الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفل والتربية الجنسية

أمينة الخربوع
كاتبة من المغرب مهتمة بمجال اللسانيات التطبيقية والديداكتيك واستاذة لمادة اللغة
(Amina Kharboue)

2024 / 3 / 1
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


مما لا شك فيه أن التربية الجنسية قضية حساسة، إذ يجد الكثير من الآباء مشكلة في مناقشة بعض المواضيع الجنسية التي يسأل عنها أطفالهم وهذا الأمر راجع إلى الحياء أو الخجل اللذين لا مبرر لهما، أو لافتقار الآباء إلى معلومات علمية دقيقة تسعفهم على تغذية فضول أبنائهم، مما يدفعهم إلى التهرب وتحاشي تلقينهم المعلومات الضرورية عن الجنس، مما يجعل الطفل يستعين بمختلف المصادر الأخرى من مسلسلات وكتب ومختلف الوسائط الالكترونية والإعلامية، دون توجيه سديد يحتكم إلى العلوم الدقيقة، ويراعي خصوصيته ومراحله العمرية، و إدراكه ووعيه بالقضايا الجنسية على اختلافها.
التربية الجنسية هي عملية توجيه وتعليم علمية تقدم للأطفال –الذكور والإناث- بالتدريج في مختلف أعمارهم، بغية فهم الجوانب البيولوجية، والعاطفية، والاجتماعية، والقيم الثقافية والعقدية المرتبطة بالجنس والعلاقات الحميمية، وتشمل هذه العملية توعية الأطفال بالاختلافات بين الجنسين وبالقضايا المتعلقة بالجنس والغريزة البشرية.
والهدف الرئيسي من التربية الجنسية بناء شخصية الطفل بشكل سليم أخلاقيا وعقليا وجسميا ونفسيا ووجدانيا، مما يضمن نموه في ظروف جيدة، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى محاولة جعل الآباء و المربين على بينة من مفهوم التربية الجنسية وأهميتها ودورها في توجيه السلوك الإنساني، إذ يتوجب عليهم تهيئة الجو المناسب للحوار والمناقشة مع الأطفال، وتشجيعهم على طرح الأسئلة، ومصارحتهم من خلال الإجابة عنها بشكل علمي دقيق، وهو الأمر الذي يسهم في إرشادهم وتوجيه سلوكهم الجنسي.
تساعد التربية الجنسية الطفل على:
الفهم الصحي لجسده: يستطيع الطفل فهم جسده ووظائفه الطبيعية مما يعزز ثقته بنفسه واحترامه لذاته,
دعم القيم الأخلاقية: يتعلم الطفل مجموعة من القيم داخل جماعته مثل الاحترام والمساواة والمسئولية في العلاقة الجنسية مما يساعده على التعامل مع الآخرين وبناء علاقات صحية.
تعزيز الوعي الصحي لدى الطفل: توفير معلومات حول الصحة الجنسية وحمايته من الاعتداءات الجنسية.
التحضير للنضج الجنسي: تمكين الطفل من إدراك التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث في سن المراهقة وكيفية التعامل معها.
ترسيخ منهج الإسلام في التربية الجنسية: يتم ذلك عن طريق تقديم معلومات مبسطة تناسب مستوى إدراك الطفل حول بعض الأحكام الشرعية، وما يجوز وما لا يجوز، فالطفل كائن ذكي باستطاعته تكوين أفكاره الخاصة انطلاقا من تجميعه للمعلومات واحتكاكه بالواقع.
وباختصار فإن مسئولية تربية الأطفال جنسيا بشكل سليم تقع على عاتق الآباء، إذ يجب عليهم تجاوز تلك النظرة الكلاسيكية الموروثة حول الجسد، فالطفل له كامل الحق في التعرف على جسده بشكل صحيح ومبني على قيم أخلاقية تقدس وظائفه البيولوجية الفطرية والرمزية التي تختلف حسب الثقافات والسياقات الاجتماعية، لأن الجسد هو بوابة الإنسان للتعبير عن الأفكار والمشاعر والمفاهيم المباشرة منها وغير المباشرة.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك

.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-



.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان