الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ليس السودان؟!

شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)

2024 / 3 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


لنتكلم بصراحة مع أنفسنا و لو لمرة واحداه فقط، و لنقف و قفة مع النفس و معالجة الخلل الناجم عن عمى الضمير، و لنقف لمرة واحده و نحاسب أنفسنا و نقول الحقيقة التي لا يريد البعض البوح بها لكنها موجودة و كما يقول المثل الإنجليزي " الفيل الذي في الغرفة" لطالما تشدقنا و تكلمنا عن انسانيتنا و عن ضمرينا العربي الذي تهتز العروش لو تكلم أحد عن الدين و لو كتب أحد رواية لقامت الساعة على هذا أو ذاك الكاتب، و اليوم ايضاً أرى كل العرب بدون استثناء و بدون أي مجاملة لأحد يصرخون و يقاطعون و يتهمون أي شخص لا يريد أن يقاطع من منطلق شخصي و رؤية شخصية بالعمالة أو بالصهيونية أو عميل لدى الغرب فقط لأن الشخص له وجهة نظر أخرى عن الصراع الدائر في غزة و محاولة قول الحقيقة و فضح الإسلام السياسي في هذه الحرب التي هم أصحاب الإسلام السياسي من يقومون بدفع البشرية كلها في غزة إلى التهلكة. وأمام هذا المشهد الدموي في غزة الكل أصبح فجأة نبي عصره وانساني إلى درجة القداسة ويصرخ ويجلجل الرؤوس ليل نهار ويخاصم الكل، بل يجبر حكومات على السير في الطريق الذي يريده الإسلام السياسي.

إذا كانت هذه الأصوات صادقة ومحقة وكانت الصرخات التي تخرق الأرض السفلى حقيقة اذا لماذا لا اسمع هذه الصرخات عن الشعب السوداني او الكردي عندما يتعرضان لإبادة جماعية، و السودان دولة عربية و العشب السوداني الشقيق قبل ان يكون عربي هو شعب و بشر ككل البشر أم لأن الشعب السوداني لا يتنمر على أحد أو لأن الشعب السوداني لا يهدد الحكومات أو يهدد المصالح للدول أم كما قال الإعلامي الكبير إبراهيم عيسى في احدى حلقاته "الجميع صامت عن السودان ، أنا في رأي هذه عنصرية وقحة، الجميع يتجاهل السودان، و كأن لا يوجد شعب سوداني يُقتل منه يومياً المئات، لا أحد منتبه، لا أحد يتكلم لا أحد معني، بالذات التيار الإسلامي السياسي لأنه هو من اشعلها في السودان لذاك لا يجمع تبرعات للسودان ولا أحد سأل نفسه كيف ولماذا نتفرج و الشعب السوداني يفنى و يقتل و لا أحد يقف ويسأل، هل لأن ذلك لا يخدم التجارة في القضية و لا يخدم أي شيء من أهداف الإسلام السياسي" نهاية الاقتباس، لا نرى الإنزالات البطولية التي تحدث كل يوم في غزة تحدث مع الشعب السوداني و لا مؤتمرات و لا خطابات رنانة لأن القضية السودانية غير مربحة لا إعلامياً و لا بالمصالح الضيقة ولا تزيد من أرصدة القادة حول العالم. لماذا لم نر تلك المظاهرات العالمية تندد بالمجازر في السودان؟ وبمناسبة الأرقام في غزة هل تحدث أحد وصرخ حول هول الأرقام في السودان يومياً حيث يقتل 200 شخص بسبب المعارك، وثمة ما يزيد عن 8 مليون نازح ومشرد، آلاف الأشخاص المصابين بمرض السرطان لا يوجد لديهم علاج وأدوية وتراهم نائمين في باحات المستشفيات هل قامت الدول بنفس الإنزالات البطولية على هؤلاء الذين يعانون ولا ننسى حالت الاغتصاب والتحرش والأمراض التي تنشر بسبب الحرب الدائرة، بل هل سأل أحداً عن عدد القتلى في السودان الذي يزيد عن نحو 12 ألف قتيل هذه فقط الأرقام المؤكدة غير المخطوفين وغيرهم..
وعندما أقول ان العرب يفضلون البطولات الوهمية ولا يحبون الاعتراف بالحقيقة أنهم في حالة غيبوبة عن الواقع وخوف القيادات من مواجهة نفسها ولو لمرة واحدة خارج الواقع والميكروفونات فقد قالها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إحدى حواراته:
وردا على سؤال حول "كيف يمكن وقف التدهور الحاصل في العلاقات العربية وحل الخلافات بين سوريا والعراق قبل مؤتمر سالزبورغ وقبل مؤتمر جنيف؟"، رد السادات أن "الأمر في غاية البساطة، وهو أن نعيش نحن العرب ولأول مرة بمفهوم العصر الذي نعيشه، وأن نترك المعارك الجانبية"، مستدلا بالسوق الأوروبية المشتركة وكيف "اتفق الأوربيون على أن السوق مستمرة حتى لو حدثت خلافات بين أعضائها من مختلف الدول، والانتهاء بالسوق إلى وحدة سياسية، واتفقوا أيضا على أن أي خلاف بين دولة وأخرى يجب أن يتم حله داخل المجموعة"، مضيفاً: "نحن العرب، على عكس ذلك، إذا لم يكن الخلاف موجودا فيخلقونه".
وأضاف السادات أنه تم اتهامه بإبرام اتفاق سري بعيدا عن العرب، مشيرا إلى أنه "يترك الجميع لضمائرهم"، وأن "مصر لم ولن تتخلى عن العرب".
وقال الرئيس المصري الراحل: "يا للأسف نحن العرب نخلق المشكلات لأنفسنا"
وأضاف السادات: "خلال حرب أكتوبر 1973 أرسلت برقية للرئيس السوري حافظ الأسد يوم 19 أكتوبر، وقلت له وأنا أنزف دما إنني سأوافق على وقف إطلاق النار لأن أميركا تحاربني منذ 10 أيام وليست إسرائيل، بعد ما رفضت وقف النار 5 مرات، ورفضت وساطات روسية وبريطانية لوقف النار. كل هذا رفضته، لكن اكتشفت أنني أواجه أميركا في الحرب. وقلت للأسد إنني لست مستعدا تاريخيا لتحمل مسؤولية تدمير شعبي وتدمير قواتي المسلحة مرة أخرى. ووافقت على وقف إطلاق النار" وأضاف أيضاً ووجه السادات نداء للقادة العرب وقتها قائلاً "السياسية لا ترسم والاستراتيجيات لا توضع أمام الميكروفونات".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل