الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخرية أخرى من سخريات القدر تصفع اعلب المغاربة المناهضين للتطبيع

بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ

(Abouyasmine Khawla)

2024 / 2 / 27
القضية الفلسطينية


المغرب يرأس المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: المغرب يرأس المجلس التنفيذي في ظل تجويع االكيان الصهيوني لاطفال فلسطين
في الوقت الذي كرس فيه الكيان الصهيوني تاكتيكات التجويع في غزة وفي سيادة اصمت الحكام العرب المخزي والمتآمر على الشعب الفلسطيني يتم انتخب المغرب، يوم الاثنين 26 فبراير 2024، بالإجماع، لرئاسة المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لسنة 2024. ويأتي هذا الانتخاب، في شخص السفير الممثل الدائم للمملكة لدى وكالات الأمم المتحدة بروما يوسف بلة من نوعه. وجاء هذا خلال الدورة العادية الأولى للمجلس المذكور والتي انعقدت خلال الفترة من 26 إلى 28 فبراير في مقر برنامج الأغذية العالمي بالعاصمة الإيطالية روما.
وفي هذا الوقت يشهد قطاع غزة ، أنماطا من تكريس التجويع لتركيع الشعب الفلسطيني البطل رغم تخاذل الانظمة العربية وسكوتها المطبق على تجويع اكفال فلسكين دون تحريك ساكنا ولو من الناحية الانسانية الصرفة وهو التصرف الذي اعتبره الكثيرون تواطؤ مع سلطات الكيان الصهيوني المدعوم بفيتو بايدن
في هذه الاجواء بشعور الشعوب العربية بالخزي بفعل تواطؤ حكامهم والقائمين على امورهم انتخب المغرب، بالإجماع، لرئاسة المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لسنة 2024. علما ان المغرب عمل فيهذا المجلس منذ ديسمبر 2020، وشغل سابقًا منصب نائب رئيس المجلس. كما أنه اضطلع بالتنسيق بين الدول الأفريقية داخل المكتب
وحسب الجهات الرسمية تعكس هذه الانتخابات الثقة التي يوليها المجتمع الدولي وبلدان القارة، فيما يتعلق بالأمن الغذائي ومكافحة الجوع على الصعيدين الإقليمي والعالمي. لكن السؤال هو هل هذا التعيين فعلا تشريف وهو تزامن مع الصمت المخزي التآمري للحكام العرب والذي اولته شعوب البلدان التي كبع حكماؤها مع الكيان الصهيوني على حساب الدم الفلسطيني
علما أن هذا الانتخاب- التشريف- تزامن مع توقيف إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة، قبل دخولها للمنطقة المحاصرة.
ومع تصريح اليونيسف القائل إن الموت يتهدد 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة، يعيشون دون غذاء أو دواء وفي ظروف بالغة الخطورة في العراء. وتزامن هذا مع بروز ملامح قاتمة السواد، لمصير مئات آلاف الذين يتهددهم خطر المجاعة، ويعصرهم الجوع في قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ شهور.
فالشعوب لا تنسى, وللتذكير ليس الا في العشرين من شهر يناير من سنة 1988، قرر طلبة جامعة ظهر المهراز بمدينة فاس الخروج في مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وذلك رفضا لما جاء في خطاب ملكي ألقاه الملك الراحل الحسن الثاني الذي حذر فيه وقتئذ المغاربة من التضامن مع الفلسطينيين، ردا على استضافة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات لزعيم جبهة البوليساريو، وقوبلت المظاهرة بقمع خلف مقتل طالبين
وفي سنة 1987كان المجلس الوطني الفلسطيني قد انعقد بالجزائر العاصمة في سنة 1987، وعرف اللقاء حضور زعيم جبهة البوليساريو محمد ولد عبد العزيز- المراكشي-، والذي شبه في كلمة ألقاها آنذاك المغاربة بالصهاينة، مستغلا في حديثه استقبال الحسن الثاني لرئيس الوزراء الإسرائيلي وقتئذ شيمون بيريس سنة 1986 بمدينة إفران وهو ما لم يتقبله الملك الراحل الحسن الثاني الذي اعتبر أن الفلسطينيين انقلبوا ضده، واستقبلوا احد ألد أعداء استكمال الوحدة الترابية المغربية حينئذ، وما إن علم بأمر اللقاء حتى ثارت ثائرته، وألقى خطابا عاصفا قال فيه إن "المراكشي (زعيم البوليساريو) قال أمام الفلسطينيين "اننا نعاني- اخواننا الفلسطينيون - ما تعانون أنتم في اسرائيل". إذ وضع المغرب واسرائيل على حد سواء في ممارسة التعذيب والتنكيل بـ(الشعب الصحراوي) الذي يمثله هذا المراكشي. وأنا لا أقبل أن يقال رسميا من متكلم كيفما كان وهو يجلس في يسار رئيس الجلسة أن المغرب في الصحراء واسرائيل في فلسطين سيان".
وأضاف الحسن الثاني موجها كلامه للفلسطينيين "وأقول لهم لقد فضلتم الوهم على الحقيقة والضلال على الصواب والانتهاز على الوفاء ، "وأستبدلتم الذي هو أدنى بالذي هو خير" اهبطوا تندوف فأن لكم ما سألتم".وتابع:
"ولقد أصدرنا أمرنا الى جميع ممثلينا ، كانوا رسميين أو غير رسميين، يمثلون الأحزاب السياسية أو الهيئات الأخرى، أنهم اذا حضروا أي حفل دولي وقام أي فلسطيني يتكلم عن فلسطين أن يغادروا مكان الاجتماع، وأقول، ولا أريد التهديد، ولكن أنا ضمير المغاربة، فاذا قام فلسطيني يتكلم عن فلسطين وبقي أي مغربي جالسا فانه، انتقاما لروح شهدائنا الذين مثلوا بالصهاينة، سيلطخ باب داره بذاك الشي اللي ماكيتذكرش- أي لا تذكر-، وأقول لو أعتبر هذا دكتاتورية ، فأنا في هذا الباب دكتاتوري ، فشرف المغاربة يقتضي الدكتاتورية".
ولم يستسغ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب –والذي كان سباقا في اعتبار القضية الفليسطينة قضية وطنية- ما ورد في خطاب الملك الراحل، وتماشيا مع خلاصات المؤتمر 13 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي عقد في شهر غشت من سنة 1969، والذي اعتبر أن "القضية الفلسطينية قضية وطنية" قرر الطلبة تنظيم تظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهي التظاهرة التي قوبلت بقمع شديد.
وفي شهادة وثقها المناضلون اليساريون ورد ما يلي " انطلقت تظاهرة طلابية عارمة من كليات العلوم و الحقوق و الآداب بفاس متوجهة نحو الحي الجامعي لكنها قوبلت بقمع شديد (...) ما دفع الطلبة إلى الدفاع عن أنفسهم حيث تفرقوا إلى مجموعات تحاول صد التدخل القمعي عبر محاولة سد مداخل الجامعة الشيء الذي خفف نسبيا من حدة البطش و التمكن من صد الهجوم القمعي . وقد استغرق ذلك ما يزيد عن ساعتين من المواجهة البطولية للجماهير الطلابية. الشيء الذي لم تستسغه قوات القمع مما دفعها إلى استعمال الرصاص الحي ضد الطلبة في مواجهة غير متكافئة بين من يستعمل الرصاص ومن يدافع عن النفس بالحجارة مما أدى إلى مصرع طالبة تدعى زبيدة خليفة، وطالب يدعى عادل الأجراوي، إذ بعدما قامت السلطات الأمنية بتمشيط الساحة الجامعية حينها اعتلى فرد من القوات بزي عسكري ربوة صغيرة مكنته من رؤية ما وراء سور الحي حيث توجد الطالبات. فوجه بندقيته بتسديدة محكمة نحو رأس زبيدة. اخترقت الرصاصة جبهتها وخرجت من خلف رأسها ومعها قطعة من الجمجمة والمخ وبعدها اقتحم الحي مجموعة من الطلبة وحملوها وغطوا راسها بكوفية فلسطينية وكان من بينهم طلبة فلسطينيون منهم طارق عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وتوجهوا بها في تظاهرة عارمة نحو وسط المدينة لكن القوات الأمنية أدركت خطورة ذلك مما دفعها إلى اعتراضها بإطلاق نار كثيف في الهواء لتفريق المتظاهرين".
وفي شهادة أخرى تحدث أحد الحاضرين في المظاهرة و الذي أصيب برصاصتين في رجله عن النازلة وقال إن بداية الأحداث كانت حوالي "الساعة العاشرة من صباح يوم 20 يناير من سنة 1988، عندما بدأ الطلاب في التجمع أمام كلية الآداب، ، وبعد التدخل الأمني استمرت المواجهة حتى حدود الساعة الواحدة ظهرا". "عندما بدأت المواجهة، شرعت الشرطة في استخدام الغاز المسيل للدموع، لتفريق الطلبة، قبل أن تستعين بعد ذلك بالدخيرة الحية، أصيب احد المتظاهرين برصاصتين في ساقيه، أما زبيدة خليفة فقد فارقت الحياة بعد إصابتها بشكل مباشر في الرأس". وكانت الضحية الأولى في ذلك اليوم إذ كان الطالب عادل أجراوي الضحية الثانية بعد محاولته الهرب من هراوات رجال الأمن الذين اقتحموا الحي الجامعي فقرر "القفز للهروب من الحي من ، غير أن محاولته للهرب باءت بالفشل واصطدم رأسه بالأرض".
ومن المعلوم أنه وقتئذ كانت علاقات بين المغرب واسرائيل، وحظيت إسرائيل باعتراف رسمي من المغرب. وقبل المغرب المواطنين الإسرائيليين على أراضيه، وأيضًا قبلت إسرائيل المواطنين المغاربة على أراضيها.
ففي عهد الملك الحسن الثاني، وُصفت العلاقة بين المغرب وإسرائيل بالمُثيرة للجدل، وبرز ذلك عندما نفذت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) عملية ياخين بين نوفمبر 1961 وعام 1964، والتي هجر خلالها بشكل سري أكثر من 97 ألف يهودي مغربي عبر أوروبا إلى إسرائيل، وتلقى المغرب تعويضات مالية بلغت الدفعة الأولى منها نصف مليون دولار.
ووفقًا لشلومو جازيت الضابط في الموساد (كان قائدًا لسلاح المدرعات، ولاحقًا رئيسًا للموساد)، أعلم الحسن الثاني عملاء من الموساد والشاباك (عُرفوا بوحدة العصافير) حول الفندق في الدار البيضاء حيث ستعقد فيه قمة جامعة الدول العربية في سبتمبر 1965، وذاك من أجل تسجيل محادثات القادة العرب في الجلسة السرية حيث تناولوا مسألة استعدادهم للحرب مع إسرائيل. قام بمنحهم طابق كامل في الفندق، لكن طلب مغادرتهم قبل يوم من بدء القمة العربية.
وحسب الصحفي رونين برغمان، كانت المعلومات التي حصلت عليها الموساد مفيدة في انتصار إسرائيل في حرب 1967. وحسب هذا الصحفي قدم الموساد بعد ذلك معلومات إلى المخابرات المغربية أدت إلى اختطاف المناضل المهدي بن بركة زعيم حركة العالم الثالث والوحدة الأفريقية والذي تم اغتياله في أكتوبر 1965. وتكلفت الموساد بتذويب جثته ودفنها بإحدي الغويبات – تصغير غابة – بالديار الفرنسية
وكان المغرب في حرب 1973 قد ارسل تجريدة عسكرية تكونت من لواء مشاة إلى الجبهة المصرية، ولواء مدرع إلى الجبهة السورية. وقع خلالها في الأسر 8 مغاربة لدى إسرائيل. وانضم مغاربة إلى قوى الثورة الفلسطينية في لبنان واستشهد بعضهم في المعارك ضد إسرائيل.
وفي عام 1975، قررت منظمة المؤتمر الإسلامي تأسيس لجنة القدس وأُسندت رئاستها إلى الملك الحسن الثاني في عام 1979. ولاحقًا في عام 1998 استحدثت وكالة بيت مال القدس الشريف وتتبع لجنة القدس التي يقع مقرها في المغرب.
وفي 22 يوليو 1986، استقبل الحسن الثاني رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز في مطار إفران، واجتمع معه بالعاصمة الرباط. وقوبل اجتماعه برد فعل عنيف واحتجاجات من جامعة الدول العربية والمغاربة على حد سواء. ومع ذلك حافظ على علاقته وفي 28 أبريل 2019، نشر حساب إسرائيل بالعربية على تويتر، صورة اجتماع الحسن الثاني وبيريز في الرباط عام 1986.
واعترف المغرب بدولة إسرائيل ضمنيًا منذ 1 سبتمبر 1994، عندما فتحت إسرائيل مكتب اتصال لها في المغرب، وفي عام 1995–96، فتحت المغرب مكتبًا مماثلًا لها في إسرائيل. كما سمحت لها إسرائيل بوجود بعثة دبلوماسية مغربية لدى السلطة الفلسطينية، والتي أنشئت عام 1996 في مدينة غزة، ولاحقًا انتقلت إلى مدينة رام الله.

وفي غضون أكتوبر 2010 أوردت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأنّ الملك محمّد السادس قد وجّه دعوة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيرِيز لزيارة المغرب، وذلك في إطار زيارة رسمية، وهي الدعوة التي أوردت ذات الصحيفة بأنّها لقيت ترحيبا من قبل رئاسة إسرائيل على أساس تفعيلها في نهاية شهر أكتوبر الجاري ، بينما أوردت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” أن بيريز حل بالفعل إلى المغرب. وأردفت صحيفة “معاريف” بأنّ الاستجابة لدعوة الملك محمّد السّادس قد ووكبت بتنسيق إسرائيلي مغربي من أجل خطّ جدول أعمال للقاء العاهل المغربي بشيمون بيريز وكذا برنامج تحرّكات لهذا الأخير من أجل الالتقاء بـ “عدد كبير من المسؤولين المغاربة البارزين الذين سيلاقيهم بيريز بالرباط”.. وكان من المرتقب أن تنصبّ المباحثات على تفعيل دور المغرب في الإحاطة بأزمات الشرق الأوسط ضمن سياق الصراع العربي الإسرائيلي، زيادة على مساعي للحدّ من التوتّر الفلسطيني الإسرائيلي المتمركز حول الاستيطان وإمكانية إيقافه للدفع بالمفاوضات بين الطرفين.
وأتى توجيه دعوة من محمّد السادس لشيمون بيريز بعد المباحثات التي سبق وأن جمعت بنيويورك بين العاهل المغربي برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عبّاس، أواخر شهر شتنبر 2010 على هامش القمّة الأممية الثالثة لأهداف الألفية، والتي عرفت إطلاع عبّاس للملك المغربي.. بصفته رئيسا للجنة القدس.. على تطورات القضية الفلسطينية على ضوء المفاوضات التي كانت قد انطلقت مع إسرائيل وبإشراف أمريكي.
وحلّت زيارة رئيس إسرائيل ضمن مناخ تنظيمي واجتماعي مستاء ممّا أضحى يُسمّى بـ “مساعي التطبيع المجّاني مع الكيان الصهيوني”.. خصوصا وأنّ المغرب عرف تسجيل احتجاجات ضدّ مشاركة المجنّدة السابقة ضمن صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلية، يَائيل نعيم، ضمن حفل “التسامح” الذي احتضنته مدينة أكادير.. هذا زيادة على توجّسات من الشخصيات الصهيونية التي أثير موضوع مشاركتها ضمن ملتقى “مِيدَايز2010” لمنتدى “أماديوس”.. علاوة على “نقاش الظل” الذي كان جاريا بخصوص التنسيق السياحي المغربي الإسرائيلي المرصود ضمن أجندات شركتي الخطوط الملكية المغربية وأركيا للنقل الجوّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب