الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة الزيتون التاريخية: لا أعذار للكيان الصهيوني

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 3 / 6
القضية الفلسطينية


في مواجهة المقاتلين الفلسطينيين في حي الزيتون، غرب مدينة غزة، اضطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس 29 فبراير الأخير، إلى التراجع. انسحاب كانت عاقبته مذبحة راح ضحيتها مدنيون فلسطينيون في ساحة النابلسي بشارع الرشيد جنوب غزة، جاءوا للحصول على الطحين.
ارتفع عدد الشهداء إلى 104 بالإضافة إلى 760 جريحاً، بينهم العشرات في حالة خطيرة. وتقول منظمة أوكسفام إن استهداف إسرائيل المتعمد للمدنيين بعد تجويعهم يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي.
وتظهر هذه المذبحة الإضافية الرغبة الإسرائيلية في القضاء على الشعب الفلسطيني. وكان العشرات من الضحايا من بين المواطنين الذين ينتظرون المساعدة. وقال مصدر لـ"الميادين"، إن "دبابات الاحتلال سحقت أجساد الأهالي، وأطلقت عليهم القذائف الحارقة". كما اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية المئات من المواطنين، واقتادتهم إلى قاعة البيدر في شارع الرشيد. وسبق أن نفذت مجزرة في مخيمي البريج والنصيرات، استشهد خلالها 25 فلسطينيا. وفي بلدة خان يونس، تم انتشال رفات 17 شهيدا من عدة مناطق فجر اليوم سالف الذكر.
ونقل شاهد من الموقع ما حدث لتلفزيون "بال توداي": “كان هناك أكثر من 100 ألف شخص. حوالي الساعة الخامسة صباحا وتحت رحمة البرد القارس، عندما تحركت الشاحنات نحونا، كان لدينا أمل كبير في أن نتمكن من إطعام عائلاتنا التي لم تأكل الخبز منذ 70 يوما. لكن مفاجأة شرسة كانت تنتظرنا. ولما حملنا أكياس الدقيق وقع علينا وابل من النار. فتحت الدبابات النار علينا. كان هناك صبي صغير ينتظر دوره. وكان والده شهيدا. أردت مساعدته في حمل كيس الدقيق. لقد وجدته في حالة يرثى لها."
وذكرت بال توداي أيضا أن الزوارق الحربية فتحت النار أيضا على شارع الرشيد. وكان القناصة الإسرائيليون مندفعين.
وقال مسؤول في المقاومة الفلسطينية في حديث لقناة "الميادين" اللبنانية عن معركة الميادين التي لا تزال مستمرة منذ انطلاق العملية البرية، إن "قوات الاحتلال غادرت بعد تكبدها خسائر فادحة" . وأضاف أن "شظايا الدبابات الإسرائيلية التي استهدفتها المقاومة توزعت على عدة محاور كانت مسرحا لقتال عنيف"، مؤكدا أن "ملابس جنود الاحتلال ودماءهم موجودة في كل مكان، في الشوارع، في المنازل وفي معظم أنحاء الأرض". من هذه المنطقة.
وأفاد أحد قادة المقاومة، يوم الأربعاء، أن مروحيات إسرائيلية هبطت ثلاث مرات لنقل قتلى وجرحى إسرائيليين. مما اضطر سلاح الجو الإسرائيلي إلى توفير الغطاء لعملية الإخلاء. وقال لـ"الميادين " إن "مفترق دولة وشارع السقا أصبحا مقبرة لدبابات الميركافا".
وأكد فائز الدويري، الخبير العسكري في قناة الجزيرة القطرية ، أن القوات الإسرائيلية "لن تتمكن من القضاء على كتيبة الزيتون، وهي القوة الضاربة لكتائب القسام". وأضاف: "سيضطرون إلى الانحناء والانسحاب هرباً من معركة خاسرة" .
وبحسب الدويري، فإن المقاتلين الفلسطينيين "تعاملوا مع المعركة بكفاءة من خلال تبني السيناريو الأسوأ، على الرغم من القوة العسكرية الساحقة للاحتلال".
وأشار الخبير العسكري إلى أن معركة الزيتون هي الثالثة من نوعها، بعد دخول شمال قطاع غزة الحرب. في الأولى جرى الهجوم على حي التفاح والدرج ومعسكر الجبيلة. وفي الثانية وقع هجوم ضد أحياء عجلين وتل الهوى والرمال وشارع النصر بمدينة غزة.
واعتبر أن ادعاءات إسرائيل بأنها تمكنت من تفكيك كتائب القسام وأطرها التنظيمية في هذه المنطقة باطلة. “شراسة معركة الزيتون تظهر أن بنيتهم ​​المقاومة والقتال في القطاع الشمالي لم تنكسر. كما تمت إعادة هيكلة كتائب القسام لترتبط بفصائل أخرى من بينها سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي”، يضيف الدويري.
لم يتم الإبلاغ عن هذه الإخفاقات في وسائل الإعلام الإسرائيلية. ونفذ مقاتلو الجيش الإسرائيلي غارة على منطقة الزيتون في غزة في الأسابيع الأخيرة. وكتبت عنهم الجريدة الإسرائلية "i24" أنهم
"حددوا ودمروا البنية التحتية الإرهابية ومباني منظمة حماس الإرهابية، بالإضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ التي أطلقت منها الصواريخ على إسرائيل” .
نفس الجريدة أفادت في المقابل بأن لواء المظليين غادر قطاع غزة مشيرة إلى أنها "أحدث" قرار بمغادرة القطاع، وأنه سيتم إعادة تكليف جنوده بحماية التجمعات الإسرائيلية المتاخمة لغزة. وأعادت إلى الأذهان أن 37 من عناصر اللواء قتلوا في المعارك في الهجوم البري الذي بدأ في يوم 27 أكتوبر”.
وفي ما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي القاتل الذي أدى إلى استشهاد أكثر من مائة مواطن فلسطيني في شارع الرشيد، فإن تجمع الفلسطينيين حول الشاحنات يصور على أنه أعمال شغب. وذكرت وسائل الإعلام نقلاً عن تحقيق أولي أجراه الجيش الصهيوني أن "معظم المدنيين الذين قُتلوا داستهم الحشود أو سحقتهم شاحنات المساعدات الإنسانية" .
ردا على اتهامات حماس بأن الجنود الإسرائيليين المتواجدين تعمدوا إطلاق النار على الحشد، أكد الجيش الصهيوني أنه اضطر إلى إطلاق النار على أساس أن جنوده تعرضوا للتهديد من قبل الحشد، لكنه نفى قتل عشرات الفلسطينيين. بينما أظهرت صور الفيديو الجوية المنشورة على قناة "i24" تجمعات وليس أعمال شغب. وفي ما يتعلق بالشاحنات، يبدو أنها تسير ببطء شديد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير رحب بالمجزرة.
وأكدت "بال توداي" أن طائرات إسرائيلية شنت غارات قرب الحدود بين رفح ومصر حيث يتجمع آلاف النازحين الفلسطينيين، وهو ما يثير تساؤلات كثيرة حول الدور الذي يلعبه النظام المصري. وكان من الممكن فتح معبر رفح الذي تتسرب منه المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم الأوامر الإسرائيلية، لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين. هذا مجردحلم، كما يقول المشير السيسي، الرئيس المصري الذي سيتذكره العالم.
من ناحية أخرى، استشهد 7 أطفال في مستشفى كمال عدوان متأثرين بسوء التغذية بعد توقف المستشفى عن العمل، بحسب مصادر طبية فلسطينية. أكثر من 450 مريضا يعانون من الفشل الكلوي في شمال غزة لا يستطيعون الحصول على العلاج. والأسوأ من ذلك أن البنتاغون، الذي لم يعد دعمه للكيان الصهيوني موضع شك، يؤكد أن “أكثر من 25 ألف” امرأة وطفل فلسطيني قتلوا منذ بداية الحرب، بحسب البنتاغون، تذكر وكالة فرانس بريس، قبل أن تبتلع الإدارة الأمريكية هذه الأرقام.
المصدر: https://perspectivesmed.com/le-massacre-dal-zeytoun-qui-fera-date-pas-dexcuses-pour-lentite-sioniste/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -