الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتآمرون المتخفون

فوزية بن حورية

2024 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب حرب هي شدّةُ وكربةُ وبلاء هي الطامة الكبرى هي سقر جحيم مستعر يظهر فيها الصديق الصدوق والاخ حتى وان لم تلده امك والمسلم الحقيقي، والمؤمن الاشد ايمانا، والقوي الشجاع، وثابت الجنان، ورابط الجاش، والجبان، والخسيس، والخانع، والمستسلم، والخائن خيانة عظمى، والمتامر والمتواطئ... الحرب تظهر حقائق النفوس والمعادن... وفي الحرب على قطاع غزة انكشفت عورات العرب والمسلمين وتعرت خاصة منهم المتطبعين ومؤامراتهم وخياناتهم العظمى وتواطؤهم وتخليهم عن قطاع غزة بما فيها من مقدسات وشعب وارض وتاريخ تليد!... وكانهم ارادوا التخلص منها نهائيا وكانها سقط المتاع!... او حمل املاق!... فباعوها لا بل قدموها هدية على طبق من ذهب للاعداء الالداء الاسرائيلي الصهيوامريكي وتركوهم يعيثون فيها وفي شعبها فسادا!... ودمارا!... ومجازر بشعة للغاية!... مجازر وحشية لا يرتكب مثلها اشرس وحش مفترس... تتعرض نساؤها وبناتها وفتياتها وحتى فتيانها الى التحرش الجنسي والاغتصاب!... وتجريدهم من ملابسهم وتعريتهم امام الجميع!... وخطف الاطفال!... والصبيان!... والرضع!... والبنات!... والتعرض للاعتقال والتعذيب والتنكيل!... وقتل الخدج!... وخطف الاموات!... والعبث بالقبور!... والاموات!... والمقدسات!... وتدمير اكثر من الف مسجد وما خفي كان اعظم!... هؤلاء المتطبعون العرب المسلمون الرحماء بالاسرائيل الصهيو امريكي!... يدّعي كل منهم الشجاعة والبسالة!... وامتلاك ترسانة حربية لا يستهان بها!... الا انهم في الحرب على قطاع غزة بانت حقيقتهم وتجلت للعالم كله خيانتهم العظمى للدين والوطن وللعروبة ومآمرتهم الكبرى!... وظهرت حقيقة حق الجوار لديهم!... وحقيقة صلة الرحم!... وحقيقة القيم الانسانية في حرب الابادة الجماعية!... والعرقية!... والدينية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة والتي تشنها عليهم العدوة السفاحة اللدودة اسرائيل الصهيواماريكية قرابة الستة اشهر كان لها الاثر والتاثير العميق في نفوس بعض العرب والمسلمين وجيشت غيرتهم وحميتهم الدينية والعربية وكذلك سكان العالم بصفة عامة الا ان بعض الانظمة العربية والاسلامية رغم قساوة العدوان الحربي النازي الفاشي الاسروصهيواماريكي وحدة شراسته فضلت الغياب فظلت صماء خرساء مع كبت اصوات شعوبها خاصة دول الطوق والدول المتطبعة ومصر جارة رفح مسلمون هكذا يقولون الا ان الفعل ليس فعل مسلم بل فعل اعداء ألداء لان دم المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه... والمؤمن للمؤمن رحمة وشفقة ولحمة ومآزرة وسند... لا تشفّي وتنكيلا ونقمة ... خاصة وان المسلمين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا!... وكالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى!... ولا يؤمن احد المسلمين حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه... الا انهم زادوا الفلسطينيين غمة على غمة دول الطوق ومصر جارة رفح اختاروا القعود مع القاعدين وعدم مد يد المساعدة والعون وتركوا سكان قطاع غزة يعانون الامرين بين فردتي رحى الحرب وفردتي رحى الجوع والعطش ونقص الادوية!... يشربون ماء البحر وياكلون علف الحيوانات ويطبخون نبتة الخبيزة في الماء من دون زيت ولا ملح ولا خبز... وتركوهم يبيتون في العراء فاقدين السند وكل اسباب مقومات الحياة فكانوا بذلك فعلا هم المجرمون المتخفون تحت عباءة الضغط المفتعل!... والتهديد المزعوم!... والجبن!... والخذلان!... والذل!... والخنوع!... والاستسلام!... والتواطئ!... والمؤامرة!... هم الاشد فتكا وبطشا وتنكيلا بالشعب الفلسطيني وبقطاع غزة بدم بارد وكانهم الاعداء الالداء وهم الاخوة!... وذلك بمساهمتهم ومشاركتهم في الحرب والقتل البطيء بطريقة مباشرة وغير مباشرة في نفس الوقت بصمتهم الرهيب واختيارهم القعود مع القاعدين!... وعدم الاغاثة ومد العون لاخوانهم في الدين والعروبة والانسانية والرقعة الارضية الجغرافية هم الاجوار!... لقد تسببوا في موت الالاف من الاحياء تحت الانقاض من دون سلاح!... وموت الاف جوعا وعطشا والنيل على مقربة منهم!... و جراء فقدان الادوية خاصة منهم الجرحى والمصابون بالامراض المزمنة والكلى والسرطان والعجيب ان مخابر الادوية المصرية والصيدليات قريبة منهم!... والرضع والاطفال يموتون بسبب فقدان الحليب وباب معبر رفح على بعد خطوات منهم!... وبسبب فقدان الغذاء والحليب يموت الفلسطينيون بقطاع غزة كل يوم!... والدول العربية تفتح جسرا بريا لايصال الغذاء ومستلزمات الحياة ومقوماتها الى العدوة اللدودة السفاحة اسرائيل قاتلة اخوتهم بعد غلق باب المندب!... وتغلق مصر باب معبر رفح عن قطاع غزة وعن نجدة الفلسطينيين واغاثتهم!... حقا إنها لمؤامرة... الفلسطينيون يموتون جوعا وعطشا وبسبب فقدان الادوية وفقدان المخدر لاجراء العمليات الجراحية والدول العربية تطوق القطاع من كل جانب وهي اثرى البلدان في العالم!... هذه مساهمة ومشاركة فعلية في الابادة الجماعية سلاحها اقسى واشد بطشا وتنكيلا وفتكا من الصواريخ والقنابل والقذائف والرصاص الحي... ومن الفسفور الابيض... ومن القنابل النووية... ومن القنابل الصوتية... ومن القنابل الضوئية... ومن القنابل الذرية...
من المؤسف والمخزي ومن العار انهم مسلمون عرب نسوا حقوق المسلم على أخيه المسلم التي اكدها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الشريفة التالية:
- 1 « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»،هذا الحديث الشريف فيه مثل عظيم من النبي صلى الله عليه وسلم وامر يدعو فيه المؤمنين إلى التكاتف العظيم، والتعاون بين المسلمين والمسلمات في السراء والضراء، والتعاطف، ويرفق المسلم بالمسلم إذا احتاج ويواسيه في محنته، ويعينه على قضاء دينه وحوائجه، ويدفع عنه الظلم والجور والعدوان، ويجتهد في كل خير ينفعه، ودفع كل شر عنه وبلاء.
- 2 « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشبك بين أصابعه. في هذا الحديث العظيم تاكيد للحديث السابق، مع التعريف بان المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه، وتوصية بوجوب البقاء مترابطين كالبنيان المرصوص لانه يصعب تفككه... كلنا نعرف متانة البنيان لما يشد بعضه بعضًا ويكتمل،... لو أن الملياري من المسلمين والمسلمات امتثلوا لهذا الحديث لصار لهم شأن عظيم في العالم وبين الامم، ولاستحقوا النصر على جميع الأعداء،
- 3 « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، للاسف المتطبعون لم يحبوا لاخوتهم الفلسطينيين ما يحبوه لانفسهم ولشعوبهم
- 4 «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه» يعني لا يظلمه لا في ماله ولا في نفسه ولا في دمه ولا في اهله ولا في عرضه، يحميه ولا يسلمه الى من ظلمه ويظلمه أي إلى الاعداء ولا يخذله أي يدافع عنه وينصره، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته هذا أمر عظيم، ومن فرج عن اخيه المسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة، وفي الحديث الثاني رواه مسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». مما يدعو للحزن والاسف الشديد دول الطوق والمتطبعون وجارة رفح سلموا قطاع غزة وشعب فلسطين للاعداء الاسرائيلين الصهاينة يعملون فيهم القتل و المجازر و المجاعة وكل انواع الشر و التنكيل و العذاب الذي لم يشهد ولم يعرف مثله العالم!...
لو أن المسلمون ودول الطوق والمتطبعون منهم وجارة رفح امتثلوا لمعانى هذه الاحاديث لصار لهم شأن عظيم وعز كبير في الشرق الاوسط وما خنعوا لاسرائيل وامريكا، ولاستحقوا النصر الكلي على جميع الأعداء، ولفازوا بكل أسباب السعادة، فالواجب على المسلمين الحقيقيين جميعا أن يعنوا بما أمرهم الله به، وبما أمرهم به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، من أداء الحقوق التي بينهم، والصبر عليها، وإيثار ما عند الله، وطلب رضاه جل وعلا، وترك ما في النفوس من حب الدنيا وملاهي النفس وحب الكراسي و كنز المال والهدوء وملذات الحياة واطماع نفسية قد لا تزول إلا بالعلاج، الا وهو ذكر الله والسعي لرضاه للفوز بالثواب، والرجوع إلى طريق الصواب لما فيه من الخير العظيم... والاسراع بمسامحة أخيه وعفوه عنه.... ومناصرته ودفع البلاء عنه... ومساعدته ونجدته عند الشدائد... واسعافه والدفاع عنه ضد أي عدوان... حيث ان المؤمن المسلم الحق يدفع الشر عن أخيه، ويعينه على الخير، ويواسيه حتى يستقيم ويثبت على الطريق السوي، وحتى لا يصاب بشيء من النقص يقف الى جانبه في الحرب ويسعى لنصرته بكل الوسائل السياسية المتاحة والعسكرية. ان لزم الأمر... الا ان الدول العربية والمسلمة وخاصة دول الطوق والمتطبعون ومصر جارة رفح وللاسف الشديد كانوا غير فاعلين فعلا ايجابيا بل كانوا سلبين حتى الغياب الكلي الا من بعض ذر الرماد على العيون. اللعنة على المجرمين تبا لهم ولكراسيهم التي جعلتهم من القاعدين العاجزين....
الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام