الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاقة العقل العراقي الاتباعي/9

عبدالامير الركابي

2024 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يوم ينقلب الغرب آليا ويعم العالم نموذجا وتفكرا، تتوفر المسببات الضرورية لتبلور الانقلابيه التحولية المقابلة مابعد الارضوية، الامر الذي تهيء اسبابه محاولة الهيمنه التي ترافق الكوكبية مع مايعرف ب" نهوض الغرب"، وتكون خاصية اساسية ملازمه لانقلابيته الارضوية، ووقتها تتكامل اسباب وعناصرالانقلابية الالية، على خلاف مايشيعه الغرب بهذا الخصوص من حجر للعملية المستجدة داخل حيز جغرافي، لمجرد حصول الانقلاب الالي عنده وبين تضاعيفه، من دون اي اعتبار لاحتمالية الامتداد العالمي الاجباري والتكويني الذي تولده العملية الالية ومترتباتها اللاحقه، بما يجعل من الانقلاب الالي عملية من محطتين اولى اوربية واخرى اكتمالية عالمية محكومة لاجمالي تفاعلية وردود افعال الكيانات والانماط المجتمعية غير الطبقية، مع ماتنطوي عليه من احتمالات وممكنات على مستوى الكرة الارضية.
ومن البديهي المضيع وشبه الممنوع اعتما مثل هذا النظر الى العملية الانقلابيه المستجده بصيغتها " العالمية" المتكاملة، بينما تصر فيه اوربا القادرةعلى جعلها محلية اوربية، على العالم ان يتبعها ويخضع لالياتها الافرادية، بحيث يصبح جزءا منها بالقوة، بينما ينظر للمواضع خارج اوربا باعتبارها مجالات ماقبل ثورة برجوازية آليه، محكومة بالذهاب اليها، الامر المخالف كليا للحقيقة بابسط اشكالها، لابل وماينطوي على معاكستها فالغرب "عالميا/ استعماريا" ليس الغرب الذي انبثقت فيه الاله، ولايمكن ان يستمر كما كان ابان انبجاسها المصنعي، بينما يتحول الى جزء من عملية شاملة لها الياتها المختلفة، ودينامياتها الخارجة عن حكمه وسيطرته النموذجية والتفكرية التي يريد فرضها باصرار.
ويكفي تاكيدا لهذه الناحية الجوهرية المغفلة، النظر الى ماحدث في روسيا ومعها بلدان ماعرف ب "المعسكر الاشتراكي والصين" مع بدايات القرن العشرين، واثر الانقلاب المذكور على اوربا الكلاسيكية، مع تحول العالم الى معسكرين مصطرعين ضمن نفس سياقات الانقلاب الالي وبرغم وحدتهما في الجوهر، مع اختلاف نوع التسلطية الاكراهية النموذجية الروسية من دون مقاربة الجانب الخاص بتجليات النزعة الحيوانيه في الكينونه البشرية "الانسايوانيه"، وقد تجلت في الميل المحموم الى استعمال الانقلاب الالي الى وسيلة للهيمنه على العالم، ومحو ماعداها نموذجا ونوع وجود مجتمعي وهو الجانب الاساسي غير الملحوظ ولا المقارب باي درجة كانت في تفسير الدوافع الحاكمه للعملية الهيمنيه الغربية الالية، حيث التضارب الاقصى بين مايعد "تقدما" انقلابيا، وبين نزوع السيطرة حيث اكثر الخاصيات بدائية وتاخرا.
وهنا ننتقل نحو حيز لاوجود له تداولا، ولا مجرد تخيل، لاننا نكون وقتها قد انتقلنا لعالم اخر ونوع سردية مختلفة للوجود، تقفز خارج المعاش المعتبر على انه الحياة، لتذهب الى مابعدها باعتبار القائم والمعاش اليوم، مجرد محطة ترقوية نشوئية عقلية متعدية للجسدية، وقعت محطتها الاولى مع الانتصاب واستعمال اليدين من قبل الحيوان بصيغته الاخيرة اللبونه، ليدخل الكائن المذكور من يومها طور العقل/ جسدية اللازمة والضرورية حكما، قبل تحقق الانقلابية العقلية الثانيه، حيث تحرر العقل من وطاة الجسدية والانفصال عنها، الامر الذي لم يكن قد خطر على بال "الانسايوان" الذي يظل يتغنى ب "العقل" وانبثاقه، معتقدا ان ماقد حازه وحصل عليه، ويعتبره ميزته الكبرى، هو المنتهى والمحطة الاخيرة، الامر المتفق مع حدود المتاح والممكن عقليا بظل حقبة ( العقل الجسدي) الراهن، حيث متبقيات ومتعلقات الهيمنه الجسدية الحيوانيه الطويلة، بعد عشرات ملايين السنين من عمر الحيوان ومحطاته.
واذ يسعى المنظور "الانسايواني" الالي الى تكريس سرديته ورؤيته للالة وموقعها من سياقات واليات التطور المجتمعي، فالالة بتحوراتها وبما تتسبب فيه من تسريع غير عادي للاليات المجتمعية، تذهب الى الافصاح عن طبيعتها الفعلية مابعد "الانسايوانيه"، باعتبارها محطة انتقالية اخيرة، سائرة باتجاه الكائن "العقلي"، مع الانبثاق العقلي الترقوي الثاني، المتحرر من وطاة الحاجاتية الجسدية، الامر الذي تختص بالافصاح عنه المجتمعية اللاارضوية تحت وطاة الاصطراعية التي يولدها الحضور الغربي، مع سعية الافنائي للكيانيه الازدواجية المتعدية للكيانية الرافدينيه مابين النهرينيه.
هكذا تتسبب الالة بعكس ماتريد الايحاء به وفرضه على يد الارضوية، في احضار الازدواجية الرئيوية للوجود مجتمعيا، فاصلة بين رؤية اولى ابتدائية مجتمعية مابين نهرينيه تالهية سماوية، واخرى ارضوية ترى المعاش حياة نهائية مغلقة، مايعني كون الالة توجد انتقالية عقلية مابعد انسايوانيه، يراها الارضويون قصورا بنيويا، ارضوية انتاجوية، الامر الموكول للحظة استثناء خارقة، انتقالية دهرية من نوع واعلى اهمية من لحظة انتقال الكائن الحي الحيواني الى "الانسايوانيه" بما هي محطة انتقالية الى الانسانيه العقلية.
واذ يكون العراق حين الاصطدام المباشربالغرب قد امضى اكثر من ثلاثة قرون من تشكليته الراهنه الثالثة، ودورته الانتقالية الكبرى بحال التشكل ضمن الاشتراطات التقليدية السابقة على الالة، فانه يسقط ابتداء امام ذاته، ومع وطاة الافنائية التي تسلط عليه من قبل الغرب ونموذجيته، الا انه لايجد بين ظهرانيه وقتها من هم محصنين ضد منظورها او مهياين للامتناع عن النظر لذواتهم بعين غيرهم، مادامت ذاتيتهم غائبة غير مكشوف عنها النقاب، فيتحولون الى قوة مسانده للعملية الافنائية الالية الغربية، يقبلون مفهوم الكيانيه "الوطنيه" ويتخيلونها مطبقة على نوع كيانيتهم الضد، المختلفة اصلا نوعا ونشاة تاريخيه ككيانيه ازدواج متعدية للكيانيه، متطابقة مع طبيعتها، نوعها متعد للجسدوية الحاجاتيه.
كل الشروط كانت تقول انه لامهرب من المرور بفترة من الانتماء التفكري للاخر الساحق والمدمر للكينونه اللاارضوية الازدواجية الرافدينيه، يضطلع بها نفر من النتمين للبرانيه ومتبقياتها، خارج بؤرة التشكل اللاارضوي، من ثلة من الارضويين المتوافقين طبيعة مع المستعمر الافنائي، بانتظار ولادة مايعرف ب "الحركة الوطنيه العراقية" المؤجلة والمنتظرة، وهذا ماسيكون موضوع تناولنا القادم، مباشرة بعد الانتهاء من المعالجة الراهنه في الحلقة الاخيرة القادمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل