الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب من أجل امتلاك النار la guerre du feu

محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)

2024 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


رواية للكاتب المعروف باسم J. H. ROSNY aîné ، سنة 1909، اخرجها إلى السينما Jean Jacques Annaud سنة 1981.
تحكي قصة قوم، او مجموعة بشرية ربما بدات تعرف نوعا من التنظيم، ترسل أحد أبنائها لسرقة النار من مجموعة أخرى استطاعت ان تروض النار، وتحافظ على توهجها بدون انقطاع، مخصصة لها حراسا ليليين. تدور احداثها الخيالية، ما قبل التاريخ.
وهكذا طرحت هذه الرواية مبكرا الصراع حول تملك الطاقة. النار، بصفتها ضرورية للعيش، بعد اكتشاف مزاياها بالنسبة لإنسان ما قبل التاريخ، تصبح رمزا للطاقة التي أصبح الإنسان عبدا لها ومن غيرها يستحيل ان يعيش كما داب على العيش بكل امتيازات العلم والتكنولوجيا اللذان حررا الإنسان من مشاكل حياته البدائية، لكنهما في نفس الوقت قيداه وأصبح عبدا لهما وبالتالي عبدا للطاقة التي تعتبر نواة كل تقدم وحياة عصرية.
هكذا نفهم الصراعات بين الشعوب على كوكبنا. الشعوب هي مجموعات الزمن العصري. وكل مجموعة في حاجة إلى امتلاك هذه الطاقة. وبطبيعة الحال لن تتمكن منها إلا المجموعات القوية. ومن اجل امتلاكها بل من اجل الاستلاء عليها والحفاظ عليها مخافة فقدانها، فإن المجموعات القوية تقضي على الضعيفة التي من حسن حظها او سوئه، تمتلك قدرا مهما من هذه الطاقة. كالبترول والغاز الخ...
يبقى إذن الصراع في جوهره البدائي رغم التنميقات الحضارية. لهذا تقوم الصراعات والحروب نتيجة أسباب مختلقة بمثابة معينات تجعلها تبدو منطقية، مادام الإنسان، حسب ما يبدو في "تحضره" لا يتقبل الظلم ولا يتقبل الهجوم على أخيه الإنسان.
فالبحث عن الأسباب، بترويج إعلامي خطير، أصبح شغل القوي، وفي كل مناسبة يمرر عبر الإعلام أسبابا، من ابتكاره يجند لها مرتزقته الذين يعطون "شرعية" لهجومه على قبيلة ما تمتلك "النار".
في خضم هذه الحروب التي لا مبرر لها لأنها ظالمة، تجتهد افراد بعض القبائل المظلومة في نقاشات سكيزوفرينية لتبرير الحرب لأنها بكل بساطة تصبح ذيولا تابعة. فتراها تدافع عن هذا القوي حينما يبدو لها قريبا من شيوخها الذين يباركون الحرب ولو على المجموعة الضعيفة الأقرب إليهم، كحالة سوريا واليمن وإيران والعراق الخ... وتراها تندد بهذا القوي حينما لا يتحرك "لإنقاذ" من يعتبرونهم أقرب إليهم ويعانون من بطش من طرف آخر قوي أيضا، كحالة الإيكور ومسلمي الهند و بورما...
بينما المنطقي هو الوقوف ضد ظلم القوي في كلتا الحالتين. شعوب تعاني من الظلم والقهر لأنها تدافع عن "نارها" فيما يخص الحالة الأولى، وفيما يخص الحالة الثانية، هو تحريك من قبل القوي لإلهاء العالم حول ما يقوم به من جرائم لتملك "النار"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح