الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((طوفان الأقصى/1)) ؟!........ نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!))

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2024 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في المداولات والتحضيرات التمهيدية لإنشاء "وطن قومي لليهود" على أرض فلسطين العربية، بناء على الوعد ـ أي، وعد بلفور ـ الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا أنذك (آرثر جيمس بلفور)، للقطب المالي اليهودي "روتشليد" عام 1917. في حينها دارت مناقشات طويلة بين أطراف ذلك المشروع الاستعماري قلبته على كل الوجوه، وعلى الأخص منها مبررات قيام مثل هذا الكيان الغريب في المنطقة وعن موقف اهل أرض فلسطين الاصليين ـ أي العرب الفلسطينيون ـ من هذا الكيان الغريب الذي سيزرع في أرضهم. وحاولت تلك الاطراف ايجاد مبررات دينية واخلاقية لمشروعهم المعد، لسلب أرض شعب ومنحها لـ (مجموعة بشرية دينية) غريبة ـ اليهود ليسوا شعباً بل دين سماوي كما تقول الحقيقة وكما يقول مؤرخون كثيرون، ومنهم المؤرخ "الاسرائيلي" (إيلان بابي) ـ كما حاولت تلك الاطراف استشراف المآلات، التي سيأول إليها مشروعهم هذا في النهاية ؟
وقد خلصت تلك المناقشات باختلاق جملة خرافات بعضها دينية كـ: "أرض المعاد" و "هيكل سليمان"...الخ، ومبررات اخلاقية مثل: ((أن فلسطين أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض/ أي اليهود))، وهذا يعني أن (فلسطين ـ كما يزعمون ـ كانت أرض خالية وليس فيها شعب!!)).. وكثير من المبررات المشابهة لهذه!!
وكان اختلاقهم لكل تلك المبررات الدينية والاخلاقية على حد سواء لغرض تسويق مشروعهم، وتهيأت الارض لإخراجه إلى العلن، وتطبيقه عملياً على أرض فلسطين العربية.. وكانت كل مبرراتهم في حقيقتها عبارة عن محاولة لتبرير جريمتهم هذه، ولعقلنة ولتسويق ذلك المشروع الامبريالي الاستعماري في المنطقة والعالم، وتبيض وجهه الأسود ووجه اصحابه الأشد سواداً، وبطريقة خداع للنفس لتطمينها وخداع الآخرين أيضاً.. فخداع النفس تم بنظرية سخيفة حول الفلسطينيين .... تقول:
 إن ((كــبــارهــم يــمــوتـــون .. وصــغــارهــم ســيــنــســـون!!)) أي، كبار وصغار الفلسطينيين!!
****
وبعد احتلال بريطانيا لفلسطين اثناء الحرب (الأوربية) العالمية الأولى، بدأت هذه الدولة الاستعمارية العريقة بتفصيل وتفاصيل إنشاء ذلك "الوطن القومي المزعوم/ لليهود" في فلسطين العربية وبدأت الهجرات اليهودية إليها تترى، وبدأت معها وفي الوقت ذاته مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لذلك المشروع الاستعماري، أي، منذ أكثر من قرن من الزمان وليس منذ عام 1948 فقط!
وكانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها كأية مقاومة شعبية أخرى تبدأ صغيرة، ثم تنمو وتكبر وتتبلور مع مرور الأزمان وتعاقب الاجيال.. وببدأ المقاومة الفلسطينية المدنية والمسلحة ضعفت أو تضعضعت نظرية: ((الكبار يموتون .. والصغار سينسون!!)) وأخذت تفقد بريقها ومصداقيتها!
صحيح أن النصف الأول من النظرية أخذ يتحقق.. فكبار السن من الفلسطينيين أخذوا يموتون فعلاً ويتلاشون الواحد تلو الآخر، وقلوبهم معلقة بفلسطين وعيونهم ترنو إليها، إلا أن النصف الثاني من النظرية مزقته الاجيال الفلسطينية المتعاقبة وذرته ادراج الرياح، بعد أن اصبح كل جيل فلسطيني يأتي إلى الدنيا يتعلق بفلسطين أكثر وأكثر، ويضحي بحياته ودمه من أجلها أكثر وأكثر، فتعاقبت الاجيال الفلسطينية المقاومة والمضحية، حتى وصلت إلى جيل "طــوفــان الأقــصــى" والــقــتــال من "مسافة صـــفـــر" !!!

وبين صفر وصفر تتلخص قضية فلسطين وحكاية أمة بكاملها.. بين صفر خيالي: تصورته تلك النظرية البائسة ـ أي انعدام مقاومة شعب فلسطين لمشروعهم ـ وصفر واقعي جسده القتال من "مسافة صفر"، الذي جسده شعب فلسطين على أرض فلسطين بصموده الاسطوري وقتاله الاعجازي في هذه المعركة، التي تعد أطول حرب عربية مع الصهاينة دامت لخمسة أشهر لحد الآن، وبتضحيات جسيمة فاقت حدود التصور والمعقول، وهذا راجع في جزء منه إلى طبيعة المشروع الصهيوني الفاشي الدموي وعدم احترامه لحياة الانسان، وفي جزئه الآخر يعود إلى أن حروب التحرير الشعبية وحروب الاستقلال، لا يتحقق النصر فيها على القوى الغاشمة من الاستعماريين الغزاة إلا بتضحيات الجسيمة :
 فالاتحاد السوفيتي السابق: دفع عشرة ملاين شهيد للانتصار على النازي والنازية!!
 وفيتنام : قدمت أربعة ملاين ضحية لتحرير البلاد من الاستعمار الامبريالي الأمريكي!!
 والجزائر العربية: دفعت مليون ونصف المليون من الشهداء حتى حققت النصر وحررت نفسها من الاستعمار الفرنسي البغيض!!
 أما في فلسطين : فلا يعرف بالضبط كم دفعت من الشهداء لحد الآن على طريق حريتها الطويل هذا، لكنها في غزة وحدها قدمت لحد الآن ما أكثر من الثلاثين ألفاً من الشهداء وما يقارب الثمانين ألفاً من المصابين واعداد لا تعرف من المفقودين تحت الانقاض، كما أن معظم أراضي غزة نفسها قد سويت بالأراض وضاعت معالمها الرئيسية!!
ومع أن التضحيات الفلسطينية، وعلى مدى قرنٍ كامل من الزمان حتى وصلت إلى الجيل الذي حقق معجزة "طوفان الأقصى" لا تعرف بالضبط،، إلا أن مما لا شك أن الجيل الذي حقق معجزة طوفان الأقصى، ستعقبه حتماً أجيال متعددة حتى تصل حتماً إلى جيل التحرير الكامل لأرض فلسطين، من "البحر إلى النهر"!!!
وعلى طريق التحرير هذا لا يعرف كم ستدفع فلسطين من الشهداء والدماء للغرب الامبريالي ولصنيعتهم "إسرائيل" وقادتها العنصريين الفاشيين القتلة، كي تحرر وطنها وتستعيد حريتها المصادرة وشخصيتها المحصنة ضد الـــفـــنـــــاء الذي يعد لها في جهات الأرض الأربع!!

فكل ما جرى وكل ما يجري الآن أو سيجري في المستقبل كذب ويكذب نظرية:
أن "الــصــغـــار ســـيـــنــــســــــــــــون" ....
بل هم الذين سيحررون فلسطين "من البحر إلى النهر" ..
وسيخرجون للعدو من حطام غزة ومن أرواح شهدائها وأنين ثكلاها، وبالتحديد من ايتامها أبناء الشهداء الذين بلغوا عشرات الألاف!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله