الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة : في مواجهة استراتيجية الإبادة والتجويع الصهيو أميركية

عليان عليان

2024 / 3 / 4
القضية الفلسطينية


المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة : في مواجهة استراتيجية الإبادة والتجويع الصهيو أميركية
بقلم :عليان عليان
المتتبع لمجريات الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023 ، يخرج باستنتاج محدد أن هنالك علاقة طردية بين انتصارات المقاومة في كافة محاور القتال ، وبين ازدياد حجم المجازر والشهداء في صفوف المدنيين الفلسطينيين ، ما يعني أن العدو الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة ودول الغرب الرأسمالي يعمل على تعويض فشله في ميدان المعارك في قطاع غزة ، بإلقاء أطنان القنابل على المدنيين التي أدت إلى استشهاد ما يزيد عن (30) ألف شهيد وما يزيد عن ( 70 ) ألف جريح عدا عن آلاف المفقودين تحت الركام ، معظمهم من النساء والأطفال .
وجاءت مجزرة شارع الرشيد( دوار نابلس) بتاريخ 29 شباط (فبراير) الماضي أثناء انتظار آلاف المواطنين شاحنات الطحين ،والتي نجم عنها استشهاد (116 ) مواطناً فلسطينياً وجرح ما يزيد عن (700) آخرين ، والتي تلتها مجزرتين في كل من دير البلح وفي دوار الكويت في مدينة غزة يوم الأحد (3) شباط ( فبراير ) الجاري أثناء انتظار المواطنين شاحنات الإغاثة لتعكس هزائمه المتكررة ، وحجم الخسائر الهائلة في صفوف قوات الاحتلال في ميادين القتال وخاصةً في معارك حي الزيتون في قطاع غزة ، وفي محافظة خان يونس ، ما يؤكد أن العدو لا يخوض حرباً ضد المقاومة جراء عجزه في مواجهتها ، بل يقود عمليات قصف انتقامية ضد المدنيين الفلسطينيين مستخدماً سلاح التجويع أيضا .
أهداف محددة لمجازر العدو
رغم أن عمليات قصف المدنيين الفلسطينيين ، تعكس فشل العدو في تحقيق أي منجز عسكري في الميدان ، إلا أن حكومة العدو تعمل على تحقيق عدة أهداف من هذه المجازر ومن حرب التجويع أبرزها :
1-محاولة بائسة لكي وعي قيادة المقاومة ودفعها لتقديم تنازلات في مفاوضات تبادل الأسرى.
2-توجيه رسالة للمجتمع الدولي أنه غير آبه بالتوصيفات التي تطلقها المنظمات المنبثقة عن الأم المتحدة مثل " اليونسيف" " و " االصحة العالمية " و "مجلس حقوق الإنسان" و " المقرر الأممي لحق الناس في الغذاء" وغيرها من المنظمات ، بأن الكيان الصيوني يمارس عمليات تجويع مبرمجة ضد أبناء القطاع إضافة للمجازر التي ترتكب على مدار خمسة شهور من عمر الحرب.
3- توجيه رسالة لمحكمة العدل الدولية بأن الكيان غير معني بالتدابير الاستثنائية التي أمرته بتنفيذها ، ولعل الرسالة التي بعثت بها حكومة العدو للمحكمة تكشف عن ازدراء حكومة العدو للمحكمة ، عندما قالت فيها أن ما يحدث في قطاع غزة ليس من اختصاص المحكمة.
4-إعلان على المكشوف من قبل حكومة العدو ، بأن النظام العربي الرسمي في معظم مفاصله شريك في العدوان ، أو متستر عليه ، وخاصة نظام كامب ديفيد في مصر ، حيث اكتفت مفاصل هذا النظام بالإدانة اللفظية لجرائم العدو، دون أي موقف يرقى لمستوى الجريمة البشعة التي راح ضحيتها (112 ) شهيداً وما يزيد هن (700) جريح ، وهذا الموقف من أطراف في هذا النظام ،يؤكد ما سبق وأن صرح به مبعوث " السلام " الأمريكي الأسبق "دينيس روس" بعد مرور أيام على بدء الحرب " بأن خمس دول عربية تواصل معها ، أبدت حماسها لاجتثاث المقاومة بشكل سريع ".
لكن الهدف الأهم من مجازر العدو وحرب التجويع كما أشرت ، هو محاولة بائسة ويائسة من الاحتلال لكي وعي قيادة المقاومة ، ودفعها للتنازل عن شروطها في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ، وهذا الهدف فشل فشلاً ذريعاً ، وحصل العكس تماماً بحكم استناد المقاومة إلى حاضنتها الجماهيرية ، التي لم تخذلها رغم المجازر الهائلة التي يرتكبها العدو يومياً بحقها.
فالمقاومة هي التي مارست وتمارس بجدارة عملية كي الوعي للصهاينة، من خلال إداراتها الناجحة لملف الأسرى هذا (أولاً) و(ثانياً) نجاحها في خلق أزمات مركبة متصاعدة في الداخل الصهيوني ( وثالثاً) ومن خلال تكتيكات المقاومة وعملياتها النوعية التي ألحقت بالعدو خسائر هائلة على صعيدي القتلى والجرحى ، وعلى صعيد المعدات ، حيث بلغت خسائر العدو وفق تقديرات عدد من المراقبين حوالي (10) آلاف قتيل وما يزيد عن هذا الرقم من الجرحى ، نسبة عالية منهم أصيبوا بإعاقات دائمة ، حيث اعترفت صحافة العدو بما يزيد عن (3500) حالة إعاقة دائمة ، بينما تغفل حكومة العدو الأرقام الحقيقية للقتلى حيث اعترفت بمقتل 587 جندياً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينهم 247 سقطوا في المعارك البرية داخل غزّة ،حتى الثاني من شهر مارس آذار الجاري.
وباتت قوات العدو تجر جراُ إلى الحرب وهي مهزومة من الداخل بعد هزيمة السابع من أكتوبر ، ناهيك أن العديد من الجنود باتوا يرفضوا الذهاب إلى ميادين القتال ، والآلاف باتوا يطالبون بالعلاج النفسي جراء أهوال الحرب.
المقاومة تفشل استهدافات حرب الإبادة والتجويع
لقد كشفت قيادة المقاومة أنها في اليوم أل ( 149) للحرب ، لا تزال تدير المعركة ببعديها العسكري والسياسي ، بصلابة غير مسبوقة في معارك التحرر الوطني ، فهي رغم الجراح والمجازر غير المسبوقة في التاريخين القديم والحديث ، ورغم حجم معسكر الأعداء ، ورغم موقف النظام العربي الرسمي الموزع بين خانتي ( التواطؤ الخياني والخذلان ) إلا أن هذه القيادة لم ترفع شعار ( يا وحدنا) الذي سبق وأن رفعته قيادة منظمة التحرير إبان حصار بيروت عام 1982 .
ولا تزال قيادة المقاومة بعد مرور خمسة أشهر على الحرب ، تدير المعارك بكفاءة استثنائية في إطار منظومة متماسكة للقيادة والسيطرة ، وتلحق بقوات الاحتلال خسائر هائلة على صعيد القتلى والجرحى والمعدات ، عبر استخدامها بشكل بارع " تكتيك الدفاع الهجومي " لدرجة أذهلت العدو، ودفعت وزير الحرب الصهيوني " يو آف غالانت" للتراجع عن تصريحاته السابقة بشأن تفكيك قدرات حماس والمقاومة ، عندما اضطر لسحب قواته من حي الزيتون في غزة ،جراء الخسائر الهائلة التي وقعت في صفوف قواته ، وسحب لواء المظليين من مدينة خان يونس الذي وقع في مصيدة الكمائن القاتلة، وأبرزها كمين المقاومة في عبسان الكبيرة الذي نجم عنه وفق اعترافات الاحتلال مصرع (3) جنود وإصابة (14) جراح ستة منهم خطيرة . وفي ضوء حجم الخسائر التي تلقاها العدو في معارك حي الزيتون وخان يونس اضطر وزير الحرب الصهيوني لأن يصرح قائلاً : "" إن ( إسرائيل) لم تواجه حرباً بهذه الصعوية منذ (75) عاماً" ، ودفعت زعيم المعارضة الصهيونية " يائير لابيد" لأن يعترف بأن( إسرائيل) باتت تعيش كارثة وطنية ، في حين اعترف جدعون ساعر- الوزير في حزب معسكر الدولة- بأن ( إسرائيل) لا زالت بعيدة جداً عن تحقيق أهداف الحرب.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد ، بل اضطر وزير الحرب الصهيوني أمام هول الخسائر في صفوف قوات الاحتلال ، للمطالبة بتمديد الخدمة العسكرية للجنود العاملين وتمديد خدمة الاحتياط لجنود الاحتياط ، و بإلحاق اليهود المتشددين بالخدمة العسكرية في ظل الحرب المستمرة مع حركة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر..
وأخيراً : نشير إلى أن المقاومة بانتصاراتها المتواصلة في مختلف، لا تزال تدير معركة المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني بشأن صفقة الأسرى بوساطة أمريكية مصرية قطرية ، باقتدار ولم تتنازل عن اشتراطاتها رغم الكمائن المنصوبة في ورقتي باريس الأولى والثانية ، ورغم الضغوط الأمريكية الضغوط المصرية والقطرية ، ولا تزال تصر على ذات المطالب ممثلةً بما يلي : وقف إطلاق النار / انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة/ فتح المعابر وإيصال المساعدات لكافة أرجاء القطاع/ عودة النازحين إلى مناطق شمال غزة/ الشروع في عمليات إعادة البناء وخاصة المستشفيات والمرافق العامة ، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل ،وهي بهذا الإصرار تفشل مراهنة العدو على حرب الإبادة والتجويع ، وتفشل ضغوط الوسطاء الذين يضغطون بشكل رئيسي على الجانب الفلسطيني.

انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال