الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية نتنياهو.. تشديد وتحديث الاحتلال..!

سليم يونس الزريعي

2024 / 2 / 27
القضية الفلسطينية


في رد فعل صهيوني على مقاربات حركة حماس وبعض القوى الفلسطينية لمفاعيل طوفان الأقصى، ولبعض المواقف الدولية التي تعتبر أنه حان الوقت لإقامة دولة فلسطينية، لعدم تكرار 7 أكتوبر ومحرقة غزة التي أدمت الضمير العالمي، ظنا منها أن ذلك كفيل بإنهاء الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، تقدم نتنياهو بوثيقة تتضمن رؤية الكيان لما سماه مستقبل قطاع غزة والضفة، بعد انتهاء الحرب على غزة، تضمنت تكثيفا شديد الدلالة للموقف الصهيوني، وهو أنه؛ لا تسوية سياسية ولا دولة فلسطينية ولا إعادة إعمار؛ مع سيطرة أمنية وحرية عملياتية مطلقة للاحتلال على كافة المناطق الواقعة غرب الأردن؛ وإقامة حاجز جنوبي للتحكم في الحدود المصرية مع قطاع غزة.
بل إن هذه الرؤية ذهبت إلى تأكيد أن "الشرط الأساسي للوصول إلى ‘اليوم التالي‘ هو أن يواصل جيشه الحرب حتى تحقيق أهدافه: تدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية السلطوية لحماس والجهاد الإسلامي؛ إعادة الرهائن؛ ومنع أي تهديد مستقبلي من قطاع غزة".
ونصت على أن "إسرائيل ستحتفظ بحرية عملياتية في جميع مناطق غزة، دون قيود زمنية، بهدف منع تجدد الإرهاب وإحباط التهديدات من القطاع". كما تنص على أن "المنطقة الأمنية التي سيتم إنشاؤها في قطاع غزة في المنطقة المتاخمة لإسرائيل ستظل قائمة طالما أن هناك حاجة أمنية إليها".
وزيادة في خنق القطاع؛ سيقيم الكيان الصهيوني‘حاجزا جنوبيا‘ على الحدود بين غزة ومصر، بهدف منع إعادة بناء القوة في قطاع غزة. سيعمل ‘الحاجز الجنوبي‘، قدر الإمكان، بالتعاون مع مصر وبمساعدة الولايات المتحدة، وسيرتكز على إجراءات لمنع التهريب من مصر تحت الأرض وفوق الأرض، بما في ذلك عبر معبر رفح".
وجاء في رؤيته أن "إسرائيل ستسيطر أمنيا على كامل المنطقة الواقعة غرب الأردن، بما في ذلك محيط غزة (الحيز البري والبحري والجوي والكهرومغناطيسي)، لمنع المقاومة من بناء قوتها في الضفة الغربية أو قطاع غزة وإحباط التهديدات منها تجاه إسرائيل".
وورد في الرؤية أنه سينزع السلاح ويجرد قطاع غزة من أي قدرة عسكرية بشكل كامل، باستثناء ما هو مطلوب لاحتياجات الحفاظ على الأمن العام. ومسؤولية تحقيق هذا الهدف والإشراف عليه في المستقبل المنظور، تقع على عاتق إسرائيل".
وعلى المستوى المدني، جاء أن "الإدارة المدنية والمسؤولية عن النظام العام في قطاع غزة سترتكز على محليين من ذوي الخبرة الإدارية، قدر الإمكان؛ بشرط ألا تكون هذه الجهات المحلية مرتبطة بدول أو كيانات تدعم الإرهاب أو تتلقى منها أي أموال".
هذه الرؤية تعني تشديد الاحتلال والحصار وقفل أي أفق سياسي، وهي بهذه التوجهات إنما تكشف في الجوهر عن مأزق الكيان لجهة الحقائق الموضوعية التي ظهّرتها عملية طوفان الأقصى والحرب التي يشنها الكيان على أهل قطاع عزة. وهي أن الكيان سيكون واهما إذا تصور أنه سيحصل على الأمن والاحتلال معا.
ونحن نظن أن هذه الرؤية التي تتضمن كل هذه العدوانية والإنكار والمصادرة للحقوق والمؤسسات الفلسطينية إنما تنطلق، من عدة فرضيات، أولها أن نتنياهو في سبيله إلى تحقيق نصر عسكري حاسم ـ وأنه أنجز أهداف عمليته العسكرية ضد المقاومة في غزة، والفرضية الثانية ، أنه ألغى في ذهنه أي وجود لأطراف فلسطينية سياسية أو عسكرية قادرة على وضع حد لأوهامه عبر مواجهة مخططاته بكل الوسائل، ثم فرضية أخرى وهي استمرار الاستقواء بالولايات المتحدة التي ستوفر له الحماية في المؤسسات الدولة، وتبنى رؤيته دون اعتبار لمصالحها في المنطقة، في ظل تبلور رأي عام دولي نحو إقامة الدولة الفلسطينيةـ وأخيرا وهم وجود أطراف فلسطينية شعبية يمكن أن تقبل أن تكون أداته في تنفيذ رؤيته.
وفي تقديري أن مقاربة نتنياهو تنطلق من ذهن موهوم بالقدرة الذاتية للكيان بعد صدمة طوفان الأقصى، جعلته يستحضر مقولة أنا لا أفكر الفلسطيني غير موجود، في حين أن الواقع الموضوعي يقول إن الفلسطيني موجود وأن هذا الوجود الفاعل هو الذي سيضع في المدى الاستراتيجي إن لم يكن المنظور حدا لمشروع الحركة الصهيونية في فلسطين، وهو يملك الحق والنفس الطويل والاستعداد للتضحية من أجل هذا الهدف، وتجربة قرن من النضال تؤكد هذه الحقيقة .
ويمكن القول أيضا إن رؤية نتنياهو التي تتجاهل الوجود السياسي والقانوني لمؤسسات الشعب الفلسطيني ، وتتعامل معه بغطرسة وفوقية هي نتاج مركب نقص يجري تعويضه عبر هذا التعالي الذي هو تظهير لمدي الخوف من هذا الشعب، كون وجود الشعب الفلسطيني صاحب الأرض هو نفي لوجوده على المدى المتوسط،
ولكن الأهم من كل ذلك هو: أين يجد نتنياهو جماعة فلسطينية سواء أفراد أو عائلات يمكن أن تكون جزءا من هذا المشروع ؟ الذي يمثل في أحد أوجهه شطب للشعب الفلسطيني كشعب يناضل من أجل تحرير وطنه من هذا الوجود العنصري الصهيوني، ما يزال يعيش تحت الاحتلال، وأنه ما من خيار أمامه سوى استمرار النضال بكل الوسائل حتى يحقق حريته ويعود اللاجئون إلى ديارهم.
ثم إن هذا المنطق الاستعلائي يغيب عنه أنه هو ذاته احتلال، وأن الشعب الفلسطيني سيتعامل معه على هذا الأساس ، وهذه الرؤية من قبل نتنياهو تقول للشعب الفلسطيني إن الكيان يقفل أي نافذة لحل سياسي ، وعوض ذلك فإنه يشدد ويكرس الاحتلال والحصار ، وهي وصفة لتصعيد الكفاح الفلسطيني كحق مطلق يكفله ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، على الأقل في الضفة الغربية وغزة.
ومن جهة أخرى فإن هذا التوجه الصهيوني لتشديد وتحديث سطوة الاحتلال، وإنكاره للحقوق الفلسطينية، من شأنه أن يوجه رسالة للمجتمع الدولي أنه كيان مارق، وأن الحقوق الفلسطينية ليست رهنا بإرادته، وهي رسالة أيضا إلى الأطراف الفلسطينية، بتجاوز حالة الانقسام، والحسابات الفئوية ، وأن عليها تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة، الاحتلال وحالة الإنكار للشعب الفلسطيني وحقوقه في تقرير المصير والدولة والعودة ، وهو خيار واجب وطنيا ، يجب أن يتجاوز الحسابات الحزبية الصغيرة ، من أجل مواجهة رؤية نتنياهو التصفوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف