الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملائكة وشياطين !

سلام ناصر الخدادي

2024 / 3 / 3
كتابات ساخرة


كثيراً ما تعصفُ بحياتنا حوادث وإشكاليات و(خربشات) ، بعضها مؤذٍ حاد ، أو موجع حدّ الآه .. وبعضها يمرّ بكَ كجرحٍ بسيطٍ لا يتركُ أثراً رغم ألمه !
بينما نرى البعضَ الآخر ، ينبشُ بالفضلاتِ .. بحثاً عن حبوب !!
ويبـحـثُ عن عـزاء .. لـكي يشـبع لـطـمـاً !
ولأن الجميع يحبُ المشاركة .. خصوصاً في (حـلّ) المشاكل !!
ولأن معظمهم يفتون ! ويقرأون الغيب ! ويفقهون في كل الأمور ! ماشاء الله عليهم وبيت هيي يحفظهم !!
فأصبحوا يملون علينا وجهات نظرهم ! بكل سذاجتها وتفاهتها !
وأصبح تداولها رغم سطحيتها ، (تحصيل حاصل) بسبب الفراغ الثقافي والمعرفي وقلة الوعي الذي نعيشه !
وأيضاً .. لأن الساحة الكبيرة ، والمساحة الواسعة من الحريات المسموحة ، أتاحت لمن هبّ ودب .. أن يصدر (بياناً) حتى لو كان سيئاً أو يخوط بصف الاستكان !!
ومن حقه أيضاً ان يصدر (فتوى) ! وأن (يقرقر) عفواَ يقرر !! مادام الوضع حسب وجهة نظره ، فالتوه !
ولا من محاسبٍ ولا من رقيب ولا ضمير !!
ولأننا نريد شماعة نعلّق عليها سيئاتنا .. فإننا نصب جامَ غضبنا على الشياطين الذين (عكّروا صفونا) ! ومزقوا وحدتنا الصلبة ! وزرعوا الفتنة بيننا !! وأثاروا المشاكل ونحن في غنى عنها !!
بينما ، نحن أبرياء من الترويج لأفعالهم ! والتصفيق لهم ! وأبرياء من نقل كلامهم ! واجترار شائعاتهم ! والركض حفاة خلفهم وتمجيد شعيط ومعيط !!
ومادام الوضع هكذا .. فمن البديهي أن يظهر هؤلاء متقمصين دور الملائكة ! بنصائحهم ومواضيعهم المتسامحة ! ودعواتهم حاسري الرأس لإصلاح حالنا الميؤوس منه !!
وتتوالى علينا الملائكة ببركات سماحتهم ، وسمو ارواحهم التوّاقة لإصلاح ذات البين ! وتمطر علينا مواعظهم بكل براءة الأطفال !!
فنجد هذا الملاك يهدّأ ، وذاك يصلي من أجلنا ! وهذا يبكي ويقطّع ملابسه البيضاء النورانية ألماً وحزناً لما وصلنا اليه !
بينما نجد ملاكاً آخر .. يذرفُ الدموع دماً وهو يدعو ويتمتم ويرمم ما تهرّأ وتشقق !!
ولكن الأنكى من كل هذا ...
نجدُ بعضَ المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل بالدين ورجاله .. قد حشروا انفسهم مع الملائكة والمصلحين !! وأدلوا بدلوهم أيضاً بكل ما يحمل من اساءات !! ينصحون ويعظون ! وليس (يعضّون) !! .. عفية !! عفية !!
لـمَ لا ؟؟ أليس من حقهم ان يكونوا ملائكة في زمن الشياطين ؟؟
ألا تـبـاً وسحقاً لكل شيطانٍ أثيم !
والسؤال الكبير الذي يدور (ويفتر) براسي :
مادام لدينا هذا الكم الكبير من الملائكة ..
مادام لدينا هذا الكم الكبير من الوعّاظ والمفتين ..
مادام لدينا هذا الكم الكبير من المصلحين والساعين للخير ..
فما بالنا نسمح لـ(شكم) شيطان ، أن يعكر صفونا ؟؟
لماذا هذه العواصف تفتك بنا ؟؟ والمشاكل أرعبتنا ومزقت وحدتنا ؟؟
لذا .. أدعوا جميع الملائكة ، أن يتركوا البكاء والنحيب وشق الثياب .. ويتوجهوا الى الشياطين لنصحهم وارشادهم وهدايتهم الى الطريق الصحيح ، طريق الحق والإيمان ..
لعل وعسى .. أن ننجح هذه المرة !

سيدني 4/3/2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا