الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول فيلم الختم السابع لبيرغمان

رابعة خضر الخطيب

2024 / 3 / 7
الادب والفن


"The seventh seal "

في هذا الفيلم يمتزج الكفر بالايمان، الأحداث تنقسم بين الجمع الذي يجد الخلاص باللجوء إلى الرّب، وبين الكافر الذي تأكله الأسئلة والشكوك والعدم.
أكثر المشاهد التي أعجبتني هي محاولة البطل التحدث مع الساحرة التي تتم معاقبتها بسبب ممارستها الجنس واعتبار أنها السبب في الطاعون، وبالتالي الربط من قبل رجال الدين بين أفعال الفرد وغضب الإله على البشرية جمعاء. لكن اعجبني محاولات البطل لسؤالها عن فيما إذا رأت الشيطان لأنه يريد أن يسأله عن الرب، إذ يحاول أن يؤمن لكنه لا يستطيع، حيث كلما حاول أن يؤمن يشعر أنه من المستحل الايمان بالرب مع المشاعر الفردية بالتالي الإله حالة جمعية لا أكثر، هو لا يريد الايمان بل يريد المعرفة كيقين وليس المعرفة كظن. لكن في ذات الوقت يعترف هو ذاته أن يريد قتل الرب من داخله بالرغم من انه لا يؤمن به، لكن ربما هو يقصد قتل فكرة البحث عن الإله أو التفكير فيما اذا كان موجودًا أم لا.
عندما وضعت الساحرة فوق المحرقة قال صديقه عليك الآن أن تنظر في أعينها، "هل ترى الشيطان، أم اللاشيء؟"لم يكن في عبني الفتاة المسكينة وقد أشاروا إلى أنها طفلة أكثر من الخوف والهلع.
بالتالي لا خلاص عبث كل شيء من يسلك طريق الخير أو الشر لن ينجو، خصوصا أن الفيلم يتحدث عن حالة وجودية وهي اصطدام الانسان مع الوجود، وغياب المعنى في ظل انتشار الطاعون حيث الاصطدام المباشر مع الموت وهذا ما جعل البعض يعيد النظر بالمسلمات حتى أن الممثل قال ساخرًا أن الكهنة الآن يتساءلون حول الموت المفاجئ، ومغزى الألم!

هنالك أيضًا أحد المشاهد الساخرة لحظة اجتماع الجندي مع الرسام وجلسا يشربان الخمر ويضحكان ليسخرا بدورهما من الحروب الصليبية واعتبار أنها أسوأ من الطاعون، وأعتقد هذه اشارة إلى أن الكوارث التي قد يصنعها أو يسببها الانسان هي أسوأ من الكوارث الطبيعية.

لا أحد يمكنه أن يهرب من الموت، هكذا قال الموت للجندي، مهما تحايلت لن تفوز، ولا يمكن لأحد أن يهرب.
لا أعرف شعرت أن الجندي يتابع اللعب مع الموت لكنه يعرف أنه الخاسر. ومع ذلك كان يحب تلك اللعبة، بالاضافة للاشارة لحظة الاعتراف انه لم يفكر في مغزى حياته قبل زيارة الموت له اي اكتشف ان حياته الماضية كانت بلا هدف ولكن اكتشافه اتى متأخرًا.

هنالك مشاهد جميلة مثل مرور وفد الكهنة والناس بالقرب من الممثلين، عائلة يوسف مثل كأنها كانت اشارة للحياة مع بعض العفوية وربما لهذا السبب ظلوا على قيد الحياة في نهاية الفيلم، اي الفنانون كانو يبثون المتعة للناس في ظل الكارثة بينما رجال الدين أتو واحضروا الخوف وبدأو يحاسبون الناس كل واحد على حدا.

الفيلم مرات تراه بمسحة دينية ومرات تراه يغوص في الشك الفيلم، يحتوي الكثير من المشاهد الرمزية، بين الديني والفني، الفردي والجماعي ويمكن ان نكتب فيه كثيرًا.

أداء الممثلين والمشاهد نمط مختلف من سينما هوليوود، حيث أن أداءهم أقرب للمسرحي. هكذا أشعر دائما حتى عند تاركوفسكي شاهدت له اعتقد ثلاثة أفلام. وهذه الافلام تعتمد أحيانا على اظهار التعبيرات الجسدية للمثلين او تركز مشهد معين نفسي او شعري احيانًا.
وأغلبها تعتمد على الحوار الفلسفي وفي أغلب الأحيان الحوار الساخر والصراع النفسي للشخصيات مع ذواتهم والعالم المحيط ,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس