الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تلعب الروليت الروسي مع روسي

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2024 / 3 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


جميع من كانت لهم خصومة تأريخية مع روسيا أو هزيمة عسكرية أمامها، أتفقوا على تصفيه الحساب معها، عبر تحويل الخلاف حول حياد أوكرانيا الى سبب لأشعال حرب نووية.

والتأريخ الروسي على تقلباته من قيصري الى بلشفي الى رأسمالي حافل بالأنتصارات على القوى العظمى التي كان كل منها يجد نفسه مؤهلا لأخصاع العالم. من الفرنسي ـ الكورسيكي نابليون إلى الألماني ـ النمساوي هتلر، الى السويدي كارل التاني عشر، الى سلاطين بني عثمان.
كل هؤلاء هزموا أمام روسيا.

نابليون الذي أبيد جيشه على مشارف موسكو، زعم أن (( الجنرال ثلج )) هو من تغلب عليه وليس الروس. أما كارل الثاني عشر الذي خسر فنلندا وبلدان البلطيق ومنطقة نارفا التي شيد بطرس الأكبر عليها مدينة سانبيتروسبورغ الحالية، والذي جرب مهانة العيش في ((ضيافة)) سلاطين بني عثمان، فقد حاول تعويض هزيمته أمام روسيا، بمحاولة أستعادة النرويح التي أقتطعتها الدنمارك، خلال فترة لجوئه في الأستانة, فقتل على حدودها ولم يعرف بعد كل هذه السنين مصدر الإطلاقة التي قتلته. سلاطين الأستانة ذاقوا المرارة بدورهم على يد الروس الذين انتزعوا منهم كامل أقليم البلقان بدوله العديدة الحالية صربيا، كرواتيا، موتنيغرو، سلوفينيا، كوسوفو ، مقدونييا والبوسنة، بالأضافة الى بلغاريا، هتلر لم يجد متسعا من الوقت لتبرير الهزيمة ولا أحد يعلم إن كان قد أنتحر قبل اجتياج الجيش الأحمر لبرلين، أم أثنائه أم بعده،.

كل هذه الجهات ومعها بريطانيا، تحد أن الأوان قد حان لتصفية الحسابات التأريحية مع روسيا، تحت شعار الدفاع عن القانون الدولي والنظام العالمي، مع أن تأريخ كل منها حافل باستعمار البلدان الأخرى واستعباد شعوبها، وفي الحالة الأمريكية الأستعباد بمعناه الحرفي، أي العبودية.

روسيا الحالية الرأسمالية ترى محقة أو مدعية، أنها هدف لمخططات إضعافها وتفتيتها للحيلولة دون ما تراه حقا لها، في أن تكون ندا ضمن أنداد آحرين للإمبراطورية المهيمنة حاليا على العالم، الأمبراطورية الأمريكية، وأن أوكرانيا أحد أدوات تلك المخططات أو هي أداتها الرئيسية. وضمها الذي كان وشيكا الى حلف الناتو، كان سيكون نقطة الشروع في المخططات المذكورة. وتقول روسيا أن مطالبتها، التي أزدريت، بحياد أوكرانيا والأمتناع عن ضمها للناتو، تنطلق من مخاوف تتعلق بمصيرها، بوجودها.

أمريكا من جانبها تنطلق من مخاوف وجودية على مصيرها كقوة ترسم مسار العالم، وتتحكم بكل ركن فيه، ومن أن موقعها هذا لا يحتمل الشراكة، ولهذا فهي على أستعداد للدفاع عنه بكل ما أوتيت من أسباب، خاصة وأن هناك ما يمكن تجنيده، من قوى لها حسابات تأريخية مسبقة مع روسيا، وتخشى من طموحاتها. ومعتمدة أيضا على أمتلاكها وأطراف جبهتها، الساعين الى الأنتقام، تفوقا في السلاج التقليدي، مستبعدة لجوء روسيا إلى خيار ((أقتلني ومالك)) أي الخيار النووي الذي يبيد الأعداء ويبيدها معهم؟

وبذلك فأن أمريكا تلعب مع روسيا ما يعرف بلعبة الروليت الروسي، وهي لعبة تحدي بين شخصين يتناوبان إطلاق النار، من مسدس واحد، تعبأ اسطوانته برصاصة واحدة، لا أحد يعرف ستكون من نصيب من، لحين موت أحدهم، فيأخذ من نجا أموال من قتل برصاصة أطلقها بنفسه على صدغه, غير أن الرصاصة في حال لجأت روسيا الى النووي لن تنطلق نحو صدغ روسيا أو صدغ أمريكا ومن معها من المتعطشين الى الأنتقام، بل الى صدغ العالم كله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس