الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرحي باسم قهار

اسماعيل شاكر الرفاعي

2024 / 3 / 2
الادب والفن


واحد من رموز الثقافة العراقية الذين لم يتوفر لهم مكان ثابت للابداع في بلاد الولادة ، بعد أن حوّلت الحروب : المكان الكبير إلى مكان طارد ، فانتقل بابداعه عربياً ( عمان ، دمشق ، القاهرة ) مسهماً بالتأسيس لثقافة عربية ذات توجه نقدي احتجاجي ...

الابداع فعل فردي ، لا شك في ذلك ، ولا يستطيع فعل الانتساب إلى اتحاد فنانين أو كتاب أن يحل محل الموهبة : فيمنح او يبيع المواهب لاعضائه ...

بسبب من ثقافة الحاكم العربي ورؤيته الماضوية : عاش اهم المبدعين العراقيين وكتبوا نتاجاتهم الإبداعية خارج العراق من : غائب طعمة فرمان إلى باسم قهار ، مروراً بنقل مثقفي العراق عام ١٩٦٣ بشكل جماعي بقطار الموت إلى الصحراء لاعدامهم . لكي يتشرب الموهوب الاسئلة المتحركة في بلاده : لا بد له من العيش والتعايش فيه ، لكن الحاكم العراقي منذ تأسيس دولة العراق الحديثة ١٩٢١ ، كان وما يزال مشطوراً الى رأس وجسد لا تفاعل بينهما : الرأس مأخوذ بمقولات الماضي الزراعية التي تمثل ثقافة الغزوة أعلى مستوى أخلاقي لها : من حيث إضفاء الشرعية القانونية على نهب ممتلكات الآخرين ( الآن نهب واردات الدولة ) ، وإضفاء الشرعية الأخلاقية على اغتصاب النساء واستعباد الاطفال وبيعهما عبيداً في أسواق النخاسة ، بأوامر من الله ...

لم يتقيد باسم قهار بموروث مقولات أجداده الزراعية ، وينتمي الى عالم العنف وثقافته السادية ، الذي بدأ بالانتشار منذ أصبحت الميليشيا ( فتح ، قبل أن يتم كسر ظهرها في أيلول الأسود ) هي زعيمة التحرير ، والمنظرة الثقافية رقم ١ ، وبدأ تراجع " أنظمة مجالس قيادة الثورات " التي نصبت نفسها بانقلابات عسكرية قائدة للتحرير والتنظير الثقافي ، تمرد باسم على رؤية العنف التي سادت ولم يستمر في مهزلة الحرب العراقية الإيرانية التي تواجه فبها التطرف الشيعي باجلى أشكاله ، مع التطرف السني بشكله العروبي لثمانية أعوام : لم يحقق فيها أي طرف أهدافه المعلنة ( فلم يسترجع صدام وحزبه نصف شط العرب الذي أهداه بنفسه إلى شاه ايران في اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ ، ولم تحقق ايران هدفها المعلن من تصدير الثورة بإسقاط نظام حكم صدام وحزبه ، فالبست شعار تصدير الثورة لبوس : المقاومة ، ونجحت فيه إلى حد كبير ...

فرحت كثيراً للثقافة العراقية أن تذهب لتحاور الخارج بمسرحية : " برتقال" لكاتبها الطليعي : باسم قهار . فحوار هذه المسرحية الطليعية ليس غريباً على عالم : بيكيت ، الذي لم يكن عالم انتظار بل عالم اسئلة : كف عالم الانتظار المشرقي منذ زمن طويل عن طرح الاسئلة وارتضى النوم على مخدة المبعوث الإلهي بصيغته السنية أو الشيعية ...

لا أتحدث عن المسرحية المترجمة إلى الفرنسية ولا عن مسرحيات باسم الأخرى ، فهذا ميدان أتركه للمختصين في عالم المسرح من حاملي شهادات التخرج من معاهد الفنون الجميلة ، أنه يحتاج إلى بروز حركة مسرحية لم توجد ، ولم تتأسس في العراق ، ولم يصنع الظواهر المتتابعة فيها كتاب مسرحيون حتى خمسينيات القرن المنصرم . لكن من زاوية نظر أخرى ( من زاوية انتشار الرأسمالية ووجهها المعولم : الاستثمار ، وما يرافق هذه الحركة من تحديث لجوانب الحياة في العالم الثالث ) لا تتأسس حركة مسرحية قبل أن يتأسس جمهور من النظارة : يمكن للمساهمة الاخراجية - بعد النص المسرحي - أن تمنحه الفرصة على التطهر من ادرانه ، وطرح الاسئلة الشاملة من دون خوف من تابو أو مومياء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع