الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برؤية مغايرة -Remorse-

نبال شمس

2006 / 12 / 1
الادب والفن


اقتحاما لنص بالألوان
عذرا "دالي"....
منذ عشرات السنين وأنت مكانك لا تتحركين, لست ميتة ولست على قيد الحياة, ما الذي حدث هذه الليلة, تتحركين وتحركين مشاعري كلها؟ ربما هدوئك وربما صمتك أو ربما الاثنين معا, فلست أدري لماذا أرى ظلك هذه الليلة بوضوح أكثر, ولماذا أصبحت أتأملك بعين أخرى ورؤيا مغايرة.
ظلك هذا يا حلوتي, ذكرني باللامكان واللازمان وعدم احتواء هذا العالم لأناي الحالم الذي أصبحت أضعه بين قوسين, لشكي بقدراته وقدرته على الاستيعاب بأن الشوك لن يكون زهرا, هذه المقدرة التي تصل أحيانا إلى حد الانعدام.
الحلم يا عزيزتي ليس ممنوعا لكنه مقموع ومكسور.
هل أنت تتحركين, أم أن الهواء هو الذي حرك ظلك الساكن المركون بين أوراقي منذ فترة طويلة؟ أو انه ألم العيون, عاودني مع شمس الخريف.

أتساءل في هذه اللحظات عن الأسباب التي جعلتك تخبئين نصف جسدك وتوارين وجهك عني وعن عتمة أوراقي, يا صاحبة الذنب العظيم. كنت أود أن أعلق صمتك وسكونك وخجلك هنا في غرفتي لكني الآن عزمت على تركك وحيدة في العتمة انتقاما مني لرقتك وشفافيتك وهدوئك أيتها الهاربة إلى الرمال, لأنك تذكريني يا حلوة الحلوات بمنفاي البعيد الذي اذهب إليه فجرا اعلق به نصوصي ومسوداتي وكلماتي , ذلك المنفى المجهول الذي علمني حقيقة أخرى لظلي, ذلك الظل الذي لم التفت إليه منذ كنت صغيرة عندما كنت ووالدي نلعب سوية, فيرسم لي بظل أصابعه على الحيطان أشكالا وحيوانات, هل عرفت في حياتك طفلة تحب الظلام والعتمة؟
كبرت يا عزيزتي, وتركت البيت وتركت والدي وبصماتي وظلي على الجدران, لكني التقيت به عندما اكتشفت أني أكتب له فقط. مكانك هو لا مكاني . زمانك هو لا زماني, فما أحوجني لظلك وظلي الذي يصطحبك ويصطحبني منذ عشرات السنين.
هراء, أليس كذلك, ؟ فأنت لا تفهمين ماذا أقول لك.
ماذا تتوقعين أيتها الجميلة من رمالك التي تغو صين بها. ألا تدرين أن للعالم عيون كثيرة؟
دعيني أرى وجهك لمرة واحدة, وأتحسس حلمك الضائع للحظات معدودة, فندمك مفتت لا طعم له ولا رائحة, كمسوداتي المركونة في الغابة - الحلم .
دعيني أحترق بشمس صيفك ونار ندمك.
دعيني أرسمك بالطباشير البيضاء والسوداء, فهل رسمك احد من قبلي بالأبيض والأسود.
دعيني أقتحم ندمك وحزنك وألوانك وظلك؟ هل تخجلين مني, أيتها الحلوة؟أم تخجلين من وسمة العار التي الصقها عليك صديقك, الراحل؟ ذلك الصديق الذي رافقني أربعة شهور بلا انقطاع, كان دائما يثير في نفسي الكثير من التساؤلات نحو نساءه الجميلات, وها هو الآن يثير بي السؤال نحو الإجحاف في حقك. أتساءل لماذا يخجل في جسدك ووجهك.رماك تحت أشعة الشمس أمام أبو الهول على الرمال الحارقة, حتى الشتاء لم يأت بعد. أيتها الصامدة الجميلة أما زلت بيضاء البشرة؟
أيتها المرأة المرسومة بزيت الشمس أنت تذكريني بهذياني وانكساراتي البسيطة, فأنا لم أتوقع انك ستكونين يوما نصي وتسرقين حبري وساعاتي ومسائي وفجري, ألم أقل لك أني أكتب لك انتقاما لنفسي وليس لأني احبك, فما أروع الكتابة لك, لعنفك وصمتك , لطهرك وعهرك.
هل تعلمين أيتها الجميلة لو أني استطيع الرسم لرسمتك بطريقة أخرى, لحررتك من الرمال وحررت لك شعرك, ثم دعوتك لفنجان قهوة وكعكة كي أسرق منك سر صمودك, وتبوحين لي عن صديقك الراحل وأبوح لك عن سر نصي وسر حبي للعتمة, وسر كرهي لك, عندها سوف أعطيك قلمي, فأنا لا أملك فرشاة وألوانا لأعيد تكوينك, سوف نكتب يا صديقتي أنا وأنت نصا أجمل له ظل واحد ولون واحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة