الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 12 / 1
حقوق الاطفال والشبيبة


في تقارير المنظمات الدولية العاملة في مجال رعاية الطفولة والأمومة، أرقام مخيفة لما يحدث بين دفتي العراق، الذي بات ومنذ احتلاله أشبه بكتاب مفتوح على كل الاحتمالات...
إذ تشير منظمة اليونيسيف في تقرير لها يناقش أوضاع الطفولة في العراق أن هناك طفلاً واحداً من بين كل أربعة أطفال دون سن الخامسة يعاني بشدة من سوء التغذية. وهناك طفل واحد من بين كل ثمانية أطفال يموت قبل بلوغ الخامسة من عمره.
طبعاً هذه النتائج التي تنشرها اليونيسيف ليست جديدة، فبالعودة قليلاً إلى الوراء أي قبل الاحتلال بأشهر قليلة ذكرت مجموعة كبرى من التقارير العالمية أن عدد وفيات الأطفال خلال فترة الحصار الجائر الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية على العراق ولمدة تقارب الثلاثة عشر عاماً قد تجاوز نصف مليون وفاة!.
واليوم، بل وكل يوم... وفور ورود الأخبار العراقية... يكون الخبر على الشكل التالي: (مقتل ستة عراقيين في انفجار في بلد، تدمير منزل بكامله في القائم ومقتل كل من كان فيه)... في كل حادث يومي ثمة طفل يمضي إلى السماء عصفوراً، وفي كل خبر ثمة صياد أهوج بربري يستبيح الطفولة، حين كتب جبران خليل جبران في رائعته (النبي): أبناؤكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة... وظل الأطفال أبناء للحياة، تملأ ضحكاتهم صباحات الحدائق، ومساءات مدن الألعاب، إلاّ أطفال العراق فقد كانوا استثناء من مقولة جبران العظيمة، إذ إن أطفال العراق، ومنذ أن قُدِّر لعائلة بوش أن تضع نصب عيونها حرق أرض الرافدين، صاروا أبناء الموت لا أبناء الحياة، وأضحى الموت لعبتهم، بل وأحلامهم..
وقد أفاد تقرير إخباري نشر منتصف العام الجاري أن المفردات التي بات الأطفال العراقيون يستخدمونها لغة للعب فيما بينهم هي مفردات حربية! نعم... بدءاً، مروراً بالذبح، وصولاً إلى النسف...
في صورة بثتها إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية يظهر جندي مسلح بكل أنواع العتاد الحربي، حتى أنه يبدو أشبه بالدبابة، يقف مبتسماً يقدم هدية لطفل عراقي، ومن المؤكد أن هذا الطفل لم يسمع من قبل بـ(سانتا كلوز) الذي تطل عربته التي تجرها الأيائل ويقدم الهدايا للأطفال في ليلة (الميلاد).
وذلك الطفل الذي قد يسمع لاحقاً، إن لم تقتله الحرية الأميركية أو سواها، عن سانتا كلوز لن يصدق أبداً إلا أنه كان ذلك الجندي الأميركي الذي استباح أرضه، وقد يكون قتل أهله... ثم قدم له هدية، كان يضعها في جعبته المليئة بكل أنواع الطلقات الحارقة والخارقة وما إلى هناك!.
أطفال العراق لا يريدون هداياكم، ولا سانتا كلوزاتكم... ولا ابتساماتكم، يريدون فقط أن تتركوا ما تبقى لهم من طفولتهم... فاتركوهم يلعبوا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو