الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم يدخل زمن الابراهيمية الثانية؟/1

عبدالامير الركابي

2024 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالاميرالركابي
من بين ماتحاول تكريسه الارضوية استكمالا للهيمنه المنظورية التي سيدتها عالميا بعد انبثاق الالة، طرا في الاونة الاخيرة مايشير الى محاولة مصادرة الرؤية الكونية الابتدائية اللاارضوية "الابراهمية"، ارتكازا الى الجانب التزييفي رؤيويا "صهيونيا"، على امل الانتقال بالكيانيه الصهيونيه الى الهيمينه على المجال الشرق متوسطي، منشأ الابراهيمه التاريخيه، على ارضية ( النفط + التكنولوجيا الاسرائيية)، ومن منطلق اقامة وتوسيع الحاجز او المصد بوجه الاحتمالية الصعودية الروسية الصينيه المتعاظمة، كخطوة اولى على امل توسيعها لتشمل المدى الابراهيمي الشرقي الممتد من الصين الى غرب اوربا، كما كان مقدرا له ان يتجسد على انقاض الكيانية العراقية، وبعد محوها عام 2003 من خلال مشروع "الشرق الاوسط الكبير"، مع اقامه سفارة امريكيه في بغداد يفترض ان تذكر ببغداد العباسيين، السيد/ السفير/ فيها هو الرئيس الثاني الامريكي، ان لم يكن الاول، في مكان تكلفه بنائه تقارب الستة مليارات دولار .
وبدلا عن اوربا مبتكرة الكيانيه الصهيونية لاغراض هيمنيه اولى تمددية نحو شرق المتوسط محركاتها جغرافو/ تاريخيه واضطرابية تكوينيه، مشفوعه بمبدا "صناعة الامم" المعتمد وقتها من قبل الغرب الاستعماري بصيغته الصناعية الاوربية الاولى، تلك السابقة على الامريكيه الراهنه ,المفقسة خارج رحم التاريخ، مع العولمه والتكنولوجيا الانتاجية مابعد المصنعيه، وماتقتضية وتفرضه من الغاء للكيانوية والسيادة الوطنية، مايستوجب اعتماد مبدا "تفتيت الامم" الساري، الى ان يجد شخص مثل ترامب ومن "حوله"، صيغة متطابقة مع اشتراطات الهيمنه بظل تغير التوازنات العالمية، واحتمالات اختلال القطبية لغير صالح الولايات المتحدة والغرب، ومايقتضية اجمالي حال التحول الانقلابي بما في ذلك الخروج من "الكيانوية/ الوطنية القومية"، وماتمخض عنها من تلفيقية ابتدائية تجسدت بالكيانيه ال "اسرائيلية" شبيهة، او التي تذكر بالاوربية ك( كدولة/ امة) ملفقة ودالة على لاصلاحية الكيانيه الاوربية الابتدائية الالية، ذهابا الى مافوق كيانوية، بمعني الكيانوية الكتابية المتعدية للمحلوية الجغرافية، بغض النظر عن درجة خطورة التزويرية لنوع الكيانيه الجارية محاولة اعتمادها بالفبركة المفهومية الكبرى، اليوم.
ويتوافق الحاصل بصفته ضرورة قصوى، مع انقلابية غير معبر عنها، وغير متبلورة كليا كما حال المنظور المواكب لها، والدال على خاصياتها كمستجد تاريخي انقلابي حاسم، فالعقل عموما لهذه الجهه عالميا، ماخوذ بالنمطية المفترضة الغربية الكيانوية للدولة/ الامة الطاريء، مع انها حالة توهمية انقضت وجودا منذ بدايات القرن العشرين، لتبقى مجرد رمزية سطت عليها الكيانيه المفقسة خارج رحم التاريخ، حائزه على ضخامة "منجزها" الانقلابي الالي، وملتحفة بفهاهيمها عن الكيانيه ونوع النظام لتعذر ماسواهذاتيا، فالقرن العشرين هو القرن الامريكي المفتقد للنموذج، او بالاحرى النموذج غير القابل للتعميم، ولا حتى للبلورة النموذجية بما هو نموذج "كيانيه فكرة" زائدا الالة، مفصول عن كل تاريخ الكيانيه والمجتمعية التاريخيه نتاج وحدة ( البيئية/الكائن البشري) كما وجدت وتصيرت على مدى الطور الانتاجي اليدوي، على طوله وعمق تفاعليته، وهو مالا تشترك فيه كيانية الولايات المتحدة الامريكية، مع باقي المجتمعات، او "المجتمعية" بما هي كظاهرة لها اشتراطات نشاة وتفاعل تصيري مديد.
عكس المذكور فان المجتمعية الجديده تقوم على ازالة المجتمعية من الوجود، كما فعلت مع مايزيد على الستين مليونا من الامريكيين الاصليين ونمط مجتمعيتهم، مجتمعية اللادولة الاحادية العريقة، جرى محقهم من الوجود بالالة والرسالة / الفكرة/ كما حملها البيوريتانيون "سنبني مدينه على جبل"(1) عودة الى كيانيه كتابية توراتيه زائفة، حيث شيطنة الارادة الالهية ضرورة وجودية، تجسدها الرسالي حجه وذريعه تجيز افناء ماقبلها من مجتمعات، فلا وجود لامريكا داخل حدودها، ولايمكن لها ان تكون،اذا لم تفرض على العالم "رسالتها" بما هي "امة مختارة"(2) متاخرة، ثانيه.
من هنا يتعين ان تعاد قراءة السردية الغربية، مع ضرورة قلبها نحوماهي ميسرة له واقعا ومعاشا، خارج التوهمية الضلالية التي تكرس الكيانوية الوطنيه القومية وماديتها، بحكم آليتها التي هي بالحقيقة الغاء لها، متجاوز لفترة صلاحيتها تاريخيا، كما هي متمثلة في ماتنتجه من ابتداء بصفة كيانيه يفترض توهما، انها "ديمقراطية" تحاكي جهالة مزر ية، مثل تلك التي كان يتباها شخص مثل سارترفي موقفه من اسرائيل / الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط /كمثال، من دون انتباه للدلالة التوراتية المعادة صياغتها لاغراض آنية، على مايفترض انه مبتنى برجوازي حديث، يتلبسه هنا منظورلاارضوي من حيث العمق والمنشأ، مخالف تماما للبنى الارضوية، وعلى راسها وارفعها كيانية ( الدولة الامه)الحديثة، هذا والغرب الاوربي مؤئل الانقلابية الاليه، ينتج مايضاده مجبرا لمرتين، اولى وهو في عز نهوضه بصيغة كيانيه فبركة مضادة لذاتيتها المفترضة حداثية باسم "اسرائيل"، تاتي لاغراض هيمنيه استعمارية بعد نزوع افنائي جنوني فاشي فاشل، وثانيه اكبر واكثر فعالية بما لايقاس، تفرض نفسها فتغدومحور الاليه الغربية، ومايؤول لما يحتسب على انه النهضة الغربية الموصولة بالالة، مع تعاظم دور ومكانه الكيانيه المفقسة خارج الرحم المجتمعي التاريخي، لدرجة تسيدها على المشهد الالي، وصولا لطيها النموذج الغربي الابتدائي بين تضاعيفها، والحاق ماتحتاجه منه ضمن ضرورات ومبررات وجودها.
ماعاد من المقبول على الاطلاق السكوت على التخاريف والضلالات المرافقة والمواكبة للانقلاب الالي مجتمعيا كيانيا، مع ماتنطوي عليه من تدن مخجل معرفيا ووقائعيا، بالاخص اذا ماخذنا بالاعتبار استمرارية القول به واعتماده، فالالة حين تنبجس، فانها بالاحرى تؤشر عمليا الى نهاية كل اشكال المجتمعية الارضوية الحاجاتيه الجسدية الطارئة على الكيانيه المجتمعية، بعد ان ظلت مهيمنه قصورا عقليا ابان الطور الاسبق اليدوي، فان قامت اليوم ومع انبثاق الالة، دول وكيانات ونظم من نوع تلك اليدوية المحسنه بقوة اشتراطات الالة، وفعلها المسرع للاليات المجتمعية كما حدث في اوربا، فان مايقوم ساعتها يحدث ضمن اشتراطات المؤقتيه العابرة المضطربة، وضمن ظروف انتاجوية بالدرجة الاولى كونية متعدية للكيانيه بصيغها الوطنيه القومية، ونوع نظمها وقوانينها، خارقة لها، تدخلها بسبب التناقض العميق، ضمن دوامة من الاحتدام الشامل،والحروب الماحقة التي لاتوقف لها،والتسلطية الاكراهية العدائية على مستوى الكوكب الارضي، ماان يشارف القرن العشرين على الحلول، حتى تنتهي ممكنات استمرارها لولا الرافعة الامريكيه البرانيه، مكرسة التوهمية المنتهية الصلاحية، للتعذر التعبيري الذاتي.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة