الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن كبير أيها الصغار!

منذر علي

2024 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


اليمنيون يصبرون ويصابرون ويتواضعون، ولكنهم عند الضرورة يتفجرون كالبراكين، لأنهم لا يقبلون الهوان، ولا يرضون بالهوان لإخوانهم في أيّ جزء من الوطن العربي الكبير.
اليمنيون فقراء من زاوية الثروة المادية، بسبب فساد نخبهم وعجز حكوماتهم وتفكك مؤسساتهم السياسية وتنافرهم وإهدار طاقاتهم في الصراعات العبثية الممولة، ووقوع بعضهم فريسة للقوى الخارجية، ولكنهم أغنياء روحيًا ومفعمون بالرجولة والشرف. اليمنيون يجوعون ويتلوَّن ويئنون، ويُقْتَلُونَ، ولكنهم لا يستسلمون.

اليمنيون ليسوا شعبًا رخيصًا قابلًا للبيع والشراء في سوق النخاسة، كما يتوهم حكام الدول الإقليمية المتورمون بالثروة والحماقة والعمالة للقوى الإمبريالية والصهيونية.
وهنا أجدُ نفسي مضطرًا، نيابة عن الأحرار في وطني، أنْ أنبه قادة القُوَى الإقليمية المتغطرسين الذين يستهدفون وطني، وأقول لهم:

أنتم أيها الأوباش، يا حثالة التاريخ، يا عبيد الإمبريالية والصهيونية: لا يحق لكم أنْ تحْكُموا على أخلاق اليمنيين من خلال الأوغاد الذين استدرجتموهم وأوهمتموهم أنكم ستحررون صنعاء وستعيدون للدولة اليمنية شرعيتها، وجمهوريتها، ووحدتها، وسيادتها.
لقد صدقكم الأوغاد الأغبياء وتوهموا، بسذاجة، أنَّ صنعاء ستُحرر من الرياض ودبي ومن إسطنبول وطِهران ومن بريطانيا وأمريكا أو من أماكن أخرى في الغرب أو في الشرق. فسقطوا صرعىَ في أحضانكم، وتنكروا لهُويتهم الوطنية اليمنية، وباعوا شرفهم ووطنهم، وهم اليوم على وجوههم يهيمون.
فهؤلاء الأغرار لم يدركوا أنَّ صنعاء لا تتحرر من الخارج، ولكنها تحرر من الداخل. صنعاء تتحر من صنعاء أو من عدن أو من تعز أو من حضرموت أو من المهرة أو من الحديدة أو من ذمار، أو من أي مدينة يمنية، ولكن ليس من مكان آخر. صنعاء تتحرر من قبل الشعب اليمني، وليس قبل من شعب آخر. مع الأسف، الأوغاد صدَّقوكم ووقعوا فريسة سهلة بسبب فائض الغباء لديهم وزيادة المكر لديكم.

والآن عليكم أنْ تعلموا، إنْ كنتم لا تعلمون، إنَّ أولئك الأوغاد، الذين تم تدجينهم بأساليب ماكرة ولمدة طويلة في مؤسساتكم الأمنية، لا يمثلون شموخ وكبرياء اليمنيين.
يمكنكم الإبقاء على هؤلاء الأوغاد، العملاء في إصطبلاتكم، سمِّنوهم، احتفوا بهم وارقصوا معهم إن كنتم قادرين على الرقص، واحتفظوا بهم لوقت الحاجة، واقذفوا بهم في كومة الزبالة عندما تضيقون ذرعًا بهم، فأمرهم لا يعني الشعب اليمني.
هؤلاء الأوغاد، لنا، مجرد عملاء، بلا شرف، لأنهم يتجرون بشرف وطنهم من أجل مصالحهم الضيقة، ولن يتمكنوا من مساعدتكم لكي تبسطوا هيمنتكم على اليمن.

اليمن كبير، أيها الصغار، وليس في مقدوركم الهيمنة عليه، أو ابتلاعه بمساعدة حفنة من المُرْتَزِقَة التافهين. اليمن عِصِيٌّ على الانكسار وغير قابل للهزيمة. اليمن كبير أيها الصغار. اليمن مكتوب في سِفر التاريخ، كل حجر فيه ينطق بالتاريخ، وكل جبل ينظر إليكم بتعالٍ واحتقار، وكل شجرة فيه تهزئ بكم. اليمن ليس طارئًا في الوجود، اليمن ملازم للوجود.

اليمنيون عندما يغضبون يتجاهلون خلافاتهم الداخلية، و ينسون ثاراتهم وأوجاعهم، و يتوحدون، ويتحركون من أية بقعة في وطنهم، من منازلهم ومنابرهم ومعازلهم وحتى من مقابرهم. وتتحرك معهم كل الكائنات التي استوطنت اليمن عبر الأزل، بما في ذلك الجبال والأشجار، والرمال، والماء، والهواء. ويتحول اليمن، بكل مكوناته البشرية والمادية والروحية، إلى كتلة ملتهبة من النار في وجه الأعداء. اليمن كبير أيها الصغار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش