الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصى الصدر ... وحبال الأطار

فراس يونس

2024 / 2 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لم يلتف الشيعة على أنفسهم منذ سقوط بغداد عام ٢٠٠٣ إلى الآن،كما فعلوا عندما تحالفوا على أقصاء التيار الصدري من المعادلة السياسية في العراق،...فأثبتوا بذلك لكل المراقبين الفاعلين إقليميا ودوليا بأنهم عديمي الخبرة سياسيا،ولا يصلحون لأدارة بلد معقد مثل العراق،لأنهم تعاملوا مع التيار وكأنه حزب سياسي تقليدي وليس تيار جماهيري ضارب في عمق المجتمع العراقي يتحرك ككتلة واحد حسب ذوق قيادته وبدون أوامر مباشرة أو واضحة أحياناً، وعلى الطرف الأخرأثبت التيار الصدري بقيادته،أنهم يعلمون جيدا ماذا يفعلون وأن بدى المشهد مربكا لأول وهلة،فبعد أقل من عامين على خروجهم المدوي من العملية السياسية، وأنفراط عقد حلفائهم، نرى بوضوح أزمات سياسية كبيرة تعصف بالبلاد، وخاصة ما يتعرض له حلفاء الصدر الذين أنفكوا من حوله حبا بالمغانم،ظنا منهم ان باقي القوى السياسية هي محرك حقيقي للسياسة الشيعية في البلاد، وبدأ بسقوط الحلبوسي وفراغ مقعده إلى أزمة أقليم كردستان و البرزاني تحديدا،مع المحكمة الأتحادية و حراجة موقف الحكومة التي لابد أن تلتزم بقرارات محكمة أعطتها الدستورية القانونية لتسيير أعمالها،..وقد أيقن الطرفين (الحلبوسي و البرزاني) بأن باقي فرقاء الشيعة كانوا أغلفة لماضي لم يعد له أثر حقيقي في اي مفصل من مفاصل الدولة العراقية سوى مفصل الفساد و أدارة العقود ونهبها...
وللمتابع أبرهن، ما جاء في حديث مسعود البرزاني مع راديو مونت كارلو قبل أيام، وهو يتحدث شارداً في ذهنه باحثاً عن جهة غير كردية يمكن أن تكون (حاجوز) كما يعبرون، ليركن أليها مشتكياً على اقل الاحتمالات وواثقاً أنها يمكن ان تجد حلا منصفاً لتلك الأزمة الموحلة، وراح يتحدث عن ذراع او سلطة وضعها ويحركها صانعوا القرار السياسي أنفسهم في سابقة لم نعهدها من قبل.
كما أيقن الجميع أن الثقل المجتمعي قبل السياسي للتيار كان أداة حقيقية في البت بحل مثل تلك التعقيدات، والأسباب عديدة ، أهمها أن التيار و قيادته لايضعون المغانم المادية قبالة التحرك السياسي و التحالفات ، بمعنى آخر أنهم لا يتحالفون من أجل المكتسبات المادية او السطات الممنوحة، بل من أجل تقوية قرارهم التنفيذي والسياسي داخل البلد، ليكونوا صمام أمان في تحريك المواقف الراكدة ونزع فتيل الفتن المتقدة،على العكس تماما من باقي الفرقاء عموماً والشيعة خصوصاً،لذلك فأننا نرى اليوم حالة مخيفة من النهم الحكومي في إدارة الميزانيات المرصودة دون الأهتمام بمجريات العملية السياسية المتوقفة،كما وأننا أمام برلمان ضعيف جدا،بل هو الأضعف منذ عام2003، فهو مفكك الى ولاءات بمجاميع صغيرة لمجموعات كثيرة، بما يفقده التوازن بالاتجاه إلى وجهة واضحة في العمل، وأظن بأن كبراء القوم قد شعروا بضيق النفس بعد التفاف حبل الأنانية على رقابهم، وأصبحوا يبحثون عن يد الصدر لحلحلة الاختناق وأعادة النفس بأنتخابات مبكرة متعكزين على ضرورة وجود التيار الصدري في المعادلة، والسؤال الذي يجب أن يجيبوا عليه الآن هو: هل تحركتم عن قناعة بأستحالة المضي في خضم بحر الأدارة من دون بوصلة الصدر؟ أم أصبحتم أمام واقع لامفر منه بأن حبالكم قد ألتقفتها عصا الصدر فسقط من أيديكم ما كنتم به تدعون؟
وبعد تلك السقطة يجب ان يعي المجتمع جيداً بأن تلك الثلة تشكل أكبر خطر على العراق أرضاً وشعباً ولا يمكن بأي حال من الأحوال الوثوق بها، ويجب الاتجاه الى دعم التجمعات السياسية الناشئة والتي لا تتصل بجذورها بتلك الأحزاب السياسية المهيمنة على المشهد منذ عام 2003 ،وذلك لخلق مناخ سياسي جديد واضح المعالم غير مشوه ولا مسير بأرتباطات خارجية مشبوهة، يتكون على أساسها نظام ديمقراطي حقيقي يجعل من القانون وسيلة للتعايش و يشعر الجميع تحت مظلته بأنه يعمل من أجل الفرد لتحقيق بيئة آمنة وحياة كريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة