الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القطار إلي أين ....ومن يقوده ؟....ونهاية غامضة

رأفت حجازي المصري

2024 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


القطار إلى أين.. ومن يقوده؟
==============
إنهما يتصارعان على قيادةَ القطار، ومنذ زمن غير بعيد يتنافسان، الأول وهو الحكيم الذي كان يمتلك العقل والهيبة والخبرة والفصل عبر تاريخه ، والثاني، وهو الأحمق الذي يمتلك النفوذ، والهيمنة والجهل والغطرسة، وبلا خبرة في أي شيء وتاريخه زاخر بالنكبات والنكسات.
فجاة وفي غفلة من الزمان، وفي غفوة الرجال، وفي خرس العلماء، وفي انشغال الضعفاء والمقهورين، وفي بحبوحة العيش للمنتفعين والمتسلقين، سيطر الأحمق، واستحوذ وتمكن من قيادة القطار...!
والآن ها هو القطار بقائده يتحرك مسرعاً وفي جنون، واستخفاف بكل الراكبين، ويتخبط ميمنة وميسرة فلم يصل بالقطار إلى بر الأمان والسلامة، وها هو القطار الآن على حافة الهاوية فالقضبان الحديدية تكسرت من فرط حمقه وحماقاته، والراكبون يصرخون، ويستغيثون.... سنموت.. سنقتل.. سنهلك.. سنخسر كل شيء..
فبعضهم مات من كثرة الصراخ والصياح وبعضهم مات من كثرة الجوع والألم وبعضهم فقد عقله، والأحمق لا يتوقف حتى يلتقط الناس أنفاسهم فهو أعمي بصيرة وأصم وأبكم فيما يريد، والجميع في ذهول شاخصة أبصارهم، وأسروا الصمت والأحمق يهذي بكلام شاذ مغلوط لا يفهمه بشر.
وأما الحكيم فهو مقهور مغلوب، لا يقدر على الكلام مكبلاً َبسلاسل ماضيه المغبون المسكون بالقصص والخيالات، والتي عرفها الأحمق فيخشاه ويخافه ويهابه ...!، ويريد أن ينزل من القطار بهدوء، ونسي أن الأحمق يعرفه جيداَ ويعرف مكره وخداعه، وقد حفر له الأحمق كثيراً حتى أزاحه عن طريقه ...
وأما الأحمق ما زالت أحلامه تخدعه وشياطينه تؤازره، ويوحون إليه بوصول القطار في هدوء ورفاهية وهو حالم واهم، وخبيث ضعيف.. يستخف بحياة الضعفاء والمقهورين من الراكبين الصامتين.
وأما القطار انهكته رعونة القائد الأحمق، وأوشك وقوده على النفاذ..
والقضبان الذي يسير عليها فقد تآكلت من الصدأ، وهذه الأخشاب التي بين القضبان والتي تساعده وتمنعه من التصادمات والحوادث فقد عششت فيها الديدان العفنة والثعابين السامة والعقارب المتحورة والحيات الخبيثة المتلونة ......وكلٌ له مآربه، وله مطعمه وله مطمعه، ولأن العمال أهملوها وكبارهم تغافلوا عنها وهو ما يعجل بخروج القطار عن مساره.. وقد يهوي به في بئر سحيق، وقد يصطدم في قطار شديد عنيف وتكون نهايته .... أو يتوقف والخسائر فادحة، أو يستمر في انفلاته وجنونه ..... إلي أين؟
القطار الي أين ..... ماذا سيحدث ......؟! والحكيم الساكت إلى متي...! والراكبون الصامتون لهم الله ..... لعل الله يحدث بعد عسرٍ يسرا ..

بقلم / رأفت حجازي
كاتب وباحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر


.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة




.. قراءة عسكرية.. المقاومة تقصف حشودا لقوات الاحتلال الإسرائيلي


.. توقيع عريضة تطالب اليابان باتخاذ موقف نصرة لغزة




.. بايدن: المدنيون قتلوا في غزة نتيحة تلك القنابل وطرق أخرى