الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 80

آرام كربيت

2024 / 3 / 2
الادب والفن


كل الكائنات متماهية مع الطبيعة إلا الإنسان
أغلب الكائنات يخلدون إلى الصمت والنقاء الداخلي، إلا الإنسان.
ففي تحويله اللغة إلى دلالات ورموز وإشارات مختلفة، انفصل عن ذاته، وذات الطبيعة، امتلأ رأسه ودماغه وعقله بالضجيج الصاخب.
اليوم، وبعد انفصاله عن الصمت والخلود، مضى يبحث في ذات الضجيج عن ذاته الضائعة

البكاء لا يفيد
لا تبك، كفى بكاء، ودع هذا القرف، ولا تعلن عن مصيبتك، الآخر مشغول بنفسه، بقرفه، بسكره وخراءه وقذارته.
أنت تظن أن العالم سيهتم بك لأنك على حق، هذا وهم، لن يتعاطف مع مصيبتك إلا أنت او امتلكت القوة والمكانة والتأثير والنفوذ.
ضع الخطط، نظم حياتك، ازرع لتقطف ثمار تعبك.
لماذا لم يخطط أهل غزة لمثل هذه الأيام، كل عائلة لديها عشرة أطفال أو أكثر، هؤلاء الأطفال الصغار، أطفالكم، لماذا سيموتون أمام عينك، أنت في صراع وجودي مع عدو لك، لماذا لم تبن ملجأ، لماذا لم تجهز نفسك لمثل هذا اليوم، وأنت تدرك أن العرب كلهم لا قيمة لهم، ولا لأنفسهم بقرش واحدة في الحسابات السياسية والعقلية والاجتماعية.
الإنسان العاقل يخطط لبناء حياته تحسبًا للكوارث، وفي أقسى الظروف ليكون مستعدًا لها، والشواهد كثيرة.

المتمرد
المتمرد كائن أعزل غير معترف بتمرده في أي مكان ولا توجد جهة تحمي وجوده أثناء الصراع، أنه كائن هامشي، لأنه يملك سلطة، ولا قوة، ولا أذرع تحميه وتشد من أزره.
إنه نكره سياسيًا في جميع الحضارات السابقة، وفي زمننا الحالي، مثله مثل الثقافة .
المتمرد كائن أجرد، أرضه قاحله لا زرع فيها، ولا نبات، سماءه جَرْداءُ لا غَيْمَ فيها.
هذا الكائن المنفصل عن الواقع لا يملك المفاهيم والمصطلحات والحدود الذي تسنده أو يستند عليها أو يعوم عليها للوقوف في وجه العواصف.
إنه نبيل كدون كيشوته، يقاتل وحده دون سيف وعلى لا أرض.
كتبت مرات كثيرة أن السلطة مسلحة بذاتها، تملك ذاتها، ومعارضتها منسجمة مع نفسها، أما المعارضة كمفهوم ميتة سريريًا لأنها دون سلطة، والمرجع الوحيد لها هو أن تأخذ مكان السابق لها.
كل الثورات قامت من أجل امتلاك السلطة، الهامشي والمتمرد، وبعد تقبيل أقدام السلطة يبدأ الضرب بسيفها.
كل البشر قاتلوا من أجل امتلاك القوة، السلطة، لإعادة إنتاج السلطة ذاتها بحلة جديدة.
لهذا سؤالي يقول:
أين البديل عن السلطة غير السلطة ذاتها؟
كلنا نلعب في ملعب السلطة، وحسنًا فعل الغرب أنه ساوى بين الحكومة والمعارضة، لأنهما وجهان لعملة واحدة.
إلى اليوم لا يوجد سوى السلطة، نحن نلعب في ذات الملعب، يذهب جلاد ويأتي جلاد جديد، واحد مبروز واخر دون برواز، وهكذا، وكلهم يدوسون على رأس الإنسان.
الفرق بين جلاد وآخر هو في الشكل وليس في المضمون.
هنا جلاد بطقم عصري وهناك جلاد عاري دون ثياب.
الثورات تعيد إنتاج القهر بحلة جديدة.
تجربة بلادنا، إيران، كمبوديا، الصين، روسيا، امريكا، فرنسا، كلهم يدورون في فلك السلطة، والسلطة عماء موت وفناء واداة تشيؤ، وقتل للحرية والسعادة، ولم يخلق الإنسان بدائل مفهموية مختلفة تناهض السلطة.
نحن نعيش في مقلب سيزيف، ندور في الدوامة ذاتها.
ليس لدى المتمرد الوجداني سوى الشحادة، والتقاط فتات الخبز من على التنانير.
النظام العالمي القائم هو سلطة عالمية مهيمنة على الدول، أنه القطب الأوحد متعدد الوظائف، المسيطر على الشعوب والمجتمعات في العالم كله.
أنا مؤمن أن هناك تحولات قائمة، وستتطور، وسيطرأ تحول نوعي عميق جدا في داخل بنية النظام كله، هذا التحول هو المغما، النار الخالدة في داخل عالمنا.
الحل جمعي على مستوى العالم كله، التمرد الفردي انتهى، بل هو انتحار، دون نضوج الواقع الموضوعي لا يمكن ان تتم النقلة النوعية والتحول.

الطبيعة سيدة الشهوة
عندما تغرس الطبيعة الشهوة في المناطق الخصبة منهما، الذكر والأنثى، وتدخل في أعماقهما، وتشغلهما، وتمنحهما سعادة مقيدة بقيودها، ليس حبًا بهما أو نكران للذات، أنما حبًا بنفسها.
أنها تريد أن تتسلى بهما، تلعب بهما في متوالية دائمة، وفي تكرار لا يعرف التعب أو الملل أو الخنوع أو الخضوع.
الطبيعة بحاجة إلى ونيس يبدد عنها الكآبة والحزن، ولادة هون، موت هناك، فيضان هون، زلزال هناك، وحرائق، وقتل، وحروب وخراب وعمران.
انتجت اسوأ كائن، عاقل، حسب توصيفها، ونسبته لنفسها، من أجل تنفيذ برامجها القذرة، كتمييع الواقع والحط من قدره، وتضليل نفسها ونفسه لاستمرار العبث.
يقولون أن العضو الذي لا يعمل يضمر، هذا الشيء تعرفه وتدركه جيدًا، وتستمتع بالسخرية منه، وهذا كمان شغل وفيه حركة متجددة من أجل البقاء الدائم.

لولا الملمس فإن العدم هو الأبقى
الشيء الوحيد الذي يوحي إننا موجودين إن ملمسنا محسوس، إذا لا نلمس ونحس بملمسنا فأن العدم سيلاحقنا، أو سنذهب إليه عبر التجريد العقلي.

هل التنميط هو مدخل إلى الحرية؟
المجتمع المنمط في النظم الديمقراطية هو اسوأ من المجتمع القابع في النظم الاستبدادية.
التنميط، هو الغلاف الظاهر والباطن الذي وضع الإنسان في القيد المحكم دون أمل في الخروج منه.
هل استطاعت الديمقراطية السياسية أن تخلق إنسانًا اجتماعيًا حرًا من الداخل، مجتمع منفتح قابل للتشكل بعيدًا عن وصاية الدولة؟
هل يمكننا الوصول إلى الحرية دون تغيير السلوك الاجتماعي المنمط العاجز عن الخروج من القوقعة؟
الا يوجد علاقة بين السلطة والحرية، تناقض وتوافق، أليس التنميط في المجتمع الديمقراطي جعل الناس تهرب من الحرية واللجوء إلى السلطة للبقاء تحت سقفها دون رفض، مقابل الأمن والأمان ورفاهية شكلانية لا تغني ولا تسمن؟
هل غير النظام الديمقراطي السلوك الاجتماعي وقاده إلى الحرية بالمفهوم العام؟
حتى ماركس عزز مفهوم التنميط في قراءات للمجتمع البرجوازي ونقيضه اقصد الفئات الأدنى على أنهم كتلة واحدة بعيدًا عن البعد النفسي والسلوكي.
لقد نظر إلى المجتمع كوصي، من فوق نظرة عامة خلوصية دون الدخول في التفاصيل للفروقات بين الناس من كل الجوانب.
الحرية والسلطة، مفهومان يلتقيان في صلابة في العمق، ويختلفان في الشكل، أحدهما يكمل الأخر.
تلجأ الحرية إلى السلطة لتنفيذ أجندتها، فتتبادل مع السلطة العلاقة والاستمرار.

السعادة هي للكائنات اللاواعية
البحث عن السعادة كالبحث عن الحرية أو الخلود أو الحقيقة.
السعادة مركونة في بيتها البعيد، في مكان آمن لا تصله الأيدي العابثة.
كائن مثلك، من سلالة العبيد، لا يستطيع الوصول إليها أو الاقتراب منها أو مسها أو الجلوس في حضنها أو معها.
ما دمت إنسانًا مستلبًا، مقيدًا بصخرة سيزيف، فأنت كائن شقي، تبحث عن ذاتك الهاربة في بيت اللأجدوى.
كل الكائنات سعيدة في لحظة الوصول إلى الحقيقة، في استقرارها في وعي الطبيعة والكون، إلا الإنسان، فوعيه خارج وعيها.

الوعي هو المدخل للألم
ولدت الحياة من الألم، به تعمدت وارتقت وتحولت إلى كائنات حية نابضة بالحياة.
من لم يعش الألم وقسوته وجراحه لا يمكنه معرفة الحياة على حقيقتها.
إنه المدخل إلى معرفة الطبيعة والخوف عليها والبحث عن حمايتها و إنقاذ من عليها.
الذي عاش الألم، وخبره، وعجن دمه به، حولته التجربة المرة إلى كائن رقيق ناعم خائف على مصير هذا العالم وكائناته.
الديوث القابع على جبل من المال، وعلى كتل من السلطة العمياء، لا يمكنه أن يحس أو يشعر أن ما يحدث حوله سيدمره في يوم من الأيام في انتقام طبيعي لما يفعله.
إن للقدر أبواب مفتوحة على الريح يمكنه أن يهب متى آن الأوان.
نقصد هنا الألم الممركز على ذاته، المنتج للروح النقية.
إن وعي الألم، كوعي الكائن العاقل بالحرية.
إن الحيوانات أيضًا تتألم، بيد أنها لا تدرك معناه، ولا تعرف كيف يمكن تحويله إلى عمل إبداعي أو محاولة تحويلة إلى فعل إيجابي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا