الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معك رئيس الجمهورية

حسين جاسم الشمري

2024 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


مسموعاتنا بين الفينة والأخرى ان هنالك من انتحل صفة عامة لغايات دنيئة كالنصب والاحتيال أو ابتزاز وما إلى ذلك، والقت الأجهزة المختصة في الآونة الأخيرة القبض على منتحل لصفة مسؤول في النزاهة او ضابط، بل وصل الحال إلى انتحال صفة قاضي وقد نال الجزاء الاقوى لانه واجه الخصم والحكم في الوقت نفسه، ولكن ان ينتحل أحدهم صفة محافظ فهذه "بلوة" كبيرة، والسبب ان من ينتحل اية صفة اخرى يحملها المئات او الآلاف ممكن انها تضيع بين بني البشر تيمنا بالمثل الشائع " ابتر بين البتران"، لكن ان ينتحل شخص لصفة تعدادها خمسة عشر فقط في البلد فانه لأمر عجيب، فمنصب المحافظ الذي يمثل أعلى سلطة في الوحدة الإدارية معروف ومحدد لدى الجميع، فكيف استثمر هذا الابتزازي تلك الصفة، والطامة الكبرى انها في أصغر محافظة من ناحية التعداد السكاني، فكيف فكر هذا المعتوه بهذه الخطوة التي تحتاج إلى الكثير من اللوجستيات كالجكسارات والتاهوات و (قوط وربطات عنق) وأشخاص يفتحون الأبواب ويغلقوها ومصورين وعرافين و " لواحيك" ؟
أسئلة كثيرة تتردد في الذهن عن كيفية رسم هذا المنتحل الأهوج لهذا الحلم الذي أوصله خلف القضبان.
وما يثير التساؤلات في هذه القضية هل من المعقول ان المواطن اصبح بهذه السذاجة التي تجعله يصدق انه يتحدث مع محافظ ويتفق معه على مبالغ ومعاملات وصفقات عبر منصة الكترونية؟
والأهم من ذلك هل ان سياسة المحافظ وبعده عن الناس أعطت هذه الفرصة السانحة لاستغلال اسمه ومنصبه من قبل أولئك الذين يتصيدون اية فرصة تسنح امامهم؟
كل هذا ينجلي على الأسس غير الصحيحة التي جاءت بتأسيس الدولة العراقية الحديثة ما بعد ٢٠٠٣، التي حملت لنا أحزاب وكتل خلقت من الفساد ونهب المال العام وسيلة لبقائهم بالسلطة التي نزلت على رقاب الناس كالسيل الجارف.
أجزم هنا ان العهر السياسي هو من تسبب بظهور هكذا أشكال تحاول أن تقلد كل من تصدى للمسؤولية ويتحكم في مصير الناس ويصنع القرار وهو غير قادر على ربط قيطان حذاءه، وما هي اعداد المنتحلين الذين لم يلقى القبض عليهم حتى اليوم ؟
لذا أجد من الضروري ان تولي الحكومة واجهزتها المعنية اهتمامها البالغ في البحث والتقصي عن هؤلاء الذي وصل بهم الحال إلى التمكن من إطلاق اية تسمية على أنفسهم فلا تستغرب ان اتصل بك أحدهم وقال : معك رئيس الجمهورية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د