الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنوان كان مكتوبا على الحائط

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


عملية حاجز الزعيّم: العنوان كان مكتوبا على الحائط
نهاد أبو غوش-
هناك مثل مستقى من اللغات الأوروبية ويكثر الإسرائيليون من استخدامه ويقول " العنوان مكتوب على الحائط"، كنية عن الأحداث المتوقعة بقوة، الاحتمالات المؤكدة والأقرب لكونها حتمية، وذلك ما ينطبق بالطبع على عمليات المقاومة في الضفة سواء كانت فردية أو صادرة عن تنظيمات أو خلايا حلقية تعمل بمفردها.
الدوائر الأمنية الإسرائيلية ، ومعها وزير الدفاع يوآف جالانت الذي يتبنى في العادة مواقف الأجهزة العسكرية والأمنية، وحتى دوائر أمنية غربية كلها حذرت من انفجار وشيك في الضفة بناء على مجموعة من العوامل المتزامنة، وأبرزها:
- استمرار الحرب على غزة وما يتخللها من جرائم وفظائع تحت سمع وبصر العالم الذي يقف عاجزا أو متواطئا إزاء ما يجري.
- القفرارات المتطرفة للحكومة بتقييد (أو منع بالنسبة للغالبية العظمى من مواطني الضفة) دخول القدس والمسجد الأقصى، والذي اتخذ بذرائع أمنية ولكنها بحسب أغلبية المتابعين تشكل تأجيجا للمشاعر، وجزءا من مخطط متطرف للسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه وربما هدمه في المستقبل.
- انفلات قوى اليمين المتطرف (مستوطنون، ودوائر أمنية وعسكرية) في حملات انتقامية تستهدف كل ما هو فلسطيني: قطع طرق واعتداءات على المواطنين وبخاصة في التجمعات البدوية والقرى في أطراف المحافظات، اقتحامات استعراضية واستفزازية، لمراكز المدن، اعتقالات بالآلاف، تنكيل غير مسبوق بالأسرى، اغتيالات حتى بعضها بالطائرات المسيرة، هجمات واقتحامات تركز على المخيمات وتقوم بعمليات تجريف واسعة فيها، وتهجير سكانها خاصة مخيم جنين).
- منع العمال الفلسطينيين من العمل داخل الخط الأخضر ويشمل ذلك نحو 200 ألف عامل منهم حوالي 1510 بتصاريح عمل والباقي بدون تصاريح، خلافا لعشرات آلاف العمال والعاملات الذين يعملون في ورش كبيرة ومصانع ومشاغل أقيمت في الضفة لمصلحة مشغلين اسرائيليين وخاصة في قطاعات النسيج والنجارة والرخام والبلاط والموبيليا والالومنيوم.
- الاستيلاء على أموال المقاصة ما أدى إلى عجز السلطة عن دفع رواتب الموظفين للشهر الخامس على التوالي ( تلقى الموظفون نصف الراتب مرتين، ونسبة بسيطة من الاستحقاقات المتراكمة، والنتيجة أن لكل موظف دين على الحكومة يزيد عن خمسة اضعاف الراتب الشهري.
- السلطة الفلسطينية ليست شريكة وهي أقرب إلى كونها عاجزة عن اتخاذ اي دورن وقعت مناوشات محدودة في نابلس وطوباس، وجرى اعتقال بعض الناشطين على خلفية اطلاق النار على عناصر شرطيةن لكن العمليات التي تجري الآن بعيدة عن قدرة السلطة على التدخل لكونها تجري داخل مناطق 1948 أو في المناطق المصنفة ج وعلى الطرق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال.
لكل العوامل السابقة تحذر الدوائر الأمنية من خطر كبير وهو توجيه بنادق عناصر الأمن الفلسطينية نحو المستوطنات والجيش الإسرائيلي، الحديث هنا لا يدور عن قرار للسلطة وأجهزتها فهذا مستبعد بشكل قطعي، ولكن عن ازدياد الحالات الفردية التي تقرر بمفردها التصدي للمستوطنين وقوات الاحتلال ولا سيما أن قوات الاحتلال لا توفر قرية او مدينة أو مؤسسة من عمليات الاقتحام وما يتخللها من إهانات وتنكيل بالشبان الفلسطينيين بمن فيهم العسكريون وضباط السلطة الفلسطينية. ولا تستبعد الدوائر الأمنية الإسرائيلية أن تعمل قوى مثل حزب الله وحماس إلى استغلال كل العوامل المذكورة أعلاه، واستمالة عناصر أمنية فلسطينية وهي أصلا عناصر شابة ومدربةن فضلا عن كونها ساخطة وناقمة، وغالبا لها قدرة على الوصول للسلاح، خصوصا وأن مثل هذا الاستقطاب وقع على امتداد السنوات الماضية
حتى الآن ظلت الضفة الغربية هادئة نسبيا في مواجهة الاحتلال على الرغم من سقوط نحو 417 شهداء خلال فترة الحرب وحدها، واعتقال اكثر من 7200 شخصا، ويعود ذلك إلى أن الاغتيالات والاقتحامات طالت ابرز بؤر المواجهات التي كانت على امتداد عامي 22 و23، مثل جنين ومخيمها ونابلس وطولكرم ومخيماتها، بالإضافة إلى انتشار تقديرات بان اشتعال جبهة الضفة ليست في صالح الفلسطينيين ، وأن من يدفع إلى التفجير هو اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى للانتقام والتهجير وتنفيذ أجندات متطرفة ومؤجلة. لكن تراكم مشاعر الغضب والسخط والقهر لدى قطاعات واسعة من الفلسطينيين وخاصة الشباب، تلقي بكل الاعتبارات والحسابات المنطقية والعقلانية جانبا، وتندفع لتنفيذ عمليات فردية أو جماعية كما شهدنا في عمليتي كريات ملاخي (16/2/2024) وحاجز الزعيّم (22/2/2024) وهما عمليتان يمكن ان تشكلا فاتحة لموجة جديدة من التصعيد الذي لا يحتاج إلا إلى قرار، وسلاح فردي، وحافز كتلك الحوافز التي تخلقها إسرائيل كل يوم
* مركز تقدم للسياسات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال