم سياسي قادر على تحويل صفه المجتمع واكسابه عناصر عضويه جديده قادره على التلاقح لصالح المستقبل، ولكن التجارب العربية عبر ذلك فقد فشل صدام حسين في التقريب ما بين السنه والشيعة بحكم ضعف الطرح الفكري لحزب البعث وتهميشه الدين لصالح العروبه الدينية، وذلك كفرض يتلي من اعلى وليس قائما على حوار مجتمعي بحيث يصلح كدستور شعبي صنعه المجتمع ليستقيم عليه وكذلك فكره الصراع السياسي ما بين الدولة المصرية والتونسية والجزائرية والاسلام السياسي مع تهميش مؤسسه الازهر قانونيا واتباعها القسري للدولة، وسوء حال خريج الازهر بحكم تحويلها لجامعه عاديه بجوار البعد الديني فيها مما اثقل البعد المعرفي لدى الخريج وعدم الحاجه الاجتماعية له كصيغه للتوظف، وكذلك عدم مراعاه الطبيعة النوعية للأزهر ودوره في اثراء العقل العربي والمصري عبر التاريخ من خلال الامكانيات الفكرية لمذاهب الرائ عبر التاريخ.
لحين الاعتداد بان هناك ازمه في التصور الديني الحداثي يظل ذلك الصراع المهلك ما بين المرجعيات قاتلا للدين والدولة معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء