الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين اختفي القائد ؟ ولماذا أنتهي الزعيم ؟ ومن قتل الرئيس ؟.......وكيف

رأفت حجازي المصري

2024 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أين أختفي القائد؟ ..... و لماذا أنتهي الزعيم ؟ وكيف ؟..!
=-======================
هناك علامات استفهام والغاز حول اختفاء زعماء عرب مثل صدام حسين ومعمر القذافي وحسني مبارك وعبد الله صالح وزين العابدين وبعض ملوك الخليج وغيرهم من زعماء في الأمة العربية.

أين ذهب هؤلاء؟ ولماذا؟ وهل سيظهر أمثالهم مرة أخري؟ وأين هم الآن؟ ولماذا؟ وهل يوجد بين الأمة العربية قادة وزعماء ومفكرين وعباقرة
لماذا اختفت الهوية العربية؟ وكيف كانت لهم دولة تحت الأرض ودولة فوق الأرض؟ وما هو هذا الجنين الذي حملت فيه دولة كبري من شيطان خبيث ليعيش بيننا راكباً علي أكتافنا ومن صنع لنا هذا السفاح ومعه هذه السيوف والحراب والأسلحة الخطيرة والمخططات الخبيثة ؟ وما هذه الأصنام التي يعبدها العرب ولا تسمن ولا تغني من جوع؟ وكيف يبني العرب لأبنائهم دولة مستقلة ومستقبلاً مشرقاً يليق بتاريخهم وحضارتهم؟ ...
نبدأ فنقول ...
القائد هو من يملك قدرات وامكانيات عديدة متكاملة شاملة يستطيع بها التأثير والتغيير ويحقق أهداف الوطن المرجوة وينهض بالمواطن... وأما الرئيس هو نتيجة الاعتراف التلقائي من جانب الأفراد ويستند علي السلطة والسيطرة بالقوة علي المواطنين والمؤسسات.
ومهما كان الرئيس قوياً لا يمكن له بناء دولة وبكل مؤسساتها والحفاظ عليها بحكم الفرد أو العائلة ..وسرعان ما سقطت دولة الحاكم الفرد فسقطت دولة جمال عبد الناصر بهزائم ونكسات متتالية في 1956م وهزيمة وقتل الآف من الجيش المصري في حربِ لا ناقة له فيها ولا جمل في اليمن، والنكسة الكبرى المدوية وضياع الأرض وتدمير الجيش وانكسار الأمة العربية في 1967م علي يد الصهاينة وكذلك سقطت دولة معمر القذافي وكتائبه ، بعد ما لعب بالنار مع الكبار في لعبة الموت فكانت نهاية مدوية ومؤسفة وسريعة، وسقطت البلاد في دوامة الفتن و وضاعت العباد في المحن لأنها كانت دولة الحاكم الفرد ، وأما حسني مبار ك والذي جعل مصر وجيشها سوقاً كبيراً لرجال المال والأعمال وتاجر بجيش مصر لخدمة الخليج وآل سعود وآل الصباح وغيرهم وشارك في الحرب مع أمريكا والناتو ضد العراق وتدمير الجيش العراقي وكانت نهاية مبارك وحاشيته وتأخرت مصر عن غيرها عشرات السنين .لأنها دولة فرد حكمها مبارك وأسرته وحاشيته .
......
وأما العراق الشقيق .. والذي كان جيشه من أقوي الجيوش العربية وتصدر الصناعة العربية غامر به وضيعه صدام حسين بلعبة الكويت والطائفية و باسم الزعامة العربية ولما أردوا القضاء عليه ضرب العدو الصهيوني المفاعل النووي العراقي و واستدرجوه لغزو الكويت ثم ضُربت العراق .وكانت نهاية دولة العراق الشقيق وتدمير الجيش وضياع الوطن علي يد الحاكم الفرد الأوحد.

وضاع الحلم العربي لأن مصير العرب كان في يد بضعة أفراد متآمرين ومغامرين يعلنون الحرب متي يشاءوا ويوقفونها متي يشاءوا ليحصلوا علي مجد مزيف ..ولم تكن في الأمة العربية انتخابات حرة و لا برلمانات حقيقية ليتبادل المختلفون فيها الرأي بدلاً من الرصاص والحوار بدلاً من القنابل
ولو كانت هناك منابر حرة نصبت بدلاً من أعواد المشانق والتي نصبوها للشرفاء و المُبد عين والأحرار لما كان هذا الضياع للشباب والثروات والخيرات والكنوز ... والضحية جمهور العرب والذين غيبتهم وسائل الأعلام الخبيثة والأقلام المأجورة والقنوات المضللة لمصلحة الصهاينة .

إن الحاكم الفرد له دولتان دولة فوق الأرض وهي دولة العلن ودولة تحت الأرض من الحرس الخاص والمخابرات والميلشيات والعملاء والجواسيس وأجهزة الأمن القمعية وسحرة فرعون من الإعلاميين المأجورين وهي التي يحكم بها ويقهر بها شعبه ويخذل بها وطنه.

وفجأة يفيق العرب من غفلتهم ويدركون أنهم كانوا يمجدون سفاحاً يخطف الأرواح ولصاً يسرق الخبز والدينار والصوت والأنفاس يا حسرة علي العرب عميلاً هنا وأحمق هناك وجاهل هنا وسفاح هناك ولم يكونوا إلا تماثيلاً وصوراً كرتونية صنعتها أجهزة إعلام صهيونية ومحلية وبحماية أجهزة قمعية بالإفك والكذب والبهتان.

وكانت الكارثة في الخريف العبري لا الربيع العربي تتسابق الشعوب لتقتل الجلادين الذين حكموا بالحديد والنار والدم.
. وهنا أختفي الرئيس ...أختفي الزعيم الأوحد ورحل الرئيس الأعظم وانكشف الوهم الأكبر و سقطت التماثيل عندما أنتهي دورهم وعندما أرادت الصهيونية العالمية .
.
نُريد قائداً نبت من هذه الأرض ، و بذوره ممتدة إلى أجدادنا العظماء وقلبه معلق برب السماء وشجرته نورانية محمدية لا شرقية ولا غربية.

نُريد قائداً يُحب العلم ويقّدر العلماء ويحتفي بالأدباء .؟
نريد قائداً يوجعه أنين المرضي ويؤلمه صرخات الجرحي ويغيث الملهوف ويحرقه بكاء اليتامى ويحزنه نداء الثكالى ....لا رئيساً يغلق أذنيه ويقفل عينيه وينطبق عليهم قول الله تعالي ( صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون ) 17سورة البقرة

نُريد قائداً يحارب الفساد ويقطع دابر المفسدين لا رئيساً حاشيته فاسدة وأسرته مفسدة وعائلته متحكمة ...

نُريد قائدا يوقره العَالم والملوك والزعماء لا رئيساً أضحوكة في يد الخبثاء والدهماء.

نُريد قائداً يحاسب الأقارب والمقربين والكبار لا رئيساً يحابي المنتفعين والمحبين والصغار.

نريد قائداً يُقدس الوطن ويُقدّر عظمة التاريخ وعبق الحضارة ..لا رئيساً يدنس الوطن ويدمر التاريخ ويبيع الحضارة .

نُريد قائداً يستصلح الصحراء ويقرب الشباب ويُطلق الحريات ويشجع الإبداع والتنوير... لا رئيساً يخرب العمران و يتاجر بالشباب و يكمم الأفواه ويكتم الأنفاس لكل صوت حر ويسجن كل مثقف مبدع.
نُريد قائداً جسوراً لا يهاب الموت ولا يخشى المنون إذا أُخذت حفنة ترب من أرض الوطن أو أهُين المواطن ...لا رئيساً يبيع الأرض ولا يغير على الفرد والعِرض.

نُريد قائداً لا يسكت لهذا الجنين الذي حملت فيه أمريكا سفاحاً من بريطانيا وهو اسرائيل الصهيونية والذي ولدته وأرضعته و وكبرته وأسكنته في ديارنا المقدسة بفلسطين وفرضته علي العالم وتفرض فساده وترضي بإفساده... لا رئيساً يركع للشرق تارة وللغرب تارة اخرى ويعشق بني صهيون ويتمرغ في أحضانهم ويرضي بضياع مقدساتنا وانتهاك حرماتنا.

نُريد قائداً يصدع بالحق أمام هذه الأصنام الذين هم لها عاكفون وبحبها يعترفون ومن أموالها يغرفون (مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية )والتي صنعها الاستعمار ليعبدها العرب وهي لا تنفع و لا تضر إلا لمصلحة الصهيونية العالمية وأعوانها هنا تخرج سيوفها وحرابها علي العرب لتقتل الشرفاء وتحرق بسلاحها الأبرياء ...لا رئيساً يُعيّن في هذه المعابد الصهيونية وزراء وأقارب ليصفقوا للقرارات ويقبضوا بالدولارات من دماء المواطنين العر ب .


نُريد قائداً يفتح الجامعات والخلوات لتعليم قواعد الدين والثقافة الطاهرة المعتدلة الراقية الصافية ..لا رئيساً يصنع الإرهاب ويحارب الإبداع والمفكرين ويحمي الدو اعش والخوارج ويحتمي بالإرهابين والخوان والمجرمين ويقرب السفهاء والمنحلين

من هنا أختفي القائد الرشيد العظيم وليته يظهر!
وهنا مات الرئيس... وأنتهي الزعيم ... وليته لا يعود!
ولنعلم أن التاريخ لا يرحم والديان لا يموت
. ومهما طال الليل ...لا بد من طلوع الفجر
ولابد لليل أن ينجلي ...ولابد للقيد أن ينكسر

بقلم / رافت حجازي
باحث وكاتب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي