الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراهقه المهدورة في احزابنا

علي المشاط

2024 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


آن إحدى الاستراتيجيات المأساوية لنضال الأحزاب الشمولية/ الأممية والقومية والدينية /.. هو استغفال المراهقين الاطفال من طلاب المدارس بالشعارات الحزبية الطنانة و تجنيدهم و دفعهم إلى مقاتل السلطات وسجونها.
فالعائلة العراقية عادة قائمة على سطوة الأب الذي يفتخر بقسوته الشديدة على أبنائه ضانا ان القسوة هي التي تصنع منهم رجالا
وبهذا ينشأ المراهق مهدور الكرامة والاحترام خصوصا وهو في طور المراهقة الحرجة وتحولاتها التي تدفعه إلى الاستقلالية عن الاهل وأوامرهم بالإضافة الى الحرمان المادي في العائلة الفقيرة .. وبالنتيجة يصاب المراهق بالاحباط والهزيمة النفسية والشعور بالنقص...ويقع صيدا سهلا لأول عابر سبيل يبحث عن انصار جدد..عنده حجة الإقناع واللسان الودود ويبذل الاحترام التي يفتقدها المراهق جميعا في عائلته.
والمراهق لا تهمه الأهداف ولا يفقه الشعارات بدايتا..بل ما يحتاجه هو استعادة ثقته وتوازنه النفسي المهدورين ، والتأكيد على رجولته وشحنه بعبارات التحسين و التمجيد والتعامل معه كبطل الذي سيصنع المستقبل المنشود.. و يبدء تجنيده بنقل الرسائل وبعدها
توزيع المنشورات وفي النهاية التظاهرات الصدامية وعندها يتحول الى ضحية سهلة في السجون والقتل.
ومتى ما حكمت هذه الأحزاب الدولة او الشارع..حشرت خيل المراهقين في الكشافة أو الكتائب أو الطلائع أو غيرها من المسميات لادلجتهم بخطاب القطيع الذي يهتف ببغاويا بأسم القائد الأسطورة. الذي سيصنع المستقبل الزاهر بيده السحرية وهم جنوده الأوفياء المطعيين ختى الموت
و في الحقيقة ان العائلة بقسوتها هي التي دفعت بابناءها إلمراهقين الى أحضان الأحزاب المتقاتلة.. بل حتى إلى عالم العصابات كما يحدث هنا في الغرب حيث نرى بعض العوائل العربية تهمل وتقسو على أولادها ولا يجدوا الا تجمعات ألشارع تضمهم وتحميهم نفسيا وماديا حيث يجد المراهق في العصبة الأمان والسند والحماية ليمارس تمرده وحقده الذي حفرته العائلة بمعول الإهمال والقسوة.. وينساق وراء البارزين من رفاقه في تجارة المخدرات المغرية..حيث الربح السهل الممزوج بالتحدي الذي يموج في باطنه ويصبح حمله للمسدس طموحا يهدأ ولو مؤقتا شعوره بالدونية . ونراهم احيانا يقتلون بعضهم تنافسا وفي وضح النهار غير آسفين وهم في أعتاب العشرين.
فالانسان منذ طفولته بحاجة الى حب العائلة..فإذا حرم منه ..سيكون عرضة لاستغلال من يطريه بلين الكلام وينساق لرغباته.
ويحضرني هنا قصة شاب من عائلة غنية كان يسوق سيارته مع خطيبته وكان مشغولا باللمسات فانقلبت بهما السياره فنجت هي وأصبح هو حبيس الكر سي المتحرك. ولم تطل مواسات ومصاحبة الوالدين له ..فالاب كان رجل اعمال في تجوال مستمر والأم رجعت إلى سهراتها مع شلتها من الصديقات الغنيات وأصبح هو يعاني الوحدة والإهمال وقد تركته خطيبته وتزوجت . وفي النادي تعرف على شخص يكبره سنا ..اهتم به وأصبح هو مدمنا على مصاحبته اليومية..وبعدها وفي خلوة معه قام باغتصابه..وعندها اصيب بالصدمة.. ولكنه ولكي يحتفظ بمصاحبته الحياتية له لم يجد بدا الا الانصياع لرغباته. وقد نشر المسكين مأساته على النت منتحبا من هذا المصير الأسود.
فالكل بحاجة الى الحب ♥ والاستيعاب وأولهم الطفل ومن ثم ألمراهق والمراهقة.
ولكن حب الأبناء والرفق بهم لا يمكن القائه في نفوس الآباء بالنصيحة والموعضة الحسنة مادامت الصناديق التي يحملونها فوق آبدانهم ملئى بعقد الطفولة التى تفعل فعلها كالألغام الكامنة..التي لا يعرف حاويها متى واين تتفجر به وبالمحيطين..وأولهم الزوجة والأبناء المساكين. ومن أراد المزيد في معرفة هذه الألغام ومعالجة مصائبها فليقرء مقالاتي :
القلق و العصبية و الفوبيا كيف تتخلص منها ؟؟ / 1
القلق و العصبية و الفوبيا كيف تتخلص منها ؟؟ / 2








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح