الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين تكمن المشكلة في المشهد الفلسطيني؟؟

عماد صلاح الدين

2006 / 12 / 1
القضية الفلسطينية


ظهرت المشكلة الى السطح في المشهد الفلسطيني مع فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية في وقت سابق من العام الجاري ، هذه المشكلة تتعلق في الاساس بوجود برنامجين مختلفين حتى في سياق الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية والتي يستطيع المراقب كشفها من خلال متابعة كلا الفريقين الاساسيين على الساحة الفلسطينية وهما بالطبع فريق حماس والفريق المتنفذ في حركة فتح .

برنامج حركة حماس السياسي يذهب الى التمسك بجميع الحقوق والثوابت الفلسطينية دون ادنى تفريط ، وان كان هناك حديث من الحركة حول قبولها باقامة الدولة على كامل اراضي ال67 مع عودة اللاجئين الفلسطينيين ، الا انها في المقابل تعتبر ذلك مرحليا ومربوطا بهدنة طويلة المدى دون ان يكون منها أي اعتراف او تنازل او تفريط مسبق لاقبل ولابعد اقامة الدولة المنشودة وتحقيق الحقوق المطلوبة في سياقها الادنى ، هذا هو برنامج حماس المعروف للجميع

اما بالنسبة للتيار المتنفذ في حركةفتح وهو التيار الذي يؤمن بالحل السلمي فيبدو للمراقب الجيد انه اولا لايتمسك بجميع الحقوق والثوابت الفلسطينية هذا من جهة ومن جهة اخرى انه لايتمسك ولايضع مرجعية واضحة للمطالبة بالحد الادنى من الحقوق الفلسطينية حتى لو كانت بالنسبة له الحل النهائي والاخير والثابت الى جانب دولة اسرائيل الجارة , ومن هنا تكمن المسألة وتكمن المعضلة في المشهد الفلسطيني بعد بروز كلا البرنامجين وجها لوجه نتيجة لما الت اليه الامور في الانتخابات التشريعية وبالتالي مشاركة حماس في السلطة كطرف رسمي واساسي ايضا .

حجتنا في ان التيار المتنفذ في حركة فتح لا يتمسك بالحد الادنى من الحقوق الفلسطينية تنطلق مما يلي :

اولا : ان هذا التيار هو نفسه الذي حاول الانقلاب على الرئيس الراحل ابو عمار حينما رفض بشكل واضح وصريح الحل الامريكي والصهيوني الذي لايلبي الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية المتمثلة بجميع الاراضي المحتلة عام 67 ، والذي اعلنته امريكا وبموافقة اسرائيلية مشروطة عليه من خلال تحفظاتها الاربعة عشرة على خارطة الطريق .

ثانيا : تصريحات هذا الفريق الذي يكرر مرارا وتكرارا حول ضرورة عزل قطاع غزة عن الصراع وبالتالي اشاراتهم حول القبول والترحيب بانسحابات اسرائيلية من الضفة الغربية .

ثالثا : عودة الفريق هذا المتكررة دائما والمركزة كثيرا على ان خارطة الطريق هي المرجعية ، وهذه الاخيرة يعرف كثيرون انها لاتختلف عن الانسحاب الاحادي الجانب او خطة الانطواء التي ابطل مفعولها صمود المقاومة في غير مكان في فلسطين ولبنان.

أخيرا وليس اخرا ترحيب الرئيس عباس " الكثير الترحاب " بمبادرة اولمرت الاخيرة والتي لايجدها المعني بالشأن السياسي سوى انها خطة انطواء بثوب آخر من خلال تفحص عناصرها المطروحة والتي تتحدث عن انسحابات من الضفة دون ان نعرف ماهية هذه الانسحابات وحدودها بالاضافة الى حديثه عن تخفيف بعض الحواجز والاجراءات من وجه الفلسطينيين ومن ثم مطالبته بضرورة ان يتنازل الفلسطينيون عن حق العودة للاجئين ، ومع كل هذا يسميها اولمرت ب"التنازلات المؤلمة" مقابل "سلام حقيقي" ، ونجد الرئيس عباس في نهاية المطاف ومعه فريقه من اوائل المرحبين بها من دون منازع ، علما ان الاخيرين لم تمض ايام على ترحيبهم الاول بالمبادرة الاروبية للسلام ، وهكذا نجد هذا التيار يعمد كثيرا الى التضليل بشأن المطالبة بالحقوق الفلسطينية في سياقها الادنى .

هذا التيار الذي يتبنى المفاوضات خيار استراتيجيا أصبح يعشعش في عقله أنه لايمكن الحصول إلا على ما تمليه وتفرضه أمريكا وإسرائيل ، وبالتالي فهو يعمل جاهدا على محاولة إقصاء وتهميش حماس لانه يدرك ان بقاء حماس في حكومة تابعة لها أو حتى من خلال حكومة وحدة وطنية تكون لحماس فيها الاغلبية امر يعطل حالة قبولهم لما يطرحه الامريكيون والاسرائيليون , ولذلك ومنذ ان فازت حماس بذل التيار الاسلوي ذو النسخة المعدلة بعد ياسر عرفات كل جهد للمشاركة في التضيق والحصار على الحكومة "الحمساوية" ومن ثم استمراره في مناوراته ومخادعاته وحججه العديدة للتملص من المشاركة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وتبقى حجتهم واسطوانتهم المكرورة ان المشكلة تتعلق في البرنامج السياسي للحكومة علما ان وثيقة الوفاق الوطني تحقق الحد الادنى المشترك للانطلاق نحو العمل الفلسطيني المشترك ، لكن المشكلة هي ان الرئيس عباس ومن معه يريدون القبول فقط ببرنامجهم الذي أملته عليهم امريكا واسرائيل ، والذي يؤدي فقط الى كيان ممسوخ مقطع الاوصال لاسيادة له على اجزاء من الضفة وقطاع غزة . وإن سألت عن القدس فسيحدثونك عن "القدس الشريف" كمكان للعبادة لا كأرض للسيادة ، وإن سألت عن اللاجئين فسيخبروك بأن اللاجئين في دول الجوار والشتات هانئون مطمئنون سعيدون !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي