الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسهم

بلال سمير الصدّر

2024 / 3 / 4
الادب والفن


الفيلم رشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2009 وهو من اخراج:Von Yorgos Lontimas
حهاز تسجيل يعود الى حقبة الثمانينات...الكلمات الجديدة لهذا اليوم هي التالية:
بحر-طريق سريع-نزهة-بندقية
البحر هو كرسي جلدي مع مساند خشبية للذراعين مثل الموجودة في غرفة معيشتنا الآن:مثال:لاتبقى واقفا
اجلس في البحر لكي تجري محادثة لطيفة
الطريق السريع:هو رياح قوية جدا
النزهة:عبارة عن مواد متينة للغاية تستخدم لصنع الارضيات،مثال:سقطت الثريا بقوة على الأرض،ولكن لم تلحق بها أضرار لأنها مصنوعة بالكامل من النزهة.
البندقية:هي طائر ابيض جميل
من الواضح ان هذا تلقين خاطئ من ناحية معينة مصطلح عليها وليس من كل النواحي لثلاثة مراهقين بالملابس الداخلية-فتاتان وشاب-يبدو انهم في حالة تلقين انكفائي عن العالم...أي تلقين العالم ليس بشكل صحيح بل كما يريده شخص ما.
اقترح ؟ان نلعب لعبة التحمل...نفتح صنابير الماء الساخن،وكل واحد يضع اصبعه تحت الماء الساخن والذي يبقى تحت الماء لفترة اطول يفوز....العلة السادية أو المازوشية غير مدهشة لمثل هذا المجتمع...
هل هذه تربية نخبوية|(نيتشوبة) حتى بالمقاصد الجنسية،فكريستينا التي يحضرها الاب معصوبة العينين دوريا لممارسة الجنس مع ابنه الشاب،بينما الاختين يمارسان دائما العاب قطبية سادومازوشية،مثل تقطيع اطراف دمية بالمقص،فهذه الحالة من فرض الوحدة الاعتقادي بأنك الموجود الأخير في العالم اكسبت ضحاياها نوعا من ازدواجية كره الآخر الخارجي،الذي بالكاد نسمع به،ونوعا من كره الذات،وهو حصيلة تربية بيولوجية خاصة ادت الى تطور نفسي كمصحوب طبيعي لأي تطور بيولوجي من نوع معين،بالأول وبالاساس له علاقة بالانسان الذي هو من اعقد الكائنات على وجه الكرة الارضية.
بطريقة ما،فهذا الانكفاء على العالم يذكر ببازوليني،أو حالة مشتقة من بازوليني غير مصطنعة وملهمة بالنسبة لفيلم يؤمن تماما بالغرف المغلقة والتقشف والقطيعة مع الموسيقى التصويرية،وكأن الموسيى هي احد لغات العالم التي يجب ان تكون ملقنة هي الأخرى او مرفوضة مثل كل شيء...مثل أي مؤثر خارجي
أخوكم هو الفائز،هذا يعني بأنه سيختار وسيلة ترفيه الليلة...
لكن،لدي مفاجأة لكم،أمر غير مسبوق،لن تكون المكافأة التالية ملصق واحد أو اثنين...بل عشرة
لذا يتعين عليكم بذل قصارى جهدكم...الأبن يحاول ان يمثل ولا يقمع احساساته الداخلية بأنه قادر على مواجهة الاب بل ومصارحته بابسط أخطائه،واعطاء الذات نوعا من التفاضل على منشأها،ولكن هذه الحالة ليست إلا طورا عاديا من الكبت الفرويدي،لأن البشر يتشكلون وتظل كياناتهم خاضعة للكبت.
تقول الفتاة:طائرة،اتمنى ان تسقط،ان سقطت سأحصل عليها
تصفعها الأم،ان سقطت سيحصل عليها من يستحقها...هنا نتساءل:
هل هذه تربية اشتراكية،أو نتاج بشري اشتراكي...؟!
ما يفعله الأب هو اعادة تشكيل البشر على شاكلة تشكيل كلب،اي تدريبه ليكون خادما للبشر بطريقة مطلوبة معينة،وهذا ما حاولت ان تفعله لنازية ذات مرة وربما كل الانظمة القمعية،لكن عملية تشكيل انسان هي اعقد بكثير من عملية تشكيل كلب.
إذا،يسير الفيلم على هذه الشاكلة ليبين اثر التشكيل على الفرد،ومن ثم على التجمع البشري المصغر الأول المدعو بالعائلة.
لنلاحظ ان الفتيات يقدمن خدمات جنسية لكريستينا بحسن نية،وبرغبة خفية داخل النفس البشرية للاكتشاف،ويتطور العنصر السادي لديهم لينعكس متناقضا بين حب الذات الى درجة اعلى من الانانية تطور لديهم حس سادي مفرط مختلف عن مازوشية تعذيب الذات المنطلقة من دوافع جوانية أخرى،فمع مشاجرة اقل من عادية مع الأخ تحاول قطع يده بسكين،بينما يقتل الشاب قطة صغيرة بوحشية كبيرة بمقص الحديقة مع استمتاع واضح وصراخ مخيف من كلا الاختين...نحن نستطيع القول أن الامور تسير من ناحية نفسية ضمن المعادلة النفسية المنطقية الشهيرة:الذكر سادي بينما الانثى مازوشية
لأن الأمور تحت السيطرة من ناحية نظريةنولكنها من ناحية منطق نفسي-اي منطق نفسي-لم تنتج سوى فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسهم.
الحيوان الذي يهددنا يسمى القط أخطر حيوان في الوجود،يأكل اللحم،لحم الاطفال خاصة بعد ان يمزق الاطفال بمخالبه،والمحصلة إذا بقيتم في الداخل فأنتم في مأمن...ثم يبدأ معاملتهم مثل الكلاب تماما وهم يتلقون قبول الأوامر بالنباح.
الأب والأم من الممكن ان يشاهدا فيلما اباحيا بطريقة تلقائية،ولكن كريستينا ستعاقب عقابا شديدا من قبل الأب لأنها تورد مثل هذه الأفلام الى ابنه...بكل بساطة الأب يحاول خلق عالم مثالي من وجهة نظره،ولكنه قصير النظر بالنسبة للعواقب.
الأب:أكثر سنوات الرجل ابداعا...؟!
التي بين الثلاثين والاربعين
أكثر سنوات المراة ابداعا...التي بين العشرين والثلاثين
متى الطفل يكون مستعدا لمغادرة منزله
احد الفتاتين:عندما يسقط ناب الكلب الخاص به
الأب:أو الايسر،لا يهم حقا،في ذلك الوقت يكون الجسد مهيأ لمواجهة جميع الاخطار ولمغادرة المنزل بأمان يتعين على المرء استخدام سيارة...
لنتوقف قليلا عند اللغة ودلالتها عند هذه العائلة:
أمي،ما معنى كلمة مهبل...؟!
المهبل هو مصباح كبير،ومن ثم هناك تحريف أو ترجمة كلمات اغنية اجنبية لتقود نحو واقع طوباوي-يوتيوبي-،أو واقعية اشتراكية،فهناك في الفيلم تلميح حقيقي لنقد الأنظمة القمعية على شاكلة النازية والفاشية والاشتراكية،وفيه شيء ايضا من انسان نيتشة السوبرماني،على ان هذا الانسان السوبرماني عند نيتشة ليس ناتجا من تشكيل شخصي خالص فقط،بل هو نتاج تطور تاريخي أيضا،ومن هنا من الممكن النظر الى الفيلم من ناحية بيولوجية ومن ناحية سيسيولوجية ونفسية ايضا.
أمي،ما هو الزومبي...؟!
الزرومبي هو هبارة عن زهرة صفراء صغيرة
تعجبني شخصيا هذه اللعبة،المدلول مرتبط بالذهن فقط،وهو مدلول على الارتباطات في الذهن فقط،ومن الممكن ان يدل الذهن على اي مدلول آخر عند النطق باللفظ نفسه،فاللغة هي كاذبة،والذهن فقط هو من يقدم التصور،فاللغة الحقيقية هي الخيال وما يخلقه هذا الخيال فورا عند نطق اللفظ،فاللغة في أسوأ مدلولاتها من الممكن ان تقدم صورة مثالية عن العالم لأنها ذات ارتباط لا ينفصم مع الذهن.
فالبورنوغرافيا-مثلا-مصطلح مرتبط بالذهن يقود الى تشعبات كثيرة ذات علاقة بالمصطلح مثل الاختلاس أو النظر
Peepin Tom
وعندما شاهدت الفتاة البورنوغرافيا عوقبت عقابا شديدا،فارتبطت البورنوغرافيا بالعقاب،اي بالتحييد عن الواقع.ولكن تحوير المصطلح أو المدلول هنا لم يصلح معها،لأننا لو اطلقناعلى البورنوغرافيا لفظ عقاب،أو لفظ اختلاس أو استراق نظر،او لفظ جمال مشوه...مهما كان المصطلح هو الآن مرتبط ارتباطا لاينفصم عن الذهن،فالمصطلح هو اتفاق اجتماعي من الممكن ان يتغير بينما الذهن هو الحالة الحقيقية للمصطلح بطبيعته الصورية أو التعبيرية.
من الواضح ان الفيلم يطرح اسئلة كثيرة وكبيرة ومتشعبة ولكنها مرتبطة مع بعضها البعض...
بدأنا نخرج من عالم افلاطوني وهمي ومن يوتوبيا متعلقة بالمكان فقط،لأن هناك متسللين فضحو قبح العالم،حتى لو عمل الأب على النكوص الى نقطة بدائية جدا في التاريخ مفضلا زنا المحارم على السماح لأي غريب ضروري بالتسلل،فالضرورة من الممكن أن تكبحها ضرورة أهم منها،ولو تابعنا ارتباط العلاقات ربما سنعود الى الخلف،والى نقطة مهمة في التكوين الاجتماعي الانساني...
الأم تقدم الأختان ليختار منهما الذكر...الأم تقدم الفضيلة الضرورية-نسبيا-غير المعرفة من قبل المجتمع
والأب يقول لكريستينا المتسللة:اتمنى ان يتلقى اطفالك كل التأثيرات السلبية ليصبحو سيئيين...أتمنى ذلك من كل قلبي.
الفيلم هو عن رجل ديكتاتوري الى درجة الجنون أراد ان يحمي أولاده من خلال الانكفاء على شروط العالم،ووضع عالما ضمن مقاييسه الخاصة،وكانه يعمل على تربية حظيرة من الكلاب،وهو وكأنه لم يدرك ان الشروط الكلبية تختلف عن الشروط البشرية الأكثر شيوعا والأكثر أصالة،وعليه ان يسأل نفسه الآن:
كيف سيواجه ضحاياه العالم...وهل سيعتقدون أنهم في العالم أصلا...؟!
13/10/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية