الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان القاهرة السينمائى يخلط الأوراق

رامى جلال

2006 / 11 / 30
الادب والفن


منذ فترة رفض منتخب مصر للملاكمة دعوة من المنتخب الدنماركى للمشاركة في دورة ودية بحجة أننا نقاطع الدنمارك لأن أحد مواطنيها قد تجرأ وعبر عن رأيه الشخصى برسوم كاريكاتورية, وهذا خلط للأوراق ومحاولة لركوب الموجة, فإذا كنا نريد المقاطعة لوجه الله فيجب أن نقاطع البطولات الدولية أيضاً لأنها لن تخلو, بجانب الدنمارك, من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول التى نشرت الرسوم الكاريكاتوريه, ولكنه المنطق العربى الذي وصفه نزار قبانى حين قال: "إذا خسرنا الحرب فلا غرابة! لأننا ندخلها بالطبلة والربابه".. وهل لو كنا سنواجه المنتخب الدنماركى في كأس العالم لكرة القدم, هل كنا سننسحب؟ فيبدو أن الموضوع لا علاقة له بمقاطعة الدنمارك بل بشعبية لعبة الملاكمة.. يذكرنى هذا بموقف آخر حدث منذ عدة سنوات حين أقيمت مباراة لكرة اليد بين المنتخب المصرى ونظيره الإسرائيلى في إطار إحدى البطولات الدولية, وقتها صرح أحد لاعبينا أن المباراة لن تكون في كرة اليد بل في المصارعة! وبالفعل سارت المباراة بهذا السيناريو, وكأننا لو خلعنا كتف أحد لاعبيهم أو دهسنا أصبع قدمه الصغير سوف تتحرر القدس ويخرج المغتصب من أراضينا..
كل ما سبق أمثلة حية على فن خلط الأوراق, ولذلك فلم يكن غريباً أن يصرح الفنان عزت أبو عوف- الرئيس الحالى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى- بأن المهرجان سوف يقاطع الأفلام الإسرائيلية والدنماركية! ومقاطعة الأفلام الإسرائيلية لها أسباب وأبعاد لا مجال لذكرها هنا وجميعها تحتم المقاطعة على أساس أنها ورقة ضغط لا يجب التفريط فيها, ولكن ماذا فعلت لنا السينما الدنماركية لنقاطعها؟ لقد أختار المهرجان هذا العام أن يكون شعاره مفتاح الحياة بدلاً من الهرم الذهبى, ولكن يبدو أن هذا المفتاح سيغلقون به طاقات التنوير التى يتيحها لنا الفن بعد أن أنغلقت بالفعل طاقات كثيرة في مجالات عديدة.. ألا يخشى من قرر مقاطعة الأفلام الدنماركية أن تتضامن المهرجانات الأوروبية مع الدنمارك- وهذا هو العادى في أوروبا- فتقرر مقاطعة الأفلام المصرية؟ أعتقد أن سيادته لا يخشى هذا الإحتمال, لأن مهرجانات السينما الأوروبية خالية أساساً من أى معالم للسينما المصرية.. ويبقى سؤال هام, هل تقدمت الدنمارك أصلاً بأى أفلام للمشاركة في مهرجان القاهرة؟ أم أن الأمر هو مزايدة ومغازلة لتيار ما علينا أن نقوده نحن إلى التنوير والتسامح لا أن يقودنا هو إلى التخلف والتعصب.. الفن آداة تنوير وتسامح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس


.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي




.. انتظروا لقاء مع أبطال مسلسل دواعي السفر وحوار مع الفنان محمد