الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لرواية تسارع الخطى للاديب احمد خلف، بعنوان دراما مسرحية في مشاهد روائية.

ناديه عوض

2024 / 3 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قراءة لرواية "تسارع الخطى " للأديب الكبير أحمدخلف. بعنوان "دراما مسرحية في مشاهد روائية".
بقلم ناديه عوض.
رواية " تسارع الخطى "
كتبت بروح شابة وشجاعة وأعتقد أنها ستظهر من جديد لدى القاريء.

كان هذا ما قاله الكاتب أحمد خلف عن روايته.
كتبت الرواية عام ٢٠١٥ ،صدرت عن دار المدى في بيروت.تقع في ١٥٠ صفحة من الحجم المتوسط. الرواية هي عزف روح وإيقاع سيمفوني إنسيابي وشفاف، لما تضمنته من قيم ومعان إنسانية وجمالية.
مقدمة
الرواية رؤيا جديدة تمس الوجع العراقي مسرودا.
قدم فيها الروائي للقاريء آليات فنية بليغة في وصف معاناة المثقف العراقي الذي عاش الكاتب تجربتها الواقعية زمانا ومكانا .
صاغ احداثها من فكره ومشاعره، وقد افصحت البيئة الذهنية للرواية عن مستويات فنية متميزة ودقيقة،
تآزرت في إظهار إبداع واقع جدلي عاشه الروائي بين طموح مأمول أن يكتب مسرحية ومعاناة واقعية شكلت فضاء مشوقا للقاريء .
فتح الكاتب نافذة متسعة للخوض في الوضع السياسي في العراق وتطل على مشهد سلطة الفساد والاضطهاد بجرأه وشجاعة.
كتب الناقد (جمعة عبد الله) عنها، ما يميز الرواية أنها برزت في ترجمة ثيمات الواقع العراقي المأزوم والمرير بجرأه فيما بعد ٢٠٠٣ حيث هبت عواصف العبث والإرهاب لتحول حياة المواطنين إلى كوابيس الإختطاف المرعبة بهدف الفدية المالية.
حاول الكاتب أن يختفي وراء بطل الرواية عبدالله وتوغل داخل شخصيته وهو في مواجهة المحنة(محنة اختطافه) من قبل إرهابيين. كانت شخصية عبد الله محبوكة حبكا سرديا متقنا ، كما بدت أيضا شخصية مسرحية في رسم تحركها الواقعي والتعمق في تصور حالتها النفسية. وقد أبدع الكاتب في هذا حين جعل القاريء يشعر وكأن الراوي يجلس أمامه يحكي حكايته بصدق وهدوء وجمال.
كتب الناقد ( ناطق خلوصي )عن رواية "تسارع الخطى" ،الرواية هي نقلة نوعية في مسار السرد القصصي العراقي،يقوم الكاتب بسرد قصة حياته إبتداء من لحظة اختطافه ومرورا بأدواره المسرحية وحلمه أن يكتب مسرحية.

استمالتني الرواية إلى
إضاءة ما تضمنته من قيم إنسانية وجمالية ودلالات فكرية. رغم قصرها، وجدتها غنيةبمضامين القيم الإنسانية والجمالية باللوحات والمشاهد المسرحية الدرامية ،كما هو الحال في ثرائها اللغوي البليغ الذي أضاف إليها منحى جماليا متفردا.

العنوان
عنوان الروايه الإستهلالي المكون من المفردتين المتناغمتين والموحيتين بالبحث عن الخلاص من المحنة.
اختار الكاتب مفتاحا عتباتيا يدفع القاريء نحو عوالم أحداث وشخوص الروايه وتعززه صورة الغلاف.
ينسجم العنوان مع أحداث الرواية على مدى كل صفحاتها

المتن السردي تقنياته ودلالاته

يتسم السرد في الرواية
بلغة أدبية راقية وتسلسل أحداث مشوقة تعكس براعة الكاتب في أسلوبه السردي.
وظف الكاتب تقنيات متعددة في الأداء الروائي والتعبيري من لغة السرد وحبكته الفنية .
*.مزج الأداء المسرحي مع الأداء الروائي.
تداخل بناء الرواية القصصية مع البنية المسرحية ، تجربة فنية وظفها الروائي ببراعة كاتبا قصة بداخلها مسرحية متنوعة الحبكات
على طريقة (برتولوت بريخت) المسرحي الألماني الذي اعتقد ضرورة تقديم المسرحية عبر السرد.
أشار الناقد الفلسطيني (د.علي الجريري)
في مقالته بعنوان "سؤال الرغبه الخفي في تسارع الخطى"
مزج الكاتب أحمدخلف
الأداء المسرحي بالأداء الروائي في مشاهد عديدة بارزة وقويه كمشهد اختطافه ونقله الى منطقة سبع البور خارج بغداد.

*.كان الكاتب يتنقل من مشهد لآخر بمهارة وجدارة.
دراميه الرواية تضمنت قصص عدة ؛
*.قصة الزوجة الشابة التي اعتقد أنها لم تدرك معنى الكتابة بالنسبة اليه.
* قصة أسماء إبنة أخته ومشكلتها مع رياض الذي رفض الزواج منها.
* قصة الصديق المترجم الذي قرر الهجرة .
* قصة مسرحية الصرة التي حلم ان يكتبها. *.قصة حبه لفاطمة الفتاة التي أنقذته ولم يعرف مصيرها.
*.استخدم الكاتب الإستباق والإسترجاع التعاقب والتجاوز وعملية قطع الأحداث وحفظها في مسار السرد ليضع القاريء في دوامة الإهتمام والمتابعة الترقب والتوتر لتسليط الضوء على بشاعة العبث السريالي الذي تمثل في عملية الاختطاف.
*.اعتاد الروائي أحمد خلف الدخول الى ما وراء السرد( الميتا سرد)
من أوسع أبوابه حيث جعل البطل عبد الله يفكر في ضرورة كتابة مسرحية وأن المؤلف سيكون حازما في إدانة الظلم.
قال الكاتب مناجيا نفسه في مونولوج :أين الحكومة من هذه السيطرات الإرهابية؟ اتراها تغط في سبات عميق؟ أم أنها متواطئه مع المافيات اللعينه؟
كذلك خاطب الكاتب صديقه أبو العز قائلا:
انت صديقي ،لا تتركني وحدي..
أجاب الصديق: أخفيتك في بيتي سبع أيام، لا تدري ماذا قال عني الجيران !!

النهايات المفتوحة

* .اختار الكاتب أن تكون معظم النهايات في روايته مفتوحة كي يترك للقاريء حرية التفكير في نهايات قابلة لعدة قراءات وتأويلات .
* .كان الكاتب فنانا يحلم أن يكتب مسرحية،لم يظهر في الرواية أنه كتب مسرحية ، رغم أننا نرى في روايته هذه مسرحية داخل رواية،
حيث رسم بالكلمات المشاهد المسرحية الدرامية العديدة ببراعة وإتقان.
*.بالنسبة لاختطافه ،ما زال السؤال هنا ؛
من الشخص الذي وقف وراء أختطافه؟ لا توجد إجابة او نهاية .
*.قضية إبنة أخته أسماء وزواجها من رياض الذي استغلها، وحتى لم يقابله الخال عبد الله، وكأن الكاتب اختار عدم توفر الفرصة هذه.
*.شخصية الفتاة فاطمة
لم يكشف لنا الكاتب عنها من حيث كونها مع الإرهابيين أم ضدهم.
رغم أنه انحسر جل تفكيره في سلامتها،حين قال في نفسه، المهم أريد أن أعرف مصيرها!
*.نهاية واحدة كانت واضحة وهي رفضه القاطع أن يكتب سيرة ذاتية مزيفة "للرجل الكبير" مقابل حمايته مالا ومكانا.

الخاتمة
تميزت رواية " تسارع الخطى "بأسلوب سردي ممتع في قصة شيقة،سرد ابداعي بطابع خاص. الثيمة الأساسية موضوع الفساد والانفلات الأمني في العراق.
أطلق الكاتب أحمدخلف العنان لخياله حيث انتج عملا أدبيا ربط بين الواقع التاريخي للوطن
وبين الخيال المبهر في السرد .
كتبت (د.ناديه سعدون)
الروايه الموسومة
"تسارع الخطى" ما هي إلا وثيقة للمأساة التي يعيشها الشعب العراقي منذ ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا،كل ما جاء فيها وإن كان من نسج الخيال، إلا أنه يحدث على أرض الواقع.
نجح الكاتب في تصوير أحداث الظلم والإضطهاد على شكل مشاهد ولوحات مسرحية يمكن تحويلها إلى سيناريو مسرحي، جمعها على شكل رواية متفردة ، يجد القاريء متعة حقيقية يعيشها بكل أحاسيسه لقربها من الواقع.
تتميز الرواية بالنزعة الإنسانية يتجلى هذا في مواقف عديدة منها وقفته مع إبنة أخته أسماء في محنتها ،قوله مخاطبا إياها :
ابتسمي يا اسماء ،ألا تعلمين كم أحب هذه الإبتسامة؟
إن عدم استمرار أسماء في أحداث الرواية حتى النهاية وتوقفها عند اغتصابها من قبل رياض ( الشاب الغني)، يومئان إلى أمرين: اولهما ان رياض من الإرهابيين وأن مغتصبي أسماء هم الإرهابيون. وإن شئنا التأويل أن القادمين من الخارج هم الذين اغتصبوا العراق باعتبار أن أسماء هي رمز الوطن.
نجح الكاتب في إيصال الفكرة الفلسفية التي تؤول إليها الرواية،وهي الإستمرار في الحياة
على الرغم من الشعور بالظلم والرعب .
رغم الطابع المأساويي للروايه فهي تشكل فنا
رفيعا وقدرة فائقة على التعبير ونسج الخيال المبهر.
الكاتبة ( سماح عادل ) كتبت في مقالتها عن الرواية بعنوان " اغتراب المثقف وانسحاقه"
تناقش تسارع الخطى بشكل أساسي اغتراب المثقف في المجتمع الذي يعاني من كوارث متلاحقة ممثلا في البطل عبد الله الذي يعد رمزا للمثقف المغترب داخل وطنه.
" تسارع الخطى" رواية كبيرة لكاتب قدير ، تتسم بالجماليه والإنسانية
والسيكولوجية، تستحق الإشادة وحتما تستحق القراءة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت