الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الدولية الكبيرة 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 3 / 4
القضية الفلسطينية


لو نظرنا في موضوع الحرب الدائرة في قطاع غزة إلى أبعد من الحدث اليومي المفجع و الهرطقات الكثيرة و ما عدا ذلك من الجعجعة الاستراتيجية و التنبؤات ، لوجدنا أن دول الغرب الأطلسي تحت قيادة الولايات المتحدة تقف جميعا و راء تلك الحرب و مثيلتها في أوكرانيا . بكلام أكثر وضوحا أن هذه الدول تدافع عن سلطتها على الصعيد العالمي التي تواجه معارضة متنامية قد تطيح بها ما لم ترضخ لمطالب إصلاحية جذرية من أجل نظام عالم غير نظامها الإستبدادي ، يكون أكثر عدالة و مساواة وتحضرا و أقل إجراما و بربرية وتلويثا . لا نبالغ في القول أن ما نشهده على الصعيد الدولي يحاكي صراعا ضد التمييز العنصري .
ولكن ما يرخي بظلاله على هذا الصراع هو أنه متلازم مع صراع ثان لجأت إليه هذه الدول ضد دول أخرى مثل روسيا و الصين امتلكت أو يمكنها أن تمتلك مقومات اقتصادية و عسكرية تجعلها قادرة على أن تشكل قطبا دوليا أو عدة أقطاب ذات كفاءة على دخول الأسواق العالمية و على اجتذاب الحلفاء ، و بالتالي على كسر احتكار دول الغرب و على اجبارها احترام قانون دولي لا تمليه هي نفسها على الآخرين ، و لا تلتزم به على قاعدة الكيل بمكيالين . هذا ما نراه اليوم ، لا سيما تحت عناوين " حقوق الإنسان "، " التدخل الإنساني " والدفاع عن الديمقراطية أو فرضها بواسطة قصف الطيران الحربي و غيرها من الجرائم " التطهيرية " الشنيعة .
يكمن الإشكال هنا في أن دول الأطلسي و الدول القطبية الصاعدة ، تحتمي جميعا تحت مظلات نووية ، ينجم عنه ان المواجهة المباشرة أو غير المباشرة ،فيما بينها لا تحسم الصراع ولا توصل إلى النتيجة المرجوة في عالم أنساني هادئ و عادل . لذا نراهم يتقاتلون من خلال حروب بالإنابة ، حيث تشكل بلدان جنوب البحر المتوسط كما هو معلوم ، ميدانا كبيرا للتجارب في هذا المضمار. شرط ان تبقى هذه الحروب ضمن حدود معينة ، بانتظار أن تنهار هذه الدول اقتصاديا أو ينخرها الفساد .
نذكر هنا أن التهويل بالسلاح النووي كان و لا يزال ، معطى ثابتا في بعض هذه الحروب منعا لتجاوز حدودا لا يقبلها القطب المنافس . فعلى سبيل المثال كان التهديد بهذا السلاح وسيلة للخروج من أزمة الصواريخ الروسية في كوبا ، و لوقف التمدد الأطلسي ـ الإسرائيلي في حروب قناة السويس ، و حزيران 1967 و أكتوبر 1973 .
من البديهي أننا لسنا في سياق هذه المقالة ، في موقع يمكننا من إيراد تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع ، لذا نكتفي بأن نلفت الانتباه إلى أن روسيا اتخذت موقفا حياديا في أوائل سنوات 1990 حيال تفكيك العراق و يوغوسلافيا ، على عكس موقفها في سورية سنة 2015 ، فأغلب الظن أنه لو لم تكن روسيا قد استرجعت و عيها الوطني لمصالحها لما استشعرت الخطر عليها المبطَن في الحرب على سورية ، و هو على الأرجح نفس الخطر الذي يحيق بكافة بلدان الهلال الخصيب و إيران و تركيا . ينبني عليه أنه من المفروض منطقيا ، ألاّ تتعدى دول الغرب الأطلسي في الحرب على قطاع غزة و على لبنان ، حدودا مرسومة ، تحت عناوين طنانة مثل " التحالف ضد الإرهاب " ، فلقد سقطت أوراق التين عنها ، في قطاع غزة و الضفة الغربية . حيث أتضح أيضا أن الحرب في فلسطين هي بصرف النظر عن انتظام تسلسل الفصول والأدوار و عن اختلاف اللاعبين ، نسخة مقلوبة عن الدراما التي يستمر عرضها منذ سنتين ، في أوكرانيا . و إلا تحولت الحرب الدولية الكبيرة إلى حرب دولية كبرى !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر


.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار




.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير