الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 74

آرام كربيت

2024 / 2 / 27
الادب والفن


د. ريم الزعبي
عن دار أرواد للطباعة والنشر ، صدرت حديثاً رواية “عرج الجوى” للأديب والروائي السوري آرام كرابيت.
وجاءت الرواية في 272 صفحة، وتدور أحداث الرواية حول حياة طفل، وما يتعرض له في مدرسته، وما يعتريه من مشاعر إيجابية وسلبية نتيجة التأثيرات الخارجية، التي تجعله مسيراً خارج طبيعته وتحد من تطوره العقلي والنفسي كطفل.
يقول الأديب السوري كرابيت في تصريح لـ “حرية برس” إن “الرواية تتحدث في جوانب منها عن عشق الطفل لصديقته في المدرسة، والأسلوب القاسي الذي اتبعه الأهل في معاملته بالإضافة للإدارة والكنيسة”.
وحول اختياره لاسم الرواية “عرج الجوى”، أوضح كرابيت: “كنت أبحث عن اسم يناسب الرواية، وكان بين عرج الجوى أو ارتقاء العشق”.
وجاء في عرض النص:
في نهاية السنة استلم آفو الجلاء وقرأ في نهاية الصفحة كلمة راسب، بينما بقية التلاميذ نجحوا، شاهد كيف كانوا يضحكون ويرقصون ويتبادلون التهنئة، ويمشون معًا بسعادة وفرح. يشترون لبعضهم الراحة والبسكويت والشوكولا، أو يتبادلون مع بعضهم الهدايا الصغيرة، وارتدى أغلبهم أجمل الثياب والأحذية الصيفية الجديدة استعدادًا لهذه المناسبة الجميلة.
والكثير من الأمهات أو الأباء جاؤوا مع أولادهم لحضور نجاح أطفالهم وتهنئتهم. وقسم آخر أخذ الجلاء ومضى يلوح به في الهواء وينطنط بسعادة وهو في طريقه مع والديه إلى الكنيسة لحضور القداس للصلاة، وإشعال الشموع والشكر لله”.
رواية كرابيت الجديدة تسلط الضوء على الرضات النفسية والشروخ العميقة التي يتعرض لها الطفل العربي في طفولته. تمارس المدرسة كجزء من مؤسسات الدولة وصايتها عليه وتدمره من الداخل. فالطفل يسير في الحياة وفق إرادة الأخرين وثقافتهم دون النظر إلى تكوينه النفسي وحيويته وعقله.. الأهل والمدرسة رسموا خرائط مستقبله وبنوا حساباتهم فوق جسده ووجوده، ووفق القوانين والمؤسسات التي تلجم ارتقاء الطفل ونهوضه وتطور حياته وعقله ونفسيته. إنهما مدمران له ممزقان لآلية تفكيره.
إن النكوص والتمزق الداخلي الذي يعانيه الصغير ليس في حسبان الأهل. إنهم يريدون منه دون أن يسألوه ماذا يريد من نفسه.
الطفل الذي في أيدينا، في الرواية موهوب ومملوء بالحيوية والنشاط، يتمنى الكثير، بيد أن الواقع مقيد ويقيده، يقول النص:
فتح الطفل ديكران الصندوقَ وأخرج آلتَه، الأوكرديون، ووضعها على صدره وربطها خلف ظهره وبدأ يتمرّن عليها بتحريكِ مفاتيحها بأصابعه الجميلة المرنة.
بعد نصف ساعة جاءت نورما، بيدها آلةُ الكمان, جميلةٌ كفرجة ربانية، كآيةٍ في الجمال، كجمال الزهور في الربيع, عليها تنّورةٌ قصيرةٌ صفراءُ اللون, وقميصٌ أحمرُ, وحذاءٌ أبيضُ, وجواربُ بيضاءُ. اعتذرت عن التأخير بأدبٍ جمّ.
تشاورتِ المعلمة مع نورما وديكران على ماذا سيقدمان.
اقترب والد آفو منه وهمس في أذنه:
ـ ما رأيك بما يحدث؟
ـ إنهما ملائكةٌ هذا الديكران ونورما, شيء مثل الغسق، مثل ذوبان الشمس في ثنايا الأفق عندما ينشر اللون البرتقالي الفاتح حول أنحناء الكون.
نحن أشبه بالسعادين المندهشة يا والدي، انظر إلى عيوننا المسمّرة على أطفال لا يشبهوننا في أيّ شيء, إنّهم جميلون وأنيقون وموهوبون, كنت اشتهي أن أكون هما أنا, بصراحة، أنا متماهٍ بهما إلى حدّ الذوبان.
لقد فسح المجال لبعض الأطفال أن يطوروا قدراتهم لأنهم من منبت مميز اجتماعيًا وثقافيًا، بينما آفو، بطلنا المكسور من الداخل يتمزق داخليًا لعدم قدرة الأهل على تأمين حاجاته ليكون هو كما يريد.
الرواية تأخذنا إلى عالم الإنسان العربي وكيف ينمو ويكبر في ظل الانكسارات المتعددة.
وآرام كرابيت كاتب وروائي سوري ينحدر من مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، وألف رواية “في الأرض المسرة” في العام 2014، ورواية “الرحيل إلى المجهول” في عام 2009، والتي اختصر فيها 13 عاماً قضاها في معتقلات نظام الأسد، بالإضافة إلى الكتابة في مجال القصة القصيرة، وكتاب عن السلطنة العثمانية تحت أسم" السلطنة العثمانية والانزياح نحو الغرب" وترجم عدداً من القصص السويدية (القصيرة والطويلة).
وله العديد من المساهمات في مجال المقالات السياسية والفكرية التي تتناول الشأن السوري والدولي.
تشرفت بإهدائي هذه الرواية
من
الكاتب نفسه
بصددها الأن.

من الذي خلد من، النص ام موضوع النص
من الذي خلد، النص أم موضوع النص، شكسبير أم يوليوس قيصر؟

الإنسان ابن العدم
يعلم الإنسان علم اليقين أنه ذاهب إلى العدم، مع هذا يتواطأ مع ذاته ضد ذاته، يراوغها، يكذب عليها، يحاول أن يؤجل ذهابه إلى ذلك المكان الأمن، النهاية، عله يكسب بعض الوقت قبل الوصول إلى النهاية.
وجدت النصوص، الفنون، الموسيقا، النحت للعب على العبث، لتمرير بعض الوقت أو السخرية من الواقع، يمنن نفسه، يمرغ جسده بالتراب، بالوحل، اعتقادا منه أنه سيكون في مأمن
لا يريد أن يصدق أن تجربة سيزيف وعالمه معلق في رقبته ولا طاقة لديه في التحرر من ذلك.

الرعشة بكاء لذيذ على الرحيل
أليست الرعشة هي بكاء، حزن على الفراق، على الانقطاع عن الذات، على عدم القبض على نفسها، على الرحيل إلى المجهول، المجبول بالحسرة.
أليست هذه الرعشة لهفة على ذلك الهارب إلى اللا نهاية، وإنعدام الأمل بالعودة؟

الخلود مغطس فاسد
لماذا يفكر الإنسان بالخلود، ما الغاية، ودائمًا نظره يتجه نحو السماء ليصعد إليها، ويرحل إلى المجهول.
أي نوع من الخلود يرغب ويريد هذا الكائن التائه الضائع؟
هل هو خلود الجسد، العقل، الفكر، أم هو مزيج من احاسيس متنافرة متقاطعة لا رابط بينهم، ولماذا في داخله شغف البقاء والاستمرار إلى ما لا نهاية له؟
الطبيعة هي ذاتها غريبة، لديها دوافع غريبة، تسعى على عكس ما يريده الإنسان، تخلق الشهوات والرغبات في ذات الكائنات من أجل إنتاج المولد الجديد، وعندما تصل إلى غايتها، تتخلى عنه، ثم تدفنه في باطنها.
هذا التناقض بين الكائنات والطبيعة جعل الإنسان قلقًا، مغتربًا خائفًا، ودائما في داخله شغف البحث عن الأمان للهروب من الموت والبحث عن البقاء ثم الخلود فيه.
المؤمن حسم غايته، ارتدى ثوب الوهم وصعد عليه أو جلس فيه، بيد أن مأساة الإنسان، قلقه ما زال عالقًا، لم يحل ويبدو أنه لن يحل.

الحب يولد حرًا ويموت حرًا
دع الحب ينطفئ كما ينطفئ خرير ماء راحل إلى لا عودة، دعه يرحل بهدوء، تأمله كما تتأمل رقة الماء في غروب الربيع الأفل.
ليس الأمر بيدك، لقد أزفت الساعة، وعليك أن تلوح له بيداك المرتعشتين، كجدول ماء فقد ماءه أو بقايا بقاياه، أو بقايا ماء لماء.
قف على ناصية الزمن، راقبه كما تراقب نعشك وهو يرحل عنك إلى مثواه الأخير.
الحب هو هكذا، جزء منك وجزء منه، وهو جزء لا يتجزأ من جدلية الحياة. قف، أنظر إلى عينيك واقرأ الحسرة على وداع ذاك الطفل الذي شاخ بين يديك، ولم يعد ينتظر البقاء.
لقد مات.

الحب له مسارات متعددة
طريق الحب المتعرج، والملتوي، والمائل، استنزاف، بيد أنه، يعيش ويستمر طويلًا.
الحب يموت مع الخط المستقيم، مع الرتابة.
كن غامضًا، طيوبًا، وأترك لغزك في عبك حتى لا يرى ما بك، أن لا ينال منك.
أترك مسافة، بعض الحدود بينكما، هذه المسافة هي الاحترام.

المرأة في جوهرها، في عقل الرجل هي رمز
هيهات أن نرى تلك المرأة التي في بالنا، نحن المجانين، فما زال فينا الكثير من الرومانسية والبراءة والطفولة المتأخرة.
تلك المرأة خلقناها في ذواتنا، في عقولنا اللاواعية، نكبرها كلما التقينا بامرأة، نقف على مسافة منها، ننظر إليها كما ينظر الإنسان إلى مزهرية أو تمثال جميل وجذاب، نقترب منها، نلمسها بحذر شديد، نحاول مطابقتها مع ما كان في عقولنا، نقول:
هذا الوجه لا يشبها ذاك النائم في مخليتنا، هذا الخد أو العين أو الرقبة، الصدر، الطول، الابتسام، السلوك، الحديث، الكلام، الحوار، الممارسات الحياتية الطبيعية، نتركها جانبًا، نذهب إلى غيرها، يتكرر المشهد، نيأس، لأن المواصفات غير متطابقة.
المرأة، التمثال، هي الأجمل، لأن كل الصفات التي نريدها منها موجودة في هذا المشخص الصامت، الذي لا يتكلم.

الحياة غايات لا نعرفها
إنها الحياة المنفتحة على غايات عديدة ومتنوعة، ترسم لك خطاك بالرغم عنك.
وفي كل خطوة تمدها إلى الأمام تكتب تاريخاً جديدًا. تلتقي بأراضٍ جديدة وبيوت جديدة ونساء جدد وعوالم مرسومة من قبل.
وتزور بلدان لم تخطر في بالك. وتقرأ ثقافات شعوب لم تسمع بها من قبل.
وستدخل هذا المغطس الكوني الجميل والغريب بالرغم من قساوته وفرحه وتناقضات عوالمه بسعادة مرة وحزن مرات كثيرة.
ويمكنها تشكيل ذاكرتك كل دقيقة وثانية ويوم. وإعادة إنتاجك كأنك لم تكن أنت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_