الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة والنكبة المستمرة

رضي السماك

2024 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ما من روائي عربي عبّر عن محن وعذابات الشعب الفلسطيني منذ نكبة 48، كما عبّر عنها الروائي اللبناني إلياس خوري،حتى بدا وكأنه واحداً من أبناء هذا الشعب الذين ذاقوا مرارة النكبة وتجرعوا أهوالها وعذاباتها على امتداد ثلاثة أرباع القرن منذ يومها المشؤوم،.والحق أن هذا الروائي اللبناني يستحق أن نطلق عليه "مؤرخ النكبة روائياً" كنكبة ممتدة زمنياً على أمتداد أجيال متعاقبة من الفلسطينيين شاركوا آباءهم وأجدادهم بنصيبهم في دفع فواتيرها الباهظة- دماً وأرواحاً- وبكل ما يُعرف من صنوف القهر والتنكيل والقتل والإبادات الجماعية والاضطهاد والتشريد والتي خبرها أولئك الآباء والأجداد الأوائل في نكبة 48. ولم يكن غريباً ذلك على خوري، هو الذي وصفه المفكر اللبناني الراحل كريم مروة بأنه "فلسطيني الانتماء حتى العظم"،فقد سبق له أن أنضم إلى حركة "فتح " وحارب في صفوف مقاتليها، وشارك -كتابةً وإدارة تحرير- في الصحافة الفلسطينية.وقد جاء كتابه الأخير الصادر العام الماضي عن دار الآداب بعنوان "النكبة المستمرة"وكأنه استشراف صادق لأحداث ومآلات نكبة غزة الراهنة بصفتها نكبة جديدة من سلسلة نكبات متعاقبة تتناسل من النكبة الكبرى ، وقد وصفها خوري بأنها مسار طويل بدأ في 1948 وامتد بأشكال متنوعة ومتعرجة حتى اليوم،وهذا ما ينطبق تماما على "نكبة غزة" حيث يتوعد جيش الاحتلال الصهيوني أهلها المطرودين من غزة الذين فروا إلى "رفح" بنكبة جديدة باجتياح المدينة المكتظة اكتظاظاً شديداً بأكثر من مليون نازح فلسطيني، علماً بأن السواد الأعظم من سكان القطاع ومخيماته كانوا في الأصل من المنكوبين المهجّرين من نكبة 48 حيث ظلوا يعيشون ويتناسون فيه حتى أضحوا مليونين ونيفاً إلى ما قبيل "نكبة غزة" على رقعة لاتتجاوز نصف مساحة دولة عربية صغيرة كالبحرين، ونصف هذا العدد بات اليوم محشوراً في مدينة رفح ذات الرقعة الأصغر !
وإذا كانت "إسرائيل" قد صمت أذنيها عن سماع كل المناشدات الدولية لوقف عدوانها على غزة والامتناع عن اجتياح "رفح" ،فما كان لها أن تتمسك بهذه الغطرسة وأن تجعل نفسها فوق القوانين الدولية لولا المواقف الأميركية الداعمة لها بكل أشكال الدعم بلا تحفظ، ولولا أيضاً تخاذل الأنظمة العربية المزمن والذي بات اليوم يفقأ العين بما بلغه من مستويات متقدمة في فجوره الصريح حتى وصل العار بهذه الأنظمة أن تتفرج على مواقف دول غير عربية، سيما في أميركا اللاتينية، تأبى أن تتفرج وتلطخ شرفها الإنساني بصمت العار، وأخذت تخوض نضالاً عنيداً بالنيابة عن العرب قضيتهم الفلسطينية، لا بل أن دولةً أفريقية حرة كدولة جنوب أفريقية وهي واحدة من أكثر دول العالم ذاقت مرارات الفصل العنصري على يد النظام السابق المدحور، ولأدراكها التام ما يتجرع الشعب الفلسطيني بمثيله على أيدي العصابة الصهيونية العنصرية الحاكمة في فلسطين، وقفت موقف المتبني للقضية الفلسطينية وكأنها قضيتها من خلال رفع دعوى على " إسرائيل" في محكمة العدل الدولية وتقديم أقوى مرافعة في هذا المحفل الدولي الهام أمام أنظار العالم لإثبات ماترتكبه من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال