الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافة مقتطفات 85

آرام كربيت

2024 / 3 / 6
الادب والفن


الإله يعاني من غربة وجودية بعد تجريده من قوته
أكبر خدمة قدمتها المسيحية أنها قتلت الإله، جردته من قوته وهيبته.
لا يزال الإنسان ضائعًا، حزينًا يبحث عن ظل إله يمنحه بعض التوازن.
الغرب قتل الإله منذ ألفي سنة، منذ أن علم أنه قادر على أن يحل محله، منذ أن علم أن الإنسان هو ملك الأرض، وبعد قلته حولوه إلى مسخ، كائن عاجز لا حول له ولا قوة، رموه في وجه الشرق ليعلف عقله به، جاء الإسلام ليعيد إنتاجه، بيد أن الزمن كان قد مضى وسار في منحى آخر، ثم استخدمه الغرب لتكريس السلطة الاحادية، ثم تبين أنه ميت وأن هناك طرق آخرى لخدمة السلطة بديلا عن إله لم يستطع تقديم المزيد من الخدمات.

نكره الاستمناء في الخفاء ونقدسه في السر
لا تخجلوا من الاستمناء، هذا الأخير أنه واقع موضوعي، نمارسه كل دقيقة وساعة وثانية بمتعة شديدة، تذكروا أننا أبناء الاستمناء، عمليًا لقد ولدنا منه، من عالم الاستمناء الزاهي والحقيقي.
لو لدينا الشرف والأخلاق لأخرج كل واحد منا عضوه أما الجميع ومارس هذه الحقيقة أمام الملأ.
لماذا تخجلون من الاستمناء، لماذا تخافون من حقيقتكم، كلكم في الخفاء أحرار، في الاستمناء، مع الذات بعيدًا عن العيون، أنتم في قمة الحرية والنشاط خاصة عندما تكونون في الخفاء أمام أنفسكم.
لا تحبون أن ترون أنفسكم في المرآة مخافة أن تتحطم الصورة النمطية لكم.
لماذا تخافون من العلنية، لماذا لا تخاف من نفسك بينما تخاف من الأخر، من الضعيف والمهزوز والمهزوم أكثر منك؟
الا تملون من القناع، ألم تتعبون، ألم يتعب القناع منكم؟
عندما نستمني في العلن وقتها سنكون أقوياء ونحطم جدران الصمت الذي امتد إلى عشرات الآلاف من سنين الكذب والزيف والعبودية.
العلاقة بين الاستمناء والعبودية والخداع على الذات موضوعي، لكسر أحدهما سيسكر الأخر.
أكثر مفهوم استمنائي هي الدولة.
، أنه حقيقتنا جميعًا، عالم كامل متكامل من المستمنين، رؤوساء دول، حكماء وأبطال الحرية والفراغ والحرب والمقاومة.
عالمنا كله استمناء في استمناء، تعاملوا معه بصدق وفرح، لا تخجلوا أو تترفعوا عليه.
ما دمنا نجامع الفراغ، ونتلذذ به، فما المانع أن لا نعلنه.
كفى كذبًا عن تقديم أنفسنا أننا فضلاء ومحترمين، وحياتنا طبيعية، نحن البشر من أقذر ما انتجته الطبيعة.
لا زلنا نعاقر الفراغ إلى هذه اللحظة.

الفراغ لعبة خطيرة
الفراغ الذي وفرته لنا هذه الحضارة، أنفقناه في القلق والتوتر وسبب لنا الكثير من الأمراض النفسية والعقلية.
الفراغ يحتاج إلى كائن واع يملأه بما هو مفيد بدلًا من التدمير الذاتي.
إنه سيف ذو حدين، أنه معك وضدك، أنت من يقرر.

برتراند راسل ولطفي الخولي وأنا
في الأعدادية، في الصف الثامن العام 1972، كنت اتردد كثيرًا على مكتبة مدرستنا، ثانوية عربستان، في مدينة القامشلي.
وقع في يدي مجلة الطليعة المصرية، رئيس تحريرها، لطفي الخولي في زمن الرئيس جمال عبد الناصر.
شرح الكاتب، الخولي، كيف استقبله الفيلسوف الأنكليزي برتراند راسل بالترحاب في فيلته، الكلاب في فم مدخل الفيلا، ووصف داخل البيت من آثاث وفرش وترتيب، باستفاضة.
كان راسل حزينًا على عالمنا، يتملكه القهر، ثم طلب منه أن ينشر بحث له في صحيفته، الطليعة عن الديمقراطية الأمريكية، في أربع اجزاء.
سأله لطفي الخولي:
ـ ولماذا تريد نشر بحثك في مصر، وليس في الولايات المتحدة أو أوروبا؟
ـ لم تقبل أية صحيفة أمريكية أو وروبية، أو لنقل لم تتجرأ على نشر هذا البحث. أنا حزين جدًا لهذا الأمر. كلهم خائفون.
ـ تكرم.
كان الخلاف بين الولايات المتحدة ومصر الستينات على أشده. وكان المقال منشورًا في صحيفة الطليعة التي كانت في يدي وقتها.
قرأت البحث، بيد أني لم أفهم أي شيء، لأن مستوى النص كان أعلى من مستوى عقلي في ذلك الوقت، وكنت في سن لا يتجاوز الثالثة عشرة من العمر أو أكثر قليلًا.
السؤال:
لماذا لم تتجرأ الصحف الامريكية والأوروبية على نشر بحث عن الديمقراطية في الدولة الديمقراطية الأعظم في التاريخ، سيدة العالم الحر في عز الحرب الباردة، لفيلسوف غربي في مثل قامة كبيرة برتراند راسل يؤمن بالقيم الغربية والديمقراطية الغربية؟
كم أنا متعطش للوصول إلى هذا البحث. ومقتنع أنه لم ينشر ولن ينشر، وهو موجود في مجلة الطليعة فقط، وباللغة العربية، وربما في مكتبة راسل ذاته دون أن يطلع عليه الجمهور في انكلترا أو غيرها.

بريجنسكي كرس الجهاديين كأبطال الحرية في أفغانستان ضد السوفييت
دخل السوفييت أفغانستان في نهاية العام 1979، وقتها قلنا أن هذا مغطس خراء عميق لن يخرجوا منه بسهولة.
طبعًا، الولايات المتحدة كانت سعيدة جدًا بهذا التطور، خاصة أن أنفها كان قد تلوث بالوحل الفيتنامي، تم إذلالها بطريقة مخجلة جدًا.
وكان العالم يعيش في أوج الحرب الباردة.
ركب بريجنسكي طائرته، وقال لنفسه، على بركة الله تعالى، نروح نشوف أخوتنا في الجهاد.
الرجل لم يكذب خبرًا، وصل إلى مضارب أخوتنا الأفغان، كما يفعل بلينكن اليوم، وزير خارجية الولايات المتحدة في أوكرانيا، لينثر على الأفغان شهادت مجانية بايخة وفارغة من المضمون، عن الحرية والسعادة والأخلاق الحميدة والمتكلسة والمقاومة والحق والكذب.
اجتمع هذا الداهية، بريجنسكي، مع المقاتلين المسلمين والأفغان، ضحك معهم، وضحك عليهم، مازحهم وبصق عليهم، وطبطب على أكتافهم، وبجدية كاذبة قال لهم يا أولادي الصغار:
ـ أنتم أبطال الحرية بلا منازع؟
رفعوا السلاح إلى السماء السابعة، ورقصوا لهذا الكذاب، وغنوا من السعادة والفرح، لأنهم على موعد لمحاربة الكفار، ودخول الجنة الموعودة في الفراغ.
بعد زمن قليل أو بسيط، غير الأمريكان الأسم والكلمة كما تغير الرياح مواقعها، قالوا:
ـ سنغير أو نبدل المفاهيم، سنغير مفهوم أبطال الحرية ونضع بدلًا عنه مفهوم الإرهابيين الإسلاميين، ويا دار ما دخلك شر.
وبدأت الحرب الأمريكية، الجوهر هو الحرب على الإسلام، الشكل هو محاربة الإرهاب.
اليوم، لم يتغير أي شيء، السيناريو ذاته، الولايات المتحدة بطلة الحرية تدعم المتطوعين الأوكران الأحرار، أبطال الحرية والسعادة، لاستنزاف روسيا وأوكرانيا وأوروبا والناس العاديين.
والجميع سعداء، مقاومين ومحاربين ودولار وضحايا وأرض محروقة، وانتشاء، وأوركانزم في الهواء أو استمناء، وخمود وصعود، والتاريخ يجري كما تجري المياه الملوثة إلى المستنقع.

قالوا أن الرئيس الكوري الشمالي مجنونًا، بينما ترامب وبادين عقلاء، لا إله إلا الله؟
يقولون عن الرئيس الكوري الشمالي أنه مجنون.
من هو الطبيعي في عالمنا المعاصر، بايدن، بوتين، ترامب، بشار الأسد، خامئني، السيسي، قيس سعيد، على سبيل المثال؟
السؤال الأصح:
ـ من هو الغير مجنون؟
لولا إرادة الحياة القوية، لما رأينا إنسان عاقل على هذه الكرة الأرضية، يقبل أن يعيش هذه الحياة.

البوذيين
لدى البوذين أساليب لتنضيف المخ من المتاعب عبر التأمل التام.
يجلس المرء عشرة أيام، دون كلام، صمت مطبق، الأكل بناتي، قليل جدا، وجبة واحدة في اليوم، الجلوس مثل زهرة اللوتس في التأمل دون أي تفكير بأي شيء اطلاقا، وتفريغ الشحنة السلبية بالكامل من اجل التخلص من كل مشاكل الحياة، الأفراد، هجرة الحبيب، المشاكل النفسية من الناس والعمل والأصدقاء.
اعتقد هذا ما يشير اليه بوذا.

القائمين على المواقع الثقافية
أغلب القائمين على المواقع الثقافية والسياسية في الخارج، حصلوا على التمويل لتنفيذ مشاريعهم، من دول الخليج العربي والأوروبي.
هؤلاء النكرات، اشتغلوا بعقلية الأنظمة الاستبدادية، والدكتاتورية، نفس المنطق ونفس الممارسات والسلوكيات، بل حولوا علاقة الكاتب أو الباحث معهم إلى علاقة سوقية رخيصة، بازار، علاقة زبونية مبتذلة.
قال هذا الأمعة في نفسه:
ـ هذا أعرفه سأمنحه مئتي دولار للمقال، هذا لا أعرف سأمنحه خمسين دولارًا، هذا صديقي يستحق ثلاثمائة دولار، ذاك لا يستحق، وهذا لن أمنحه أي فلس حتى لو ركع لي، أنه غير ذات قيمة.
يا زعران، يا دناءات التاريخ، عيب تقدمون على هذا العمل الرخيص.
والمأساة الكبرى أن بين هؤلاء كانوا سجناء سياسيون في السابق، خرجوا من المعتقل وتحولوا إلى تجار بيع وشراء الثقافة والفكر.
هؤلاء قوادي الثقافة، يمارسون العهر تحت الشمس، لم يعد هناك في نفوسهم المنحطة عيب أو خجل، وهناك تغطية عليهم، لأنه مرضى عنهم من قبل الممول.
عمليًا، حولوا الثقافة إلى مبغى رخيص، يتشارك فيها القوادون مع بعضهم في تقاسم الحصص والغنائم والمرابح.
هذه المعارضة الثقافية الرخصية، شكلًا ومضمونًا مكملة للنظام، وللمعارضة السورية الاستنبولية، المتمثلة بالائتلاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟