الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية -البومة العمياء- للكاتب الإيراني صادق هدايت

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2024 / 2 / 26
الادب والفن


تعتبر رواية "البومة العمياء" في نظر الكثيرين من النقاد، من أعظم الروايات الإيرانية على الإطلاق، وذات تأثير عميق على الأدب الفارسي الحديث. فمن خلال قراءتها، ستغوص في عالم غني بالرمزية، حيث ينسج الكاتب صادق هدايت خيوطًا متشابكة من الأفكار الفلسفية والوجودية، مع التركيز على مشاعر الاغتراب والعدمية في الحياة.
يُعدّ هدايت من أهمّ الأدباء الإيرانيين في القرن العشرين، وُلد في طهران عام 1903 ونشأ في عائلة مثقفة. وواجه صعوبات نفسية واجتماعية خلال حياته، مما انعكس على كتاباته، وخصوصاً رواية "البومة العمياء".
أنهى هدايت حياته منتحراً في باريس عام 1951 عن عمر يناهز 48 عاماً.
بطل الرواية هو الراوي وهو رسام مغمور يقتصر عمله على زخرفة علب الأقلام الخشبية في بيت منعزل، ليشاركه قصة حبه التي بدأت بصورة غرائبية، في عالم انسحب منه طوعا. يكتنف القارئ الفضول لاكتشاف تلك المرأة التي هيمنت على حياة هذا الرسام الذي زهد الحياة وهو في ريعان العمر.
المرأة ذات العينين الواسعتين بنظرتهما التي تجمع بين الحنو والخبث والدلال والحزن واليأس والاستسلام، والقد المتناغم وخصلة الشعر المنفلتة من الوشاح والملتصقة بوجه لبشرته لون الفضة.
يهيمن الفضول على القارئ لمعرفة سر هذه المرأة كما هيمنت بوجودها على حياة الرسام. ورويدا رويدا يبدأ بالتقاط أطراف الحكاية، ليكتشف بداية القصة، القصة التي كان يرسمها دائما وأبدا على غطاء علب الأقلام، وهي مشهد لرجل عجوز يجلس متربعا تحت شجرة السرو قرب جدول ماء، يفصل بينه وبين امرأة تطالعه بعينيها الآسرتين.
وفي أحد الأيام وبالتحديد اليوم الثالث عشر من بروردين، قبل شهرين وأربعة أيام، يدخل عليه عمه المسافر عند الغروب، وتبعا لأصول الضيافة يبحث في بيته أو غرفته عما يقدمه له وهو عارف بأنه لا يملك شيئا، لكنه يتذكر زجاجة النبيذ القديمة التي ورثها من والدته. وبلا تردد يرفع الستارة التي تشكل بمثابة خزانة في الجدار ويسحب كرسيا، ليتناول الزجاجة في الكوة الأقرب إلى السقف.
وما ان يطل على الكوة حتى تنفتح كنافذة ليشاهد عبرها امرأة يأسره محياها وهي تقف أمام زهور الليلك السوداء بالقرب من مجرى نهر صغير.
وما ان يعود بالزجاجة لعمه العجوز حتى يكتشف غيابه، فيعود إلى الكوة ليجد قبالته جدارا مصمتا. فيخرج إلى الحقل المجاور بحثا عنها فلا يجد أي أثر للنهر أو للزهور السوداء أو المرأة. من خلال عذابات الرسام وبحثه اليائس عن المرأة.
ومن ثم زيارتها له لتفارق الحياة على سرير غرفته، وقيامه بتقطيع أوصالها لدفنها في مكان يليق بوجودها الأثيري، بعيدا عن أعين البشر بمساعدة الرجل العجوز ذاته، يدخل القارئ إلى عالم البطل الحقيقي، ليتفاجأ بأنه إنسان مريض عاجز عن الحركة ويعيش مع مربيته وزوجته التي لم تسمح له بالاقتراب منها والتي رفضته كزوج على الرغم من اختيارها له، لتمنع عنه حقوقه الزوجية التي تهبها بسخاء لعشاقها.
يتورط القارئ دون وعي منه في كوابيس وتهويمات الرسام، الذي كان يدفن ألمه في الأفيون والنبيذ الذين وصفهما له الطبيب، لينسى عذاباته وآلامه ووحدته وقدره البائس، فيختلط الواقع بالحلم ليعود إلى ذكريات طفولته التي يجد فيها مهربا إلى حين، من حالة الاحتضار التي تطول على الرسام من جهة، والقارئ من جهة أخرى والتي يرى فيها بعض عذاباته.
من أهمّ ما يُميز رواية "البومة العمياء هو اسلوبها الرمزي حيث يستخدم هدايت رموزاً غنية بالمعنى، مثل البومة العمياء، التي تمثل الشعور بالضياع والعمى البصري والبصيرة. وينسج هدايت عالماً خاصاً يمزج فيه بين الواقعية والخيال، مما يخلق شعوراً بالغرابة والتشويق. كما تتضمن الرواية تأملات عميقة حول معنى الحياة، والموت، والحب، والوجود.
لا شكّ أنّ قراءة رواية "البومة العمياء" ستُثري تجربتك الأدبية وتُثير أفكارك حول مختلف جوانب الحياة.

نقد رواية "البومة العمياء":
تُعدّ رواية "البومة العمياء" من أهمّ الأعمال الأدبية في القرن العشرين، فهي رواية خيالية مُرعبة تُشبه أعمال إدغار آلان بو، مع تأثيرات واضحة من ألف ليلة وليلة.
يُعتقد أنّ هدايت تأثر بكتابات جان بول سارتر، خاصة رواية "الغثيان" ، إذ نجد في كلتا الروايتين، أنفسنا إلى جانب الراوي الذي يعيش في عالم غريب وخانق، بينما يتغير منظور القصة بشكل مستمر.
ويمكن قراءة رواية "البومة العمياء" كرواية من روايات الاعترافات، وهي نوع أدبي يعتمد على سرد الراوي لسيرته الذاتية أو تجاربه الشخصية بضمير المتكلم إذ يُمكن تصنيفها ضمن هذا النوع لأسبابٍ متعددة:
• التركيز على الراوي: تُركز الرواية على أفكار الراوي ومشاعره وتجاربه الشخصية.
• أسلوب السرد: يُستخدم أسلوب السرد الأولي، حيث يتحدث الراوي مباشرة إلى القارئ.
• الصراحة: يُفصح الراوي عن أفكاره ومشاعره بصدق وصراحة، حتى لو كانت سلبية أو مُظلمة.

يُمكن مقارنة رواية "البومة العمياء" ببعض روائع أدب الاعترافات، مثل:
• دفاتر مالدي لوريس بريج لراينر ماريا ريلكه: تُركز الرواية على تأملات شاب حول الحياة والموت والحب.
• نميرا لأندريه جيد: تُروي الرواية قصة شاب يُعاني من صراع داخلي بين الخير والشر.
• السقوط لألبير كامو: تُروي الرواية قصة رجل يُعاني من الشعور بالخواء والاغتراب.
• عائلة باسكال دوارتي لكاميلو خوسيه سيلا: تُروي الرواية قصة رجل يُقرر قتل والدته.

تشترك هذه الروايات مع "البومة العمياء" في العديد من الخصائص، مثل:
• التركيز على الراوي: تُركز جميع هذه الروايات على أفكار الراوي ومشاعره وتجاربه الشخصية.
• أسلوب السرد: تُستخدم جميع هذه الروايات أسلوب السرد الأولي.
• الصراحة: يُفصح الراوي في جميع هذه الروايات عن أفكاره ومشاعره بصدق وصراحة، حتى لو كانت سلبية أو مُظلمة.
• النهاية المُفاجئة: تنتهي جميع هذه الروايات بنهاية مُفاجئة وغير متوقعة.
تُعدّ رواية "البومة العمياء" إضافة قيّمة إلى أدب الاعترافات، فهي تُقدم للقارئ نظرة عميقة على عالم الراوي المُظلم والمُضطرب.

تبدأ رواية "البومة العمياء" بمقدمة قوية وهادئة تُعبّر عن مشاعر عميقة. يبدأ الراوي بالتحدث عن "الجروح في الحياة" التي تأكل ببطء وتخدش الروح في العزلة.
"في الحياة جراح كالجذام تأكل الروح وتبريها في انزواء. هذه الالام لا يمكن التحدث عنها لإنسان اذ ان البشر عموما الفوا اعتبار هذه الالام التي لا تصدق مصادفات واحداثا نادرة عجيبة ولو ان انسانا تحدث بها او كتب عنها لحاول الناس تلقيها ببسمة شك وسخرية تمشيا مع المعتقدات السائدة، فلم يكتشف البشر لحد اليوم دواء أو علاجا لها، فالدواء الوحيد لها هو النسيان بواسطة الشراب أو التنويم الاصطناعي تحت تأثير المخدر أو الأفيون ، ولكن للأسف فتأثير هذه الأدوية موقت و لا تلبث أن تزيد من شدة الألم بدل تسكينه ."
يُشير الراوي إلى صعوبة التعبير عن هذه الآلام، حيث يعتبرها الناس عادةً أحداثًا نادرة وغريبة.
يُعبّر الراوي عن شعوره بالوحدة والاغتراب، حيث لا أحد يفهم آلامه.
يُشير الراوي إلى بعض الطرق التي يستخدمها الناس للهروب من هذه الآلام، مثل الخمر والنوم الاصطناعي والمخدرات.
يُؤكد الراوي على أن تأثير هذه الطرق مؤقت، وأنها تزيد من شدة الألم على المدى الطويل.


أهمية بداية رواية "البومة العمياء":
• تُثير هذه البداية مشاعر القارئ وتجعله مُتعاطفًا مع الراوي.
• تُقدم هذه البداية لمحة عن موضوع الرواية الرئيسي، وهو الشعور بالألم والمعاناة.
• تُثير هذه البداية تساؤلات القارئ حول طبيعة هذه الأحداث الخارقة للطبيعة.
تحليل المشاعر في بداية الرواية:
• الشعور بالوحدة والاغتراب: يُعبّر الراوي عن شعوره بالوحدة والاغتراب، حيث لا أحد يفهم آلامه.
• الشعور بالألم والمعاناة: يُشير الراوي إلى "الجروح في الحياة" التي تأكل ببطء وتخدش الروح في العزلة.
• الشعور باليأس: يُؤكد الراوي على أن تأثير الطرق التي يستخدمها الناس للهروب من هذه الآلام مؤقت، وأنها تزيد من شدة الألم على المدى الطويل.
• البحث عن المعنى: يُطرح الراوي سؤالاً حول إمكانية فهم أسرار هذه الأحداث الخارقة للطبيعة.
بداية رواية "البومة العمياء":
تبدأ رواية "البومة العمياء" بمقدمة قوية وهادئة تُعبّر عن مشاعر عميقة. يبدأ الراوي بالتحدث عن "الجروح في الحياة" التي تأكل ببطء وتخدش الروح في العزلة.
يُشير الراوي إلى صعوبة التعبير عن هذه الآلام، حيث يعتبرها الناس عادةً أحداثًا نادرة وغريبة.
يُعبّر الراوي عن شعوره بالوحدة والاغتراب، حيث لا أحد يفهم آلامه.
يُشير الراوي إلى بعض الطرق التي يستخدمها الناس للهروب من هذه الآلام، مثل الخمر والنوم الاصطناعي والمخدرات.
يُؤكد الراوي على أن تأثير هذه الطرق مؤقت، وأنها تزيد من شدة الألم على المدى الطويل.
يُطرح الراوي سؤالاً حول إمكانية فهم أسرار هذه الأحداث الخارقة للطبيعة، وهذا انعكاس ظل الروح الذي يظهر في حالة الغيبوبة والمطهر بين النوم واليقظة.

يعيش الراوي في رواية "البومة العمياء" حالة من الارتباك والضياع تزداد حدة مع مرور الوقت. يُعتقد أنه عالق في حالة غيبوبة، وهي مسافة بين المطهر والموت. ويصف حالته بأنه ليس مستيقظًا ولا نائمًا. ويُحاول التحدث إلى ظله، مما يدل على شعوره بالوحدة والانعزال. لقد قطع الراوي أي اتصال بشري ويعيش بين جدران غرفته التي تشبه التابوت.
يعلن الراوي أنه يعيش حياته بالرسم على قلم الرصاص، وجميع لوحاته متشابهة: صورة امرأة شابة تقف بجانب جدول ماء ويواجهها رجل عجوز.
يمكن تفسير رموز الرواية على النحو التالي:
• البومة العمياء: تمثل رمزًا للعمى البصري والبصيرة، مما يدل على شعور الراوي بالضياع وفقدان الأمل.
• الأميرة الوهمية: تمثل رمزًا للحب والأمل المثاليين.
• الرجل العجوز: تمثل رمزًا للموت واليأس.
• الجدول: يمثل رمزًا للحياة التي تستمر في التدفق.
• التصاميم: تمثل رمزًا لمحاولات الراوي لتخليد حبه الخيالي.

يُمكن اعتبار رواية "البومة العمياء" رحلة نفسية للراوي في عالمه الداخلي حيث يسعى إلى فهم نفسه وموقعه في العالم، لكنه يواجه العديد من العقبات التي تمنعه من تحقيق ذلك.



تحليل منتصف رواية "البومة العمياء":
في منتصف رواية "البومة العمياء"، يعتقد القارئ أنه قد فهم قصة الراوي وأنه يقف إلى جانب رجل رومانسي وقع في حب أميرة وهمية بعيدة المنال. لكن هدايت يربك كل توقعات القارئ ويُدخل القصة في طبقات أكثر تعقيدًا.
مثل أبطال إدغار آلان بو نصف المجانين، يقرر بطل "البومة العمياء" تخليد صورة هذا الحب الخيالي قبل أن يتم تدميره.
ولهذا السبب، يبدأ في صنع تصاميم مختلفة منه، لكن جهوده تذهب سدى.
يمكن تحليل هذه النقطة من عدة جوانب:
• من الناحية النفسية: يعاني الراوي من اضطرابات نفسية مثل الهوس والوسواس القهري، مما يدفعه إلى تخليد صورة حبه الخيالي.
• من الناحية الوجودية: يواجه الراوي أزمة وجودية، حيث يشعر بالفراغ والاغتراب، مما يدفعه إلى البحث عن معنى في حبه الخيالي. يقول بطل البومة العمياء في أحد المقاطع: (إذا كانت هناك حقيقةً نجمة لكلّ إنسان في السماء، إذا فيجب أن تكون نجمتي مظلمة لا معنى لها، ربما لم تكن لي نجمة على الإطلاق!)
• من الناحية الفنية: يستخدم هدايت تقنيات سردية مثل تيار الوعي والرمزية لخلق عالم غامض ومُربك للقارئ.
يمكن تفسير رموز الرواية على النحو التالي:
• البومة العمياء: تمثل رمزًا للعمى البصري والبصيرة، مما يدل على شعور الراوي بالضياع وفقدان الأمل.
يسعى الراوي إلى فهم نفسه وموقعه في العالم، لكنه يواجه العديد من العقبات التي تمنعه من تحقيق ذلك.
تُعدّ رواية "البومة العمياء" عملًا أدبيًا مُهمًا وفريدًا من نوعه، حيث تُثير العديد من الأسئلة حول معنى الحياة، والموت، والحب، والوجود.

تحليل أسرار رواية "البومة العمياء":
تُعدّ رواية "البومة العمياء" مليئة بالأسرار المُزعجة التي تُثير حيرة القارئ.
من أهم هذه الأسرار:
• العلاقة بين الفتاة الأثيرية والمرأة الملوثة: هل كلاهما نفس المرأة؟
• هوية الرجل العجوز جوزي: هل هو عم الراوي أم هو نفسه؟
• حالة الراوي: هل هو يحلم بسبب تعاطي الأفيون أم أنه أصيب بالجنون التام؟
• ما حدث بالضبط في العالم الحقيقي للقصة؟
يمكن تحليل هذه الأسرار من عدة جوانب:
• من الناحية النفسية: يعاني الراوي من اضطرابات نفسية مثل الهوس والوسواس القهري، مما قد يُفسّر رؤيته للفتاة الأثيرية والمرأة الملوثة.
• من الناحية الوجودية: يواجه الراوي أزمة وجودية، حيث يشعر باللامعنى والاغتراب، مما قد يُفسّر شعوره بالضياع وعدم القدرة على تحديد ما هو حقيقي وما هو وهم.
• من الناحية الفنية: يستخدم هدايت تقنيات سردية مثل التدفق الوعي والرمزية لخلق عالم غامض ومُربك للقارئ.
يمكن تفسير رموز الرواية على النحو التالي:
• البومة العمياء: تمثل رمزًا للعمى البصري والبصيرة، مما يدل على شعور الراوي بالضياع وفقدان الأمل.
• الفتاة الأثيرية: تمثل رمزًا للحب والأمل المثاليين.
• المرأة الملوثة: تمثل رمزًا للجانب المظلم من الحب والرغبة.
• الرجل العجوز جوزي: تمثل رمزًا للموت واليأس.
يُمكن اعتبار رواية "البومة العمياء" رحلة نفسية للراوي في عالمه الداخلي.
يسعى الراوي إلى فهم نفسه وموقعه في العالم، لكنه يواجه العديد من العقبات التي تمنعه من تحقيق ذلك.
تُعدّ رواية "البومة العمياء" عملًا أدبيًا مُهمًا وفريدًا من نوعه، حيث تُثير العديد من الأسئلة حول معنى الحياة، والموت، والحب، والوجود.

من المهم أن نلاحظ أن هدايت لم يُقدم إجابات واضحة لهذه الأسرار، بل تركها مفتوحة للتفسير من قبل القارئ.
يُمكن اعتبار هذا الغموض أحد أهم خصائص رواية "البومة العمياء" التي تجعلها عملاً أدبيًا مُثيرًا للتفكير.



شرح رواية "البومة العمياء": مهمة صعبة وتجربة غنية
فمن ناحية، تدور أحداث الرواية ظاهريًا في إيران، مع شخصيات وأحداث تبدو واقعية.
لكن من ناحية أخرى، تُخفي الرواية في طياتها دراما نفسية معقدة وملتهبة، تدور رحاها في أعماق النفس البشرية القلقة.
لذلك، لا يكفي سرد الأحداث الرئيسية للرواية لفهمها بشكل كامل، بل يجب على القارئ الغوص في رمزيتها وتحليل دوافع شخصياتها وفهم مشاعرها.
فيما يلي بعض النقاط التي يجب مراعاتها عند شرح رواية "البومة العمياء":
• الرمزية: تُعدّ الرواية غنية بالرمزية، حيث تُمثل كل شخصية أو حدث رمزًا لشيء ما في النفس البشرية.
• اللغة: يستخدم هدايت لغة غنية بالصور والتشبيهات، مما يُضفي على الرواية عمقًا إضافيًا.
• المنظور: تُروى الرواية من منظور الراوي، مما يُضفي عليها طابعًا شخصيًا وحميميًا.
لذلك، يُمكن القول أن شرح رواية "البومة العمياء" رحلة غنية ومُثيرة للتفكير.
فمن خلال تحليل الرواية وفهم رمزيتها، يُمكن للقارئ اكتشاف المزيد عن نفسه وعن طبيعة النفس البشرية بشكل عام.



صرخة وجودية في رواية "البومة العمياء":
بالتأكيد، تدخلنا رواية "البومة العمياء" في عالم مُندمج فيه الحياة والموت، عالم غامض يموج بالخيال والوجود، حيث تنبض الحياة بالرغبات غير الضرورية والغموض والرغبات المكبوتة التي تسعى للانتقام بصوت عالٍ.
في قلب هذه الرواية، نرى شعورًا عميقًا بالغربة، شعورًا بالابتعاد عن العواطف والارتباطات الإنسانية، مما يُعبّر عن صرخة وجودية عميقة. ومن خلال هذه الصرخة، يُحاول الراوي التعبير عن شعوره بالضياع والخواء في عالمٍ لا يُقدم له أي إجابات. يُواجه الراوي صعوبة في تمييز الواقع من الخيال، مما يُضفي على الرواية غموضًا إضافيًا ويُثير تساؤلات القارئ حول طبيعة الحقيقة.
الشيء الوحيد المؤكد في رواية "البومة العمياء" هو:
• شعور الراوي بالضياع والخواء.
• صراعه مع رغباته المكبوتة.
• رغبته في الانتقام من عالمٍ لم يُقدم له أي شيء.
تُعدّ رواية "البومة العمياء" عملًا أدبيًا مُثيرًا للتفكير، حيث تُثير العديد من الأسئلة حول معنى الحياة، والموت، والحب، والوجود. ومن خلال تحليل الرواية وفهم رمزيتها، يُمكن للقارئ اكتشاف المزيد عن نفسه وعن طبيعة النفس البشرية بشكل عام.

مالمو
2024-02-26








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا