الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلم يطلق رصاص قاتل

محمد بلمزيان

2024 / 3 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


( في الوقت الذي كان يناضل فيه بعض الناس، ويتفرج بعض آخر، كان هناك بعض آخر يقوم بدور الخائن ) هذه كلمات مقتسبة من الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، الذي اغتالته أيادي الآلة الصهونية في أوج عطائه الفكري والإبداعي، ونشاطه السياسي، وكان قرار تصفيته قد استوعب قيمة هذا الكاتب ورمزية أفكاره ودورها في تصليب عود المقاومة في أذهان الأجيال، وبالتالي لم يكن بدا من آلة الدمار الصهونية سوى التخطيط لتصفيته جسديا بعدما عجزت عن توقيف شلال أفكاره وتوهجها وامتدادها بين صفوف المتلقين، وهذا ما عبرت عنه إبانه رئيس الوزارء الإسرائلي حينذاك غولدا مائير حينماصرحت قائلة : (بمقتل غسان تخلصنا من لواء فكري مسلح كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر من ألف فدائي مسلح ) . حينما نتصفح إنتاج غسان كنفاني الذي توفي عن عمر لا يتجاوز (36) عاما، نستوعب غزارة هذا الإنتاج في ظرف قياسي، وهو للمصادفة قد ازداد سنة 1936، وتوفي عن عمر لا يتجاوز (36) عاما، لكن أهمية أعماله الفنية والإبداعية جعلت منه كاتبا مميزا وفي طليعة الأدباء والسياسيين الذين أنجبتهم المقاومة الفلسطينية، وهذا ما لخصه الدكتور جورج حبش في قوله بأن : ( قلم غسان كانت بندقية، وكلمته كانت رصاصة) فمن ذا الذي يوقف ذلك التجسيد الإبداعي العالي للقضية في أعماله، والنظرة الثاقبة للواقع الفلسطيني ، أمثال عائد الى حيفا و رجال في الشمس ارض البرتقال الحزين أم سعد جسر الى الأبد وغيرها من الأعمال الرائعة وذات قيمة معرفية وإبداعية رفيعة، ما زالت مشعة في سماء الإبداع الفلسطيني الجاد والمميز، جذوتها لم تنطفيء ولن تنطفيء مهما دار الزمن ولن تنمحي قيمها الرمزية والتاريخية في ذاكرة الشعوب المناضلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في