الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُجَنَّدُو آلوُجُودِ

عبد الله خطوري

2024 / 3 / 2
الادب والفن


وفي السماء أحلام معلقة ورذيذات من زلال تنتظرُ كمضمَضَةٍ تُلاكُ، كحَسحَسة آلصباح، كوسوَسةٍ تُحاكُ، كحَشْرجَةٍ تُسِرُّ هوًى أخيرًا، مِنَ آلْحَبَابِ تَرْشُفُ آخرَ آلعثرات تَحْتَضِرُ .. وفي مسام حُبيبات آلأنواء حَسيسُ أحلام تحلق بحياء في لُحَيْظات آحترقتْ، فنمتْ مِن رماد آلْجمار وَجُنُونِ آلْعَبير ... وَدُونَ كَلل، تُلَمْلِمُ مَطَرِيّةَ آلأعمار يَدٌ فَدْعاءُ تَزَلزلُ ترتعش على مَرْأَى نُجَيْمَاتٍ ضَلِلْنَ هناك في آلرّمَقِ الأخير ... وفي آلنهاية أو في آلبداية أو ما بينهما طيف شفيف غير مرئي جزء منا يعيش فينا ينفصل عنا يتوغل يتغلغل نُحِسّه لا نفهم هَسيسَه كمثل جمرة باردة أو حارة تسكننا علينا في لحظة ما نرويها قبل تَرْمي رِئتُنا رِئتَها نفثةً من زفرات حياتنا هوووف نلقيها دون تفكير دون روية دون إمعان عقل دون قلب دون إحساس في سديم مجالات مُشرَعة على أحلام كأوهام محال تنوس رعناء بين حياة وموت تالفة في رحم برزخ نولد ولادة مخرومة وتنتهي حكاية العته لتبدأ من جديد نلفي هدهدات زائغة كبلاسم صباحات حِسَانِ كسَحابات بائرة يُنَشِّرْنَ آلمَنَاوِحَ وآلْعَزَاءَ لتنهمر آلسماء ...

الزمن .. الذاكرة .. الولادة .. الحلم .. الواقع .. اللاواقع ... عوالم تتشظى في حيواتنا تصيبنا بالفصام .. البياض .. الفراغ .. الصمت .. قد تَتعايَـش مـعَـها وفيها بعض الكائنات التي تتجاوز ما يسمى (العقل) .. أقصدُ كينونة الطفل وماهية المجنون اللَّذَيْنِ يتشكل عصابهما من مُعطيات نفسية لا فيزيقية؛ لذلك فإن تجمعات الأنام آخترعت وسائل لتطويق هذيْن الكائنيْن وحصارهما كي لا يفلتا من زمام الزمن كي لا تنتشر العدوى بين الناس .. فألـقِـيَ الطفل في عِقَالِ وحصار سُمي ب (المدرسة)، وألقيَ المجنون في مارستان الأمراض العقلية .. بيد أن المبدع يحتاج خصالهما من أجل حالة صَفــاء يبدع فيها رُواءً ما منفلتا من المادة وجاذبيتها ... من هنا، يمكن فهم تلك الحالة التي يتعمد ممارسو الجنون تجسيدها في معايشتهم الناس بسلوكات تبدو لأهل (الواقع ) غريبة، غير أنها جوهر الوجود عند الكائن الذي يمكن وسمه بالاستثنائي مقارنة مع أغلبيةٍ ساحقة آختارت تنخرط في لعبة الزمن طواعية أو كرها تركت له زمام الأمور يفعل بها ما يشاء ... الزمن المتوالي المتعاقب الخطي من .. إلى .. "ماهية " مبهمة تتضمن متاهات وجود وعدم .. ثبات وحركة .. روح وجسد .. نسبي وإطلاق .. وحدة وكثرة .. حضور وغياب .. إقرار ونكران .. إيمان وإلحاد .. حزن قلق فرح ضجر انتظار عزلة ذوبان وآنصهار ووو ... كل شيء ولا شيء .. فهل في نهاية المطاف أو في بدايته تغدو مصائر مجندي آلوجود مجرد جذوات فقاعات تهاوى على مهل بخدر لذيذ نحو هاوية مغرية تجذبها، فترخي لها العنان مستسلمات لحلم تتوالد فيه الأحلام دون نهاية .. هل .. هل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ