الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ببن العصارة والقصر

بهاء الدين الصالحي

2024 / 3 / 8
الادب والفن


ما هي وظيفه الادب سؤال طرحه كل المفكرون فكانت محاوله الإجابة مرتبطة بفكره التعبير عن الذات الفردية والجماعية تجاه الاحداث سواء كانت لها صفه القدرية كما كان في حاله الاساطير الاولى التي صنعت الفكر الانساني وكانت ساعتها ذات وجاهة اجتماعيه وقتما ظهرت ولكنها اكتسبت بعض اللاعقلانية في مرحله لاحقه من تطور العقل الانساني وتجاوب المجتمع لذلك التطور على مستوى الأبنية وردود الافعال، ولما كانت الرواية المعاصرة هي اعاده تفسير العالم من خلال اعاده ترتيب مفرداته وفق مخطط عقلي مسبق وهنا يكون التفريق ما بين المفهوم الحدوته المسترسلة كدرجه اولى من السرد دونما اعاده تدوير داخل النسق الثقافي الخاص بالقاص ولكننا بصدد عمل تنويري تم صياغته وفق مخطط مسبق حيث جاء شكل القص على ثلاثة اجزاء وكانه أمتلك تقسيم نظري قائم على فكره التحليل التاريخي، وبالتالي وجب التواصل لتفسير النهايات الخاصة بالأجزاء الثلاثة التي وردت بتقسيم عددي 9 8 9 وربما لعدد السنوات من 52 حتى 67 البالغ 15 سنه فقد قسمها المؤلف لثلاثة مراحل وهنا نحن نراهن على وعي ذلك الجيل الذي صنع ثوره 25 يناير تلك الثورة التي تمثل هاجسا ابديا في وعي ذلك الجيل ولعل التقسيم في الجزء الاول حيث ينتهي بموت المصري سعيد ومع دلاله الاسم تصبح القضية هل مثلت المرحلة الاولى نوعا من السعادة وتوافق المثقف ما قبل 52 معها، ويأتي الطرح هنا بعدم تحقيق تلك الفترة لذلك الفرض النظري على المجمل ولكنه مع تطور الحركة تكتشف انه بالإضافة لضعف بنيه السلطة داخل المجتمع نكتشف مسؤوليه الشيخ مسعود وحدة عبيد في التعامل مع المصري سعيد الذي سعى بحثا عن الامان داخل القصر ولكن مهاره القاص في استجلاء ردود الافعال تجاه المصري سعيد ذلك المغدور عقابا على احلامه وسعيا للأمان داخل الهيكل المغتصب اي القصر على يد الغفير وهو الدرجة الاقل في بنيه السلطة، ولعل الفصل الاول في الجزء الثاني هو طاقه تأويليه وادانة لمثقفي ما قبل يوليو الذين لم يقوموا بدورهم في تلك التجربة وهو راي محايد، ولكن الجزء الثاني ومحوره امراه هي راسيل ممثله الجماعة الهامشية التي لم تسلم من تناقضاتها هي الاخرى حيث التباين ما بين وعي راسيل واختها سالمه وكذلك عجز محمود كبير الغجر عن اداره ذلك الصراع الناشب داخل جماعته وبالتالي يتفق ذلك النسق الهامشي مع النسق العام للمجتمع الاصلي الذي يتراجع مع تراجع سلطه الشيخ مسعود لصالح سلطه عبيد،
ماذا نريد من الفن الروائي كقراء كنقاد كعلماء كمؤرخين؟
جاء السرد كغريزة انسانيه مع بدايه تكون المجتمعات والخروج من حاله المشاعيه الاولى حيث تتباين رؤى الافراد تجاه حادثه واحده ومن هنا جاءت فكره السرد وفق ما تمنى الفرد ولم يتحقق او طرح تفسير خاص لفرد ما تجاه حدث عام ومن هنا تفسير رجاء جارودي لمفهوم الابداع انه اجابه اتجاه معضله ما محكومة باتجاهات الفرد وعمله وثقافته ورؤيته للعالم ونمط تربيته هنا الابداع منظومه او نتيجة متكاملة عباره عن توصيف وتوظيف وفق سياقات لغوية مختلفة ، وبالتالي يقتضي العمل الروائي الجيد مشروعا جيدا على مستوى الطرح الروائي والطرح المعرفي المتضمن خلال الرواية وهي مسائل محوريه في مساله تقييم اي عمل دون الاخر ومن هنا يتداخل الشكل مع المضمون في تقييم العمل الروائي ولكن ما علاقه تلك المقدمة بالعمل الذي نحن بصدده من العصارة الي القصر للأستاذ خالد بدوي .
على مستوى الزمن الروائي يطرح الروائي زمنان زمن يتعلق بسرديه الوطن وزمن اخر يتعلق بسرديه عائليه الذكاء الروائي هنا في توافق سرديه الوطن مع سرديه الأسرة ولكن دقه الاسلوب ورقي الاسلوب وقدرته على استعمال اللغة بكل مدلولات اللغة الخاصة وبكل سياقات الجمل وبكل ترتيب للجمل بما يخلق نسقا فكريا للمتلقي ذكاء الكاتب هنا في الربط ما بين سرديه الوطن وسرديه الأسرة في ان العقل الجمعي المصري قد ارتبط لفتره الستينيات بهزيمه 67 وبداية 1952 هنا نهاية ثوره وبدأيه ثوره ولكن ذلك الفرض يصلح لمقال هنا نبحث عن خصيصه الجنس الادبي وهو الرواية حيث يفترض بنية قصصيه قادره على اجتذاب المتلقي وممارسه درجه من درجات التشويق بمعنى ان الفن الروائي هو معادل موضوعي للواقع حيث ان الرواية هي عباره عن اعاده صياغه لحدث يومي بفرض تخيلي وبعد معرفي وبناء لغوي الكاتب هنا بدا من 1952 مع فرض الحراسة على قصر البرنس هنا دلاله الطبقة الإقطاعية ومن تناوب معها او تماهي مع الطبقة الإقطاعية وانضم وصار في ركابها وبالتالي تخرج المسالة من الخاص الى العام حيث انعكاس التغيرات الاجتماعية التي صاحبت فكره الإصلاح الزراعي ولكن المأزق في اي عمل يتعلق بفرضيه فكريه انه قد يقع مباشره في فكره الأيديولوجية ولكن الكاتب هنا افلت من فكره والادلجه من خلال الإشارة الى حدث اجتماعي تاريخي مصر الاصلاح الزراعي والسيطرة على قصور الاقطاعيين وانعكاس ذلك علي حالة المصري سعيد هو من سخريه القدر ان يتعرض لكل تلك المأساويات على الرغم من السعادة المتضمنة داخل اسمه وليس من العبث هل يوجد الكاتب ملامح شخصيه المصري سعيد في عدم قدرته على ممارسه حياته الإنسانية الطبيعية حيث تتخلى عن هوايته وابداعه الفني بعدما انهى كليه الفنون الجميلة وعاد ليخدم البرنس بعد وفاه ابيه الذي كان يخدم البرنس وبالتالي فقد ذاته فقد ظله فقد اعتباره باي وصف كان لأنه تخلى عن طموحه وصار يمارس هوايته برسم اللوحات فقط والاستمتاع بالحياة العبثية من خلال علاقته براسيل تلك الغجرية الذي اجتلبهاللخدمه في قصر البرنس على مستوى بناء الشخصيات الروائية عند خالد بدوي نجد انه خلق نوعا من العلاقة العميقة بين المصري سعيد وراسيل حيث يتفقان في انهما هامشيان ليس هناك اي اعتبار مستقل لهم على الحياه المستوى الحياه الاجتماعية فالغير في النهاية جماعه هامشيه تعيش على هامش البلدة ولا يحيون في ظروف انسانيه ويتبدى ذلك من نمط حباتهم الذي وصفه الكاتب وحتى المصري سعيد نفسه حتى على مستوى تعليمه اعتبره اهلوه ابن الخادم ومن هنا كان منطقي ان يموت ذلك النمط المعتمد على غيره كما مات وكما ذهب عصر البرنس و على الرابط الاخلاقي المشترك ما بين راسيل والمصري سعيد هو حصورهما على نمط من انماط التعليم واحساسهم بالتميز هنا المعرفة القلقة الموجبة للانفصال عن الواقع وعدم التكيف معه ولعل الرؤية التأويلية لطبيعة الشخصيات وسقوط انماطهم وعجز تلك الانماط عن النهوض بالواقع بدليل نهاية الرواية، ونهاية تلك الشخصيات ذاتها حتى شخصيه رشدي الابن الثالث للشيخ مسعود ظل يعاني من عيوب الاعتمادية على الغير وكذلك عدم قدرته على المواجهة بدليل معاشرته لراسيل دون علم اخوته واهلها وبذلك يعلن عن قمه تناقضاته فهو متعاطف معها بحكم حبها للمصري سعيد ولكنه لا يستطيع ان يعلن ارتباطه بها على عكس المصري سعيد على الرغم من عجزه الجنسي راسيل المصري سعيد رشدي ثلاثة وجوه مختلفة لانماط المثقفين على اختلاف درجه ثقافتهم عبر الفترة التي عبرت عنها الرواية من 1952 الى 1967 هنا نستطيع ان نستشف درجه ثقافه المؤلف ووعيه وقراءاته العميقة عن تلك الفترة حيث صارت في تلك الفترة ازمه المثقفين كمصطلح رئيسي وذلك على متساوي الأزمنة المختلفة فالمثقف المبني وعيه ما قبل الثورة كان عنينا ولم يستطع ان يواجه الا أن صرخته في وجه عمه ان لا يكرر صرخة خطأه مع ابيه هو نوع من الصراخ حول ازمه الانشقاق في وعي الافراد والادلجه القائمة على ذلك هنا تصبح مؤسسه الأسرة واتحادها على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية فيها هي المناط الوحيد لحفظ الوطن، وعلى مستوى اللغة في وصف تلك الحالة المأساوية للمثقفين في هذه الفترة المعالجة يستعين الكاتب باللغة الشعبية وهي موائمة للتركيبة الاجتماعية لراسيل من خلال ايراد جمله كان كشجره السنط كثيره الظل عديم الثمار، وهو وصف تم ايراده عبر التحقيق في مقتل المصري سعيد وكذلك في وصفها لبلال ولكنها اضافت لكن أفضل منكم جميعا عند تذكرها للمصري سعيد ، مهارة الكاتب في بناء معادلات للشخصية من اجل رصد مراحل صعودها وهبوطها ، حيث رصد علاقة المصري سعيد بالغفير تلك العلاقة التي واكبت هامشيته فكان سميره في ليالي الشتاء وكذلك ضحية لتبعيته حيث قتل بيد غفير حارس للقصر وبالتالي علاقة السلطة بالثقافة .
بناء السلطة والعمل الروائي
المعرفي الخاص بتلك الرواية يمكن استمداده من مقوله الاستاذ هشام زغلول في كتابه تحديات النقد الثقافي في قراءه الشعر القديم بقوله في صفحه 24 ولذا ارى ان نوازن نموذج فوكو للمعرفة والسلطة بالنموذج التقليدي فوفق النموذج التقليدي تنتج المعرفة السلطة ومن ثم السلطة تقمع وتقهر بينما حسب نموذج ميشيل فوكو تنتج السلطة المعرفة بوصفها خطابا ومن ثم فالسلطة تنظم وتراقب وتضبط فتقودنا السلطة للامتثال لها وهنا التفسير الاقرب فعبيد صنع السلطة الخاصة به من خلال علاقات التملق وذلك الحراك الاجتماعي الخادع من حيث قانون النسب ومن حيث تغيير نمط الانتاج واستغلال الموارد المتاحة للجميع وحيث حولها الى مورد خاص من خلال مصنع طوب وبالتالي ادان المعرفة الناتجة عن تلك المرحلة التاريخية وهذا هو موقف ذلك الجيل الذي يمثله القاص من مرحله تاريخيه معينه وهو امر يستتبع عمل اخر يقرر موقفه المعرفي من المراحل التاريخية التأليه او تداعيات الازمه او قدره هذا المجتمع الذي تناوله على تجاوز الازمه النتيجة وذلك السقوط الجماعي من خلال الامكانيات الحبلى بها تلك الشخصيات التي لم تمت عبر الجزء الاول الذي نحن بصدده.
في سلاسة عجيبة ورائعة اجازه الكاتب صياغه شخصياته المعقدة حيث اضاف مركب السلطة في شخصين هما عبيد ومتولي في مقابله شخصيتين مثقفتين ايضا هما السعيد المصري ورشدي يمارس الكاتب درجه رائعة من درجات تجديل المشاهد حيث يربط ما بين سلبيه الاب اتجاه ابنائه مما اعطى المجال لعبيد كي يتمدد ويطور العمل من خلال فكرة القمينة( مصنع الطوب ) مستغلا الطمي الخارج من تنظيف الترعة وكذلك المتبقي من عصر القصب ،ونكتشف هنا ان إعادة اعتبار عبدالله الوكيل لقوته دون وعي بحدود القوة عبر فكرة الخلاص الشخصي والتي ادانها الكاتب من خلال ملامح شخصية الوكيل ، حيث قامت شخصية عبيد علي انقاض شخصية الوكيل الذي وأد الشيخ مسعود فيه اعتباره لقوته المتوافرة لديه وبالتالي استعلام عبد الله الوكيل لفكره الاعتماد على الاخر لفكره الرجل الثاني لفكره الدور التابع هنا فقدت القوه اعتبارها فقدت القوه وظيفتها لأنها لم تمارس وبالتالي عندما مارسها ، مانت أداة تدمير للعائلة ، وكذلك علي انقاض اعتمادية رشدي ، هنا تصبح السلطة بناء اجتماعي وليست معطي فوقي .
هنا الإضافة النوعية لتلك الرواية انها رواية من تيار الوعي حيث توافق الزمن الروائي مع الطبيعة المعرفية والخلفية الثقافية التي يحتفظ بها العقل الجمعي عن تلك الفترة ، وبناء علي فكرة ان الثقافة والابداع أبنية فوقية تعبر عن طبيعة وسائل الانتاج والتي تحدد نمط التفكير ،تلك المسألة يحسمها العنوان كعتبة دالة من العصارة الي القصر ليقدم الخط الصاعد من الانتاج الي الاستهلاكية لينتج الخلل الاخلاقي في المجتمع من جديد مفهوم القصر بمعني تركيز السلطة في يد التحالف الجديد مابين عبيد كطامح ومتولي كرجل سلطة رسمي ، ليكون الطرح الاهم ، عدد من الأسئلة المضمرة التي يطرحها السارد الخفي . يسرد الكاتب متواليه السلطة من خلال مسيره عبيد وتدرجه حيث تلتقط السلطة كل حال بالثروة لتجعل منه سيف على اقرانه وبذلك تستطيع زرع درجه من الخلخلة او احداث نوع من عدم التوازن في الفئات المراد اختراقها كيف يتم هذا ؟ هو امر احكم الكاتب صناعته من خلال صياغه شخصيه عبيد الذي تغذي على الطمع وضعف الاخرين والخلل في بناء شخصيتهم هنا فكره السلطة، ليست السلطة فقط هي السلطة السياسية ولكن هي سلطه الغرائز السلطة الاجتماعية سلطه راس المال هنا يمارس الكاتب درجه عالية من درجات التأريخ الاجتماعي لمرحله في مصر ليقرر فكره ان الهزيمة السياسية في النهاية قائمه على خلل اجتماعي قائم وبالتالي يتم استنطاق التاريخ الاجتماعي لصالح الخلل الاجتماعي القائم الان وهو امر يعكس درجه التنويرية التي تمارسها تلك الرواية ومساحه الوعي الذي يمتلكه الكاتب، وبالتالي هل نستطيع ان نقول ان تلك الرواية محاكمه جيل لمرحله تاريخيه معينه ادت الى هزيمه محوريه مجتمعيا في سنه 1967 لازلنا نعاني منها الان بكل تداعياتها التي تحدث عنها كثيرا من علماء الاجتماع السياسي وعلماء الحضارة وعلماء التاريخ وعلماء السياسة.
استراتيجية المكان في الرواية .
يأتي العنوان حاكما لمسار الرواية وهي درجه من درجات الحرفية التي يتميز بها الكاتب حيث تناوب مفهوم القصر من الطبقة القديمة التي تناهت حيث البرنس وتابعيه الى الطبقة الجديدة الذي سلكت نفس سلوك ساكني القصور السابقين مما ادى لغياب معني التغير وبالتالي على اي اساس ذهب القدماء وجاء الحاضرون حيث يمثل القصر في النهاية مفهوم الامان للمصري سعيد وكذلك القصر يمثل مفهوم الحلم لعبيد في حين ان الدورة العكسية ان المعصرة تمثل ذلك الحلم القديم حيث يرتبط التجديد فيه بانهيار القصر وبانهيار المؤسسة الاقتصادية التي كان يقودها البرنس وبالتالي قامت مؤسسه على انقاض مؤسسه وكذلك تمثل المعصرة درجه من درجات الانتماء والأصالة والتاريخ بالنسبة لعبد الله الوكيل اذا هنا اختلفت المفاهيم داخل وعي الطبقة الواحدة بل الاسرة الواحدة ، وكذلك ارتباط مفهوم السلطة بفخامة البناء السكني حيث سعي عبيد الى امتلاك مندرة والمندرة درجه من درجات التفاخر الاجتماعي وبذلك اصبح عمده، ايضا المدينة كدرجه او مكان للهروب من المسؤوليات الاجتماعية وانعكاس سلبيه المثقفين الممثلين في مسعود الطبيب وكذلك رشدي المحامي كمكان معين لإخفاء اخطائهما .
الشخصيات النسائية في الرواية
ان كانت السلبية والانهزامية هي الطابع العام بالنسبة للشخصيات الخاصة بالرجال داخل الرواية كدرجه من درجات الاسقاط على الازمه المجتمعية التي عاناها المجتمع المصري في ١٩٦٧، الا انه اعاد الاعتبار الشخصيات النسائية في اظهر شخصيه فرحانه زوجه عبيد على عكس زوجها وكذلك قدره راسيل على التمرد وقدرتها على صياغه واقعها الجديد حيث رفضت الوقوع تحت اسر بلال لأنه لم يعد ملائما لفكرها العقلي لأنها تعلمت حتى المرحلة الإعدادية ومات ابوها وبالتالي كذلك شخصيه فاطمه التي جسدها الكاتب كمثال للضحية المثالية حيث عانت من عنف كنتها وعانت من عنف زوجها وعانت من متاجره ابيها بها.
ملامح عامة
مهاره الختام مع روعه الاستهلال فكانت نهاية الجزء الثاني هي تخيل الوهمي لإمكانيه تالف الجرحى من الجماعتين المرجعيتين هل ينقذ ذلك المشهد العام: راسيل والمصري سعيد، هل هذا معقول ؟ هكذا نطق في نهاية الفصل الثاني، ثم فكره السقوط الجماعي معتبرا في السؤال الختامي ماذا حدث لأولاد الشيخ مسعود.
مسارات السرد: ادماج الاحداث التاريخية كإضاءة سرديه تقوم بنوع من العصف الذهني للمتلقي حيث يسعى القارئ للربط ما بين الطابع العام للمجتمع وانعكاس ذلك على سلوك الافراد، هنا قابليه النص للتأويل وهنا يتحقق لذلك العمل قيمته الإبداعية بإضافته العقلية متوسله بأدوات الجنس الادبي وهي اللغة والصورة الفنية القادرة على الربط ما بين الظرف العام والظرف الخاص والجدلية بينهما من حيث الدلالة اللغوية القائمة على بناء الجمل وسياقاتها وذلك من خلال الجملة الاعتراضية التي تمثل تمهيد القاص للقارئ واشاره مرجعيه تساعد القارئ على الربط العقلي ما بين الاجزاء الثلاثة مثل دلاله الجملة الأخيرة في صفحه 24، وكذلك مشهد الترابيزة التي تعد تحفه فنيه ولكن الموظفين الذين احتلوا القصر كسروها بعدما استعملها احدهم ليقوم بتركيب احدى اللمبات فتكسرت وكان مصيرها النار التي يشعلها الغفير ليتدفأ بها صفحه 53، هنا البساطة والدلالة في ذات المشهد حيث الدلالة المزدوجة ما بين وعي المصري سعيد بصفته فنانا كذلك وعي الموظف باعتبارها قطعه خشبيه مع تجاهل الثقافة الممثلة في وعي صانعها كتحفه فنيه، وكذلك نقضه لنظام البيروقراطي في صفحه 64، كله تلك دلالات مرتبطة بالسارد المباشر ونشهد بقلتها بذلك العمل الذي اجاد القاص سبكه فكانت الشخصيات ناطقه بالمضمون المعرفي لذلك العصر المحدد تاريخا من وجهه نظر ذلك الجيل.
امتلاك القاص لأدواته المعرفية ما بين مشاهد الحيرة التي يعانيها المصري سعيد ابن اخ الشيخ مسعود الذي عجز عن احتواء اخيه فكان مصيره هو ونجله الموت انزواء خارج بناء الأسرة وما بين مشهد النهاية كسؤال افتراضي يعكس الدهاء الدرامي للكاتب[ ماذا حدث لأبناء الشيخ مسعود] وكانه يمهدنا لبناء قاعده اساس لثلاثية تاريخيه حيث خلق مرحله الادراك الاولى للعالم ولم يخلق اي رد فعل لأبطاله فجاءت ابطاله على درجه من الانسحابيه لتوافق النسق العام وهو الهزيمة، ولكن الخطوط الدرامية للشخصيات بناها الخاص بحيث يخلق انماطا رحميه جديده مثل سندس وراسيل للرهان عليهما في مواجهه ذلك الكيان المتهرئ وكذلك جانبيه الوعي بالندم وجلد الذات الذي حكم مشهد النهاية حيث يعاني عبد الله الصلب على العمود ويعاني اخيه العجز عن الحركة جالسا على الكنبة في المندرة ليعلن وفاه ابنته تلك الأداة التي راهن عليها كوسيله للصعود الطبقي من خلال مصاهره حسان العمدة الا ان الخلافات الزوجية الحاده تأتي كمعادل موضوعي لفكره الصراعات داخل بنيه السلطة ذاتها مهما تضاءل مستوى التمثيل لها.
هو عمل تأسيسي لا يكتفى به على مستوى المشروع الفكري للمبدع الذي نجح في خلق قاعده اساس قابل للانماء واذا اكتفى به فنحن بصدد رؤيه ماضويه للعالم لا تعبر عن وعي ذلك الجيل المتنامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا