الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارتباك الصهيوني وصمود المقاومة

عبد الخالق الفلاح

2024 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عندما نتطلع على وسائل الاعلام المختلفة ,وممارساتالتضليل عبر تصريحاتهم الإعلامية بأن الحرب ممتدة ومستمرة ،نرى الارباك يسود الوضع في الكيان الاسرائيلي المحتل وتنعكس على مختلف التصريحات السياسية والعسكرية للقادة العسكرين والسياسيين وضغط الشارع من خلال التظاهرات المطالبة باطلاق سراح المحتجزين ( الاسرى ) لدى المقاومة المسلحة الفلسطينية هذه المقاومة الثابتة التي أدارت المعركة منذ بدايتها، وعلى مدار اكثر من اربعة اشهر بحكمة واقتدار، سجلت نتيجة مهمة في سياق محطات الحروب ونتائجها، وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومرغت أنفه في التراب، وبات الكيان إلاسرائيلي يعيش في حال قلق حقيقي جعله يتخذ قرارات مرتبكة ووقوع نتنياهو في فخ الحرب بسبب الخذلان لعدم الوصول الى انجاز مهم في الساحة القتالية لقواته في قطاع غزة وكل القرائن والدلالات وتطورات الميدان، تشير الى فشل الكيان الاسرائيلي في تحقيق اي من اهدف عدوانه على غزة رغم مرور اكثر من اربعة اشهر على العدوان ، ولكن لماذا يصر هذا الكيان على مواصلة هذا الفشل، الذي فضح هيبته المزيفه، وجعل عرابه الامريكي، يدفع اثمانا باهظة، سياسية واقتصادية واخلاقية، لدعمه.
خذ مثلا يكرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المصاب بالانفصام بشخصيته موقفه الداعي إلى فكّ الارتباط بين جبهتَي غزة وجنوب لبنان في حسابات خاطئة ، مهدّداً بتكثيف إطلاق النار في الشمال حتى لو أُبرمت هدنة في غزة، حتى انسحاب حزب الله من الحدود وعودة المستوطنين إلى مستوطناتهم في الشمال وتحدّث غالانت عن «تكثيف إطلاق النار» لا توسيع الحرب، ملوحاً بأن القرار الإسرائيلي هو الاستفادة من هدنة غزة لزيادة الضغط على حزب الله والمقاومة التي تدك المستوطنات الاسرائيلية يومياً من أجل تحقيق هدف إبعاد هذه المقاومة عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة التي تستهدف مواقع في اماكن متنوع من الاراضي المحتلة يومياً، علماً أن هذا الهدف «تكثيف إطلاق النار» لن يتحقّق بتسخين جبهة الشمال أكثر مما هي عليه منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، إذاً إن السيناريو الذي يدعو إليه غالانت سيعني تهجيراً أوسع بفعل عمليات المقاومة التي تحكمها معادلة «التوسيع بالتوسيع» التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حفظه الله في خطابه الأخير، ما يضع المشهد برمّته في خانة التدحرج نحو حرب مفتوحةوهالحرب اذا ما اشتعلت لا محال ستحدث حريقاً كبيراً سوف يصعب اخمادها لا سامح الله وتشمل المنطقة بكاملها والتي ليست لصالح نتنياهو والكيان الصهيوني، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى معادلة الجبهة في غزة وفق مستوى يضمن عدم تصعيد جبهات المساندة الممتدّة من جنوب لبنان إلى البحر الأحمر ، ولكن فما هي العلامات التي تشجع وما هو الترابط وماذا يربط الساحة القتالية بعد مضي قرابة اربعة اشهر وتقديم الاف القتلى العسكريين من الجانب الصهيوني.
ان توسل الكيان الاسرائيلي للدخول في هدنة لتحرير اسراه، ودك تل ابيب بالصواريخ، بعد مرور اكثر من اربعة اشهر على المواجهة في الحرب، لم يترك الكيان الاسرائيلي فيها سلاحا مهما كان نوعه، محرما او غير محرم، غبيا او ذكيا، الا واستخدمه ضد غزة المحاصرة، دفع اغلب الخبراء العسكريين الى الاعتراف ان حماس مازالت متماسكة، وتدير الحرب بقوة وثقة عالية بالنصر، فمنظومة القيادة والسيطرة والاتصالات من الاعلى الى الادنى، قائمة وفعالة، وان مخزون القاومة من الصواريخ لم ينضب، وان على الكيان ان ينتظر الكثير من المفاجآت التي تفضح اكاذيبه وانتصاراته الوهيمة، ما لم يضع حدا لعدوانه.
في وقت تشير كل المعلومات من ان الحرب توشد ان تنتهي في وقت قريب بعد ان احست الدولة الصهيونية بمدى الفشل الذي اصابها في المعارك وصمود المقاومة الباسلة والحرب البرية في قطاع غزة توشك على الانتهاء، و دخول الحرب مرحلة قتالية أقل كثافة كما يمكن ملاحظته خلال الايام الماضية وتكبده المزيد من الخسائر الالية والبشرية، بالتوازي مع رفع مستوى الضغوط عبر تهديدات وأفعال لا تنفع سوى التبويق الاعلامي، للدفع بـ«حل ما» يعيد النازحين إلى اراضيهم في شمال فلسطين المحتلة والمعادلة التي يعمل عليها العدو تتلخّص في الآتي: حل دبلوماسي، في ظل حرب لا تفضي إلى الحل. و أن المعادلة التهديدية تخدم مرحلة اللاحرب الحالية ومن شأنها الضغط على حزب الله وبيئته، إلا أن التهديدات لا تشير بالضرورة إلى أن الحرب واقعة إذا لم يرضخ الحزب لمطالب إسرائيل. فالشأنان مختلفان.
الواضح أن القرار الإسرائيلي حالياً يمربموانع تزيد على الدوافع، ما يمنع الانتقال بالمواجهة من كونها محدودة نسبياً، إلى مواجهة أكثر شمولية وحرب كاملة. ولا تكذب إسرائيل حين تقول إنها تريد حلاً دبلوماسياً يتيح عودة مستوطنيها شمالاً، ويشعرهم بالأمن والاطمئنان بأنهم لن يواجهوا «طوفان أقصى» أخرى
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج