الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاقة العقل العراقي الاتباعي / 10

عبدالامير الركابي

2024 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تنطوي الالة كانقلاب شامل نوعي على المستوى المجتمعي وتطوره، على مايمكن اعتباره من نوع البدئية، تلك التي هي بالاحرى اكمال للبدئية الاولى المفتوحة الناقصة، يوم قامت المجتمعية متبلورة ابتداء، وانتجت مايمكن من التصورات واشكال التنظيم المجتمعي الموافق للمنطويات المرافققة لتبلور الظاهرة المذكورة، بما هي حالة انتقالية ذاهبة الى مابعد على مستوى كينونة الكائن البشري مابين الجسدية والعقلية.
ولايمكننا لهذه الجهه ان نتجاهل الفارق الهائل الذي يسم العملية التاريخيه من ناحية موقع العقل، ومستوى وحدود ادراكيته وتطورها، بمقابل التاريخانيه المفترضة والمتوقعه لللاارضوية، واشكال تجليها، واشتراطات مثل هذا التجلي، فهل يمكن على سبيل المثال افتراض مبادرة العقل بصيغه الراهنه لمقاربة التاريخيانيه الابراهيميه، هذا على الرغم من التسلسلية والتطورية المتوالية النبوية، سواء ماقبل ابراهيم ممثل الاكتمال المنظوري التوحيدي، او بعده تتابعا الى النبي محمد الختام، الامر المحايث والمتلازم مع المسارات التاريخيه العامة، والمتفاعل معها، والفاعل فيها.
وهل تنقطع التاريخيانيه ياترى وتتوقف نهائيا بعد آخر الانبياء، وماذا يعني الختام النبوي بما هو ظاهرة مجتمعية نوعيه، تظل قائمة ومستمرة، وهل تنتفي اللاارضوية او تغيب من الوجود؟ وماالسبب الذي يجعلها بلا استمرارية تطابق نوع الاشتراطات المستجده، لاشك ان اسباب نفي، او اصلا عدم الاقتراب من مثل هذه التساؤلات هو مما يجوز تبريره، سواء على مستوى الادراكية العقلية وحدودها الممكنه المتاحه، او من ناحية توفر الاسباب التي تجيز وتبرر الالتزام بالحاصل المتوفر من التعبيرية اللاارضوية النبوية الحدسية.
ويظل واجبا مع ذلك التساؤل: هل الابراهيمة واجبة الحضور مع الانقلابية الاليه، وماالذي يمنعها من ان تكون كذلك، والاهم لماذا لايكون للطور الالي من تاريخ المجتمعات، ابراهيميته الالية مادامت اللاارضوية لم تمح من الوجود، وانها باقية وحاضرة مهما تكن الاسباب التي تغمط حضورها، القائم اصلا قبل الالة زمنيا وتشكلا اليوم منذ القرن السادس عشرفي جنوب ارض الرافدين، تلك اسئلة اخرى تبدو خارجة عن طاقة الادراكية العقلية المتاحة، تمنح الارضوية ووجهها البارز المهيمن في الطور الالي الابتدائي، ممكنات التسيد الكلي، ليجد وهو ذاهب لارض الازدواج المجتمعي صنفه، والنوع او النمطية الجزئية الموافقه لنوعه هناك جاهزة للتوافق معه، والخضوع لمتطلباته بداهة، قبل ان تحضر الرؤية الابراهيمة الثانيه العقلية " العليّة" السببية، وينقلب العالم، وهو ماقد صار على الابواب، ماسيكون موضوعنا المقبل، للتوافق التسلسلي، مع تاجيل ماقد وعدنا بان نبداه حول ظهور الحركة الوطنيه العراقية المؤجله اصلا.
وفي كل الاحوال فان "العالم يدخل زمن الابراهيمه الثانيه".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(2) ليس في نص العبقري الماركسي ايه كلمه تستحق التوقف من باب علاقتها بالحقيقة، او مقاربة الواقع، وهي مجرد تهويمات تصل حد التخريف الذهني البراني الاسقاطي، المنزوع منه اي معنى او دلالة يمكن اعتمادها او البناء عليها/ تراجع مقدمه زكي خيري لكتاب سعاد خيري/ من تاريخ الحركة الثورية المعاصرة في العراق 1920/1958/ ج1 ط2/ دار الرواد للطباعة/ بغداد ص3.
(3) من حيث الوقائع التي حددت سلوك البريطانيين ماقد جرى من احداث" ففي نهاية عام 1919، ونهاية 1921 جرت احداث جسيمه في العراق كادت تؤدي الى هزيمة محققه لقوات الاحتلال البريطاني، فلقد قامت الثورة في نهاية حزيران 1920، واشتعلت نيرانها في الفرات الاوسط، وسرعان ماانتشرت الى منطقة الغراف والعمارة وديالى، وبقية انحاء العراق ولقد تكبد البريطانيون خسائر كبيرة مما اضطرهم الى الشروع بالانسحاب كليا من العراق، وبالفعل اعد الكولونيل ولسن مشروعا مفصلا بالانسحاب العسكري من العراق، لكن السلطات البريطانيه في لندن رات انه مازالت هناك فرصة لتدارك الهزيمه الكلية، فاستدعت السير برسي كوكس، واطلعته على الموضوع فاشار الى ان هناك املا "خمسين بالمائة" بالنجاح في انقاذ النفوذ البريطتاني في العراق، ولكن بشرط تشكيل حكومه عراقية تستعمل كواجهه للحكم البريطاني في العراق" يراجع ابراهيم علاوي( البترول العراقي والتحرر الوطني) دار الطليعه بيروت/ ص 56/ نقلاعن كتابي ولسن " الولاء"و " تعارض الولاء"، وكذلك رسالة جرترود بيل وهي تحتوي على فصل كتب من قبل السيد برسي كوكس يشير بوضوج الى هذه القضية/ راجع الهامش نفس الصفحه.
(4) يتعلق التنوية المقصود هنا بالخاصية الببغائية التي تلازم "تفكير" هذا النفر من الاشخاص.
(5) اشكالية كهذه تتحول الى معضلة كبرى تخص نوع المجتمعية وادوات معالجتها ومعاينه مايتعلق بها وصولا لوجودها بحد ذاته، وحيث نكون بصدد مجتمعيه وجودها واكتمال كينونتها في " ازدواجها"، فان اي تعرض لها لاياخذ ذلك بالاعتبار هو خروج كلي عن الاوليات المتعلقة بها على مر الازمان، ومنذ وجدت.
(6) بالمفهوم اللاارضوي الاستبدالي في حينه، يمكن ان نفترض لجوء المجتمعية التشكلية السفلى الى "دولتها" التي هي "لادولة " بالطبيعة، مقابل الدولة البرانيه المركبة من قبل الاحتلال من خارج النصاب المجتمعي، وبانفصال عن عملية التشكل التاريخي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل