الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن في جسد

أم الزين بنشيخة المسكيني

2024 / 2 / 27
الادب والفن


جسد يجمع أسماءه بين رموشها
ويرسم ضحكة الله على عجل..
وأوطان تتساقط على أشلائهم بلا خجل..
لكن السماء طفقت تبعثر شمسها فوق ضفائرها الحزينة..
ثمّ تركض نحو ابتسامة خبأتها عن عيون المدينة
ترتاح قليلا على صهوة حرفها
ثمّ ترتّب بعض التجاعيد الراكضة فوق جلد القصيدة
جلست على عتبة قلبه
تورّقه همسا ..
نجم والليل يرتع في دمه
وعشق لأغنيات القرنفل
وأطفال يولدون هباء
على حافة ترتيلة تشتدّ عطرا..
ترتاح قليلا على صهوة حرفها
تنزع وجهها وتلقي به فوق بساط البرتقال الحزين
تزرع قلبها وردا وألحانا لعالم انتحر فوق شجرة التين
ثم تحمل صمت الحقول ثانية مغمّسا بتنهيدة زبرجد قديم
قال عطر قليل : "من جاء يبذّر قلبي في هذا المساء الطويل؟
ومن سيلتهم هذا النهار الجديد ؟
ومن سيجعل القصائد أسئلة لجيل فريد؟"
أجابت بشفتين مكتظّتين بمستحيل شديد
وبوجنتين مفعمتين بدم طري من قدر بعيد
"خذ القصيدة وارحل
هذا النهار سيعبر أيضا وحيدا
بلا جسد ..بلا اسم ..بلا أغنية للشهيد..
خذ القصيدة واركض ..
خلف دمك ..
خلف حزنك..
خلف حبّك الشريد..
خذ القصيدة واركض..
خلف دموع الغيم في قلبك
ولا تنس أن تقبض على أقاصيك بعيدا هناك
حيث الخلاء..حيث البهاء
حيث الوطن يبيت وحيدا على الطوى...
حيث الفراغ هارب في مهجة الاه يرقد حذو ورد جفّ حلقه..
حذو الياسمين المسلّح بالضياء..
حذو ورد ينثر عطره ..
حذو قلب عاشق
حذو جسد مكتظّ بالأهواء والعواصف الهوجاء
حذو طفل سيأتي كالقيامة في ابتسامة
وألف قنبلة ستصير يوما ما غمامة ...
جسد يرتاح على صهوة الحرف
وشفة من نار وسكّر..
بسطت يدها نحو فراشة تعثّرت في الوصول إلى غدها
جاءت تنضّد له مأدبة من الليل والتراتيل
لكنّه لم يكن على أهبة للرحيل
شطبت ألوان القصيدة بأنامل من الياسمين
ثمّ خطّت على نغمة عابرة : هذا الجسد لي ..
وتلك السماء لي ..
وما تبقى سأرسمه غابة حبّ وزياتين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا