الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوارث الطبيعية و التمييز العنصري

كوسلا ابشن

2024 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


20 سنة مرت على زلزال إقليم لحسيما و مازال الخراب شاهد على آثار الزلزال الذي ضرب الإقليم و خلف كارثة إنسانية. بعد 20 سنة على الزلزال, و ما صاحبها طيلة سنوات من إحتجاجات المتضررين على معاناتهم و أوضاعهم المأساوية ( خصوصا أن الكثير منهم لم يجدوا إلا الخيام تأويهم صيفا و شتاءا), و عدم وفاء السلطة الكولونيالية بوعودها العسلية, بإعادة الإعمار و مساعدة الضحايا المتضررين, رغم حجم المساعدات المالية التي توصلت بها السلطة الكولونيالية, سواء من الدول الخارجية أو من تبرعات المهجرين أريفيين و المروكيين عامة, إلا أن سياسة التمييز العنصري هي من حسمت قرار السلطة بنهب أموال المتبرعين و عدم مساعدة المتضررين, بل إرغام المحتاجين الفقراء على الهجرة القسرية نحو المدن المعربة. اليوم آثار المنازل المهدمة و إخلاء بعض المداشر و القرى من العنصر البشري و إنعدام البنية التحتية و إنتشار الفقر, شهادة حية على سياسة التمييز العنصري و التهجير القسري.
19 سنة عن كارثة لحسيما, ضرب مناطق جبال الأطلس زلزال مدمر أكثر شدة و دمار من زلزال لحسيما, أوقع آلاف الضحايا بين القتلى و الجرحى و المشردين. و بما أن الزلزال وقع في المجال الترابي الأمازيغوفوني مثله مثل إقليم لحسيما, فكان تعامل السلطة معه هو تحصيل الحاصل. منذ البداية سادت حالة التماطل و التأخير بالسماح لفرق الإنقاذ لمباشرة عملها في بعض المناطق المنكوبة, مع التخلي عن القرى المنكوبة البعيدة التي تحمل أبناءها مسؤولية عملية الأنقاض إعتمادا على وسائلهم البسيطة. ما حصل بزلزال أريف 2004, من مماطلة و سرقة المساعدات العينية و الإستحواذ على المساعدات المالية من طرف زمرة الفساد المعتادة على نهب أملاك الشعب, لقد تكرر نفس السيناريو مع إمازيغن الأطلس المتضررين من الكارثة الطبيعية, و كل ما حصلوا عليه هي الوعود الرنانة من أفواه مروجي عقيدة الأكاذيب. بعد 6 أشهور من الكارثة, ما زالت ساكنة الكثير من المناطق المنكوبة تعيش في الخيام, رغم ما تعرفه مناطق الأطلس من برد قارس في فصل الشتاء مع قلة وسائل التدفئة و قلة المؤونة. الوعود العسلية تبخرت في الهواء بإنتهاء الدعاية الإعلامية بوعود إعادة الإعمار و صرف مبالغ مالية شهرية على المتضررين. في ظل سياسة التمييز العنصري الممنهجة و سياسة فن الدعاية التضليلية, سيحرم معظم المتضررين مساكن تأويهم و من الأموال المرصودة لدعم منكوبي الزلزال. منذ شهر يناير 2024, و المتضررون في العديد من المناطق المنكوبة يخوضون إحتجاجات مطلبية تعبيرا عن الإستياء من معاناتهم و أوضاعهم المزرية, مطالبون ناهب أموال الشعب, بإعادة إعمار المناطق المنكوبة و تقديم الدعم المالي المخصص للمنكوبين. في ظل تصاعد حدة الإحتجاجات المقلقة للسلطة, خرج رئيس موظفي القصر, أخنوش يوم 31 يناير 2024 بتصريح قال فيه :" أن الحكومة سخرت كافة إمكانياتها من أجل التنزيل الأمثل لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز". أعوان السلطة الكولونيالية لا يخجلون من التصريحات الكاذبة و خاصة حينما تشتعل نيران الشوارع بصرخات المقهورين. "التنزيل الأمثل" تخيل صنعه تفكير أخنوش و زمرته, فلا وجود له في أرض الواقع, فإحتجاجات المنكوبين خير دليل على اللاتنزيل لبرنامج إعادة الإعمار و الدعم المالي البسيط للمتضررين من الزلزال. الواقع يأكد و يقر معانات الأمازيغ من الكوارث الطبيعية و من سياسة التمييز العنصري الممنهجة, و لا نهاية للمعانات و الإضطهاد الإجتماعي و القومي إلا بالثورة الأمازيغية القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو